صحيح أن الغندور لم يكن فى أحسن حالاته فى اللقاء ، وصحيح أنه أغلى هدفا صحيحا للأسبان (هدفا واحدا وليس هدفين) ، غير أن الاتهامات التى وجهتها وسائل الإعلام الأسبانية بالتواطؤ والتآمر كانت تستوجب ردا سريعا ، إلا إذا كنا نصدق أن الغندور بكل تاريخه الطويل والمشرف فى عالم التحكيم من الممكن أن يضحى بسمعته فى مقابل (عشوة).
ولا أعتقد أبدا أن أى رد من وسائل الإعلام المصرية كان سيكون له أى تأثير على حملة الانتقادات الأسبانية والإيطالية ، وحتى البرازيلية ، على التحكيم ، لأن صوتنا لم يكن أبدا عاليا أو حتى مسموعا فى قضايا أكثر أهمية من هذه القضية ، ولكننا نسمع أصواتا مجلجلة فى أمور هامشية تتعلق بالكرة المحلية ، ولذلك فقد توقعت أن أرى ردود فعل واسعة ضد الاتهامات الموجهة للغندور لأنه ممثل الكرة المصرية الوحيد الباقى فى الموندبال بعد أن فشل المنتخب المصرى فى التأهل – وهو أمر يستحق الشكر عليه لأننا اسمتعنا بالسنغال فعلا – وبعد استبعاد الحكم المساعد وجيه أحمد بعد نهاية مباريات الدور الأول للبطولة.
وأعود للمباراة وقضية الهدف الملغى ، وأنا أصر على أنه هدف واحد وليس هدفين وأعنى بذلك كرة باراخا التى أحرز منها هدفا برأسه ألغاه الغندور بدعوى ارتكاب أحد لاعبى أسبانيا خطأ داخل المنطقة ، علما أنه أطلق صفارته قبل أن تصل الكرة لرأس باراخا.
أما الكرة الثانية مثار الجدل فهى ليست هدفا بالمرة. ليس لأن كرة يواكيم تخطت خط المرمى قبل أن يرسلها عرضية على رأس فيرناندو مورينتس فالمساعد التريندادى (المهزوز) ميشيل راجوناث أخطأ بالفعل ، ولكل لأن الحارس الكورى الجنوبى كان بإمكانه الإمساك بكرة مورينتس (الضعيفة) بسهولة لولا أنه سمع صافرة الغندور والكرة فى الهواء فترك مورينتس يسدد الكرة وسمح لها بدخول المرمى ، ولو أعيدت الكرة 100 مرة دون أن يصفر الغندور أو يرفع راجنوناث رايته لما كان مورينتس قد ملأ الدنيا صراخا وعويلا على هدفه.
جمال الغندور قد يكون واثقا فى نفسه لدرجة الغرور ، ولكنه ليس فاسدا ، وإلا لما كان الحكم الوحيد فى العالم الذى شارك فى تحكيم ست بطولات كبرى هى كأس العالم ، والأوليمبياد ، وكأس القارات ، وكأس الأمم الأوروبية ، وكأس الأمم الآسيوية ، وكأس الأمم الإفريقية ، ولما كان الاتحاد الإفريقى (الكاف) قد اختاره لإدارة نهائى كأس إفريقيا بمالى 2002 ، ولما كان الاتحاد اليابانى لكرة القدم وجه له الدعوة عام 1999 لإدارة عدة مباريات بالدورى اليابانى ليصبح أول مصرى وإفريقى يحترف التحكيم.
كفاكم جلدا للذات يرحمكم الله