هشام إسماعيل

الكرة الذهبية والأوسكار وفتى الشاشة

الكرة الذهبية مثل الأوسكار، لم ولا تعبر بالضرورة عن الأفضل في العالم.
الخميس، 16 يناير 2014 - 15:24
في عام 1994 لم تشهد الولايات المتحدة الأمريكية فقط واحدا من أفضل كؤوس العالم ولم تتصدر ضربة الجزاء الأكثر شهرة في تاريخ كرة القدم وحدها عناوين الصحف هناك، إذ أنتجت السينما الأمريكية الفيلم الشهير "The Shawshank Redemption" من بطولة الممثل العظيم مورجان فريمان.

على الرغم من كونه واحدا من أعظم الأفلام التي أنتجتها السينما الأمريكية بالنسبة للكثيرين إلا أن نصيبه في الجائزة الأكبر والأشهر تجاريا "أوسكار" كان صفر، الممثلون والمخرج والسيناريو والموسيقى وكل شيء في الفيلم لم يجذب أنظار لجنة التحكيم وقتها ولا الجمهور نفسه في دور العرض.

لسوء الحظ أن نفس العام شهد انتاج أفلام غيرت كثيرا في صناعة السينما مثل "Pulp Fiction" و وبالتأكيد Forrest Gump حتى في الأفلام الكارتونية قدمت السينما الأمريكية لنا "The Lion King" وهي الأفلام التي حظيت على اهتمام الجميع بل أن أقلهم تحقيقا للإيرادات حقق 10 أضعاف ما حققه شاوشانك.

الكرة الذهبية أيضا، لم تعبر يوما بالضرورة عن اللاعب الأفضل في العالم أو الذي استحق أن يحتفظ بجائزة كهذه في دولاب بطولاته، مارادونا لا يمتلك واحدة أما بيليه معه كرة ذهبية شرفية فقط.

الأبطال الحقيقيون أحيانا ما تكون أدوارهم ثانوية وأحيانا مجهولة في تلك الحفلات الصاخبة التي تقام في زيورخ وتقدمها عارضة برازيلية أو سابقا الحسناء كاي موراي من أجل أن يتم منح الجائزة الذهبية للاعب صوره كانت تحتل حوائط غرف المراهقين في التسعينات ولصاحب أكثر مقاطع فيديو على الكمبيوتر الخاص بهم أو من تتصدر أسمائهم محركات البحث في جوجل ويوتيوب وغيرها خلال العقد الماضي.

توم هانكس كان رائعا ولا يضاهى في دور فورست جامب أما تارانتينو فقد أبدع مع صديقه روجر أفاري في كتابة بالب فيكشن، وموسيقى هانز زيمر جلبت لسيمبا واحدة من جائزتي أوسكار حصل عليهما.

ميسي أيضا كان يفعل المستحيل طوال السنوات الأربعة الماضية ورونالدينيو في 2004 و 2005 فعل بالكرة ما لم يفعله أحد من قبل وكريستيانو في العام المنصرم كان اللاعب المتكامل الوحيد في العالم، رونالدو كان ظاهرة وزيدان هو الأسطورة الثالثة بعد بيليه ومارادونا.

تلك المبررات التي قد تصيب أحيانا وتخطئ أحيانا أخرى لتضع لاعبين أحق بالكرة الذهبية خارج السباق بالنسبة للجنة التحكيم التي تختار الأفضل وفقا للأهواء الشخصية فمدرب الأرجنتين لن يعترف بأفضلية رونالدو وميسي لن يصوت لمنافسيه ورونالدو لن يعترف بأحقية ريبري ودومينيك دا سيلفا قائد موريتانيا يتعثر أيضا حتى في تلك الاختيارات.

لاعبون مثل شنايدر وإنيستا وتييري هنري وبافيل نيدفيد وشابي هيرنانديز وغيرهم لم تنصفهم اختيارات الفيفا فلم يكن أحدهم نجم الشباك خلال العام الذي قدم فيه كل شيء سواء لناديه أو منتخب بلاده.

مدرب المنتخب التايلاندي قد يكون سمع من ابنه أن شنايدر حقق الخماسية مع إنتر وأنه قاد هولندا لنهائي كأس العالم في 2010 ولكنه يفضل ميسي ربما لأنه مشجع لبرشلونة، كذلك ديل بوسكي وكاسياس الذين دائما ما يفضلوا شابي وإنيستا على الهولندي لأنهم "بلديات ولازم يقوموا بالواجب معاهم".

حتى في اختيارات فريق العام الأمر كان كوميديا بعض الشيء، فربما الرجل الذي قرر أن تواجد راموس وداني ألفيس في الفريق الأفضل لعام 2013 بدلا من ماتس هوميلس وديفيد ألابا مثلا كان يظن أن الاختيارات وفقا لمستوى اللاعبين في فيفا 12 أو لم يدفع إشتراك القنوات الناقلة للدوريات الأوروبية العام الماضي.

ثم يجعلك هذا تطرح أسئلة مثل: ماذا لو كان ريبري لاعبا في ريال مدريد أو برشلونة؟ ماذا لو كان بقي شنايدر مع الملكي؟ ماذا لو كان وافق توم هانكس على العرض الذي قدم له بلعب دور أندي دوفران سجين شاوشانك بدلا من فورست جامب؟ هل كان سيغير شيئا؟

ليس ذنب شنايدر أنه حقق الخماسية بعد أن رماه ريال مدريد "بتراب الفلوس" لإنتر وليس ذنب ريبري أنه طرح ميسي أرضا بقميص بايرن ولا أن القوانين تمنعه بالفوز بالدوريين الإسباني والإنجليزي مع البافاري "يمكن يعجب"، ليس ذنب هنري ونيدفيد أن عملية التصويت نفسها قبيحة.

في النهاية ربما لن تستطيع السيطرة على عملية التصويت أبدا وربما يستمر ريبري ورفاقه ممن فاتهم قطار الكرة الذهبية كضيوف شرف في تلك الحفلات، ولكن نحن جمهور الكرة لن نتذكر من هذا العام سوى الذي سجل وقبل شعار ناديه ومن رفع الكأس للجماهير.