هذه العودة و إن كانت تثبت شيئا فهو عودة الفرق الإيطالية من جديد و بقوة إلى المنافسة على الساحة الأوروبية مرة أخرى، و هي التي كانت قد غابت كثيرا عنها، بل كان آخرها فوز اليوفى بالبطولة عام 1996.
هذه العودة الحميدة تعيد إلى الكرة الإيطالية بريقها مرة أخرى، و تعيد البسمة إلى الجماهير الإيطالية الحزينة منذ خروج فريقها مبكرا من نهائيات كأس العالم التي أقيمت هذا الصيف في كلا من كوريا الجنوبية و اليابان من دور ال16، بل منذ الهزيمة في نهائي كأس الأمم الأوربية 2000 أمام فرنسا و التي كان فيها المنتخب الإيطالي قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب.
وصول الأندية الإيطالية الأربعة إلى الدور الثاني من بطولة دوري الأبطال الأوروبي يعد في حد ذاته خطوة على الطريق الصحيح. فالصورة لم تكتمل بعد. فالأندية الإيطالية الأربعة، و من بعدها الجماهير، لن ترضى عن الفوز باللقب بديلا خاصة مع تزايد فرص الفوز باللقب و ذلك بزيادة عدد الفرق المشاركة.
و لكن على فرسان إيطاليا الأربعة إثبات الذات خلال مباريات الدور الثاني الأصعب، خاصة مع وقوعها في مجموعات صعبة تعد كلها مجموعات موت، و ذلك بعد إعلان قرعة الدور الثاني اليوم. فينظر الرباعي مواجهات ساخنة مع أفضل فرق أوروبا.
ففي المجموعة الأولى و قع الأنتر مع كلا من برشلونة، بايرلفركوزن و نيوكاسيل و هي فرق جيدة و إن كانت فرص الأنتر و برشلونة الأفضل لابتعاد باير عن مستواه المعروف و لتأهل نيوكاسيل بأعجوبة إلى الدور الثاني.
بينما جاءت المجموعة الثانية كأقوى المجموعات لضمها روما، الأرسنال، أياكس و فالنسيا و من الصعب جدا التنبؤ بالصاعد منها.
و تشهد المجموعة الثالثة لقاء السحاب بين ميلان و ريال مدريد بينما من المتوقع أن يلعب دورتموند و لوكوموتيف موسكو الأدوار الثانية في المجموعة. و سوف يحتاج ميلان إلى نسيان العروض القوية التي قدمها خلال الدور الأول و البدء من جديد لإثبات أنه من أقوى فرق العالم بالفعل.
و أخيرا وقع اليوفى مع كلا من مانشستر يونايتد و ديبورتيفو و بازل. و كبقية الفرق يحتاج اليوفى إلى بذل الجهد المضاعف كي يكون من أحسن ثمان فرق ليواصل طريقه إلى البطولة.
و من الواضح أن طريق الفرق الأربعة غير مفروش بالورود إطلاقا، و على كل منهم شق طريقه بمنتهى الصعوبة لعراقة و قوة و خبرة الفرق التي تواجهها في الدور الثاني. و هو ما سوف ينصب من المؤكد في النهاية في مصلحة و سمعة الكرة الإيطالية. و قيادة الكرة الإيطالية إلى مجد جديد أيام ما كانت الأندية الإيطالية مسيطرة على جميع المسابقات الأوروبية.