الأرسنال محلي لأنه فريق على اعلى مستوى في البطولات المحلية الإنجليزية , و قد نجح في السنوات الأخيرة في الجمع بين البطولتين الأكبر في إنجلترا مرتين و هو ما يعد إنجازاً حقيقياً . اما على الصعيد القاري , فالفريق لا يملك من البطولات الأوروبية إلا بطولتين عام 1970 و 1994 , و لم يحصل على دوري الأبطال الأوروبي حتى الآن .
و رغم ان الأرسنال يضم عدداً هائلاً من اللاعبين الفرنسيين الدوليين الذين اعتادوا على الإنتصارات الدولية و إقتناص الألقاب القارية و العالمية مثل كأس العالم 1998 و كأس الأمم الأوروبية 2000 و كأس العالم للقارات 2001 , إلا ان الوضع يختلف مع نفس اللاعبين على مستوى ناديهم الإنجليزي و هو ما يلفت انظار جميع المحللين .
ربما لأن آرسين فينجر المدير الفني للفريق لا يملك خبرة البطولات القارية , فهو لم يستطع الفوز بأي بطولة قارية طوال سجله التدريبي حتى الآن . اعتقد ان فينجر لا يملك الخبرة النفسية و الذهنية لمواجهة فرق تبحث عن الفوز داخل ملعبها و خارجه , فهو يستطيع التعامل مع فرق الدوري الإنجليزي التي لا يملك اغلبها طموحات المنافسة , على عكس دوري الأبطال الأوروبي الذي تسعى جميع الأندية للمنافسة على لقبه , و هو ما يتضح من خلال نتائج الفريق في مجموعته بدوري الأبطال هذا الموسم .
هناك دوراً كبيراً لكمية الإصابات في إقصاء الفريق من البطولة الأوروبية , وهو لا يمتلك البدلاء الأكفاء على المستوى الأوروبي , و قد عاني الفريق من ذلك عند إصابة آشلي كول و ديفيد سيمان و مارتن كوين و غيرهم من اللاعبين و هو ما كان السبب الرئيسي في هزيمة الفريق امام فالينسيا الأسباني , خاصة مع تدهور مستوى باسكال سيجان .
اما مانشستر يونايتد فهو فريق متميز في البطولات المحلية ايضاً و لا ينسى احد انه حصل على الدوري لسبع سنوات متتالية , إلا انه يتميز على منافسه بأن لديه الخبرة الأوروبية ايضاً . فالشياطين الحمر توجوا ابطالاً لدوري الأبطال مرتين آخرهما عام 1999 , كما انهم احد الفرق المرشحة دائماً للتتويج الأوروبي و عادةً ما يتأهلون للأدوار النهائية للبطولة .
هذا لأن السير اليكس فيرجسون يملك القدرات الذهنية و النفسية لشحن لاعبيه قبل المباريات الأوروبية الصعبة , و هذا ما رأيناه في مباريات الفريق امام بازل السويسري – الحصان الأسود في البطولة – و اليوفنتوس الإيطالي في دور ربع النهائي لنفس البطولة , و هو ما اتوقع ان نراه في مبارتي مانشستر امام ريال مدريد في قبل نهائي البطولة .
و يبقى الإهتمام و الإعداد للبطولة عاملاً اساسياً , فمانشستر يونايتد وضح منذ البداية ان يصب إهتماماته على دوري الأبطال الأوروبي على حساب البطولات المحلية و هو ما ظهر في منتصف الموسم عندما اتسع الفارق بينه و بين الأرسنال , الذي على العكس اهتم بتكرار إنجاز العام الماضي و السعي للفوز بالثنائية المحلية على حساب البطولة الأوروبية , لكن ما يعيب على لاعبي الأرسنال انهم يتأثرون نفسياً بالهزيمة , فخسروا من بلاكبيرن في نفس اسبوع خسارتهم من فالينسيا , ليعيدوا مانشستر يونايتد الى الصراع المحلي مرة اخرى .
عموماً تقلص فارق النقاط بين فارسي الرهان من مصلحة جميع محبي كرة القدم و الدوري الإنجليزي , و من المؤكد ان المباريات الباقية ستشهد إثارة غير مسبوقة لرغبة كلا الفريقين في إثبات ذاته على حساب الآخر , و ستكون مباراتهما القادمة مليئة بالإثارة مما يجعلنا ننتظر قدومها على احر من الجمر .