علاء شاهين

إلى الأمام يا أوين!

الأحد، 09 يونيو 2002 - 00:00
أؤمن إيمانا تاما بالحياد فيما يتعلق بالنقد الرياضى لمباريات كرة القدم المحلية ، ولا أحبذ أن يعرف أى من القراء هويتى التشجيعية سواء كنت أهلاويا أم أنتمى لمعشر الزملكاوية. ومع أننى عملت لمدة عام أو أكثر فى مجلة النادى الأهلى ، إلا أننى أجد العديد من القراة يتهموننى الآن بالتحامل على الفريق الأحمر سواء فى مقالاتى أو فى تقارير المباريات. وأنا أقول إننى لا أكتب وفقا لأهوائى أو انتمائاتى الشخصية ، فتلك هى النهاية لأى صحفى.

لكنى لن أتحدث عن كرة القدم المحلية الآن على الإطلاق. فعلى الرغم من أن النادى الإسماعيلى قد فاز بالدورى بعد غياب طويل دام أكثر من عشر سنوات ، وعلى الرغم من أن العديد من القراء قد طالبونى بتوضيح سر انتقادى لأداء لمحمود الخطيب فى العمل العام بعد اعتزاله ، فإن الحدث عن الخطيب و الدورى ، والأهلى والزمالك وصراع المدربين فى مثل هذا الوقت بصراحة "ملوش طعم" ، مع وعد بأن أواصل الكتابة عن كل هذا بعد انتهاء المونديال.

وعلى عكس الموقف بالنسبة لكرة القدم المحلية ، فأنا عند الحديث عن المونديال لا أنكر أننى مشجع كبير للمنتخب الإنجليزى بنجومه ديفيد بيكهام ومايكل أوين ، و كنت أتمنى أن يتمكن ستفين جيرارد من اللحاق بالبطولة لتكتمل أضلاع مثلث الرعب فى الفريق.

ولأنى من مشجعى المنتخب الإنجليزى ، فقد كنت أقفز فرحا ، بالتالى ، وأنى أرى إنجلترا توجه ضربة قوية للغرور الأرجنتينى ، لأن كتيبة التانجو المرعبة بقيادة الجنرال خوان سابستيان فيرون دخلت البطولة وكأنها قد ضمنت الفوز بها قبل أن تبدأ ، وما زاد فى استفزازى هو التصريح الغريب للحارس الأرجنتينى الاحتياطى جيرمان بيرجوس بأن إنجلترا فريق عادى والتفوق عليه ليس بمشكلة ، فشاهد من على مقاعد البدلاء الفريق "العادى" يهزم فريقه "السوبر" وسط ذهول الجميع.

الفريق الإنجليزى ليس بفريق مميز أو "سوبر" ، وهو ليس مرشحا للفوز بالبطولة ، لكن إنجلترا تقدم فى هذا المونديال ما لم تقدمه منذ أن كان المدرب القدير بوبى روبسون على رأس الفريق فى بطولة 1986 بالمكسيك و 1990 بإيطاليا والسبب فى ذلك هو المدير الفنى الرائع زفين جوران إريكسون.

إريكسون حل مشكلة كبيرة كانت الكرة الإنجليزية تعانى منها فى السنوات الماضية بعد أن ترك روبسون قيادة المنتخب الوطنى. فكل من تلاه من مدربين ، ربما باستثناء تيرى فينابلز ، لم يقدم جديدا للفريق من الناحية التكتيكية ، فجاء المدرب السويدى الذى يبدو بنظارته كأساتذة الجامعات ليجمع بين الميزتين: الشخصية القوية والفكر الجيد. وقد شاهدنا جميعا كيف استطاع استغلال سوء حالى قلبى دفاع المنتخب الأرجنتينى ماوريشيو بوتشيتينو ووالتر صامويل وضغط عليهما ليخطئ الأول ويتسبب فى ضربة الجزاء التى أحرز منها ديفيد بيكهام هدف اللقاء الوحيد.

أما عن سر تشجيعى للإنجليز فيعود لعدة أسباب ، منها حبى الشديد للغة الإنجليزية والأدب الإنجليزى الذى درسته فى كلية الآداب بجامعة القاهرة. ولن أقول إننى كنت طالبا مجتهدا ملتزما بحضور جميع المحاضرات ، فقد كان معظم وقتى مكرسا للعمل ، لكنى أحببت دراما شكسبير فى محاضرات الدكتور والناقد المسرحى الكبير عبد العزيز حمودة ، وأحببت دراسة كتاب أرسطو (الشعر) باللغة الإنجليزية طبعا ، زد على ذلك الدعاية الإعلامية الكبيرة للكرة الإنجليزية وأنديتها الكبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول ، ولنجومها مثل ديفيد بيكهام الذى يكفى أن نقرأ عن مدى شعبيته الطاغية فى شرق آسيا لنعرف ما الذا أتحدث عنه بالضبط!

إنجلترا قد لا تكون مرشحة للفوز باللقب ، لكنى سعدت بالفوز على الأرجنتين .. وإلى الأمام يا أوين!