الطريق التى تربط القاهرة بمدينة السادس من أكتوبر تعد دليلا قويا على صعوبة أن تحظى مصر بفرصة استضافة أية أحداث رياضية عالمية على وزن نهائيات كأس العالم لعام 2010 والتى قرر الفيفا إسناد حق تنظيمها للقارة الإفريقية لأول مرة منذ انطلاق البطولة عام 1930.

فعلى جانبى تلك الطريق ، وعلى مشارف مدينة السادس من أكتوبر تحديدا ، تقبع عدة مشاريع رياضية هامة لا دليل على وجودها سوى لافتات حديدية وأسوار تحيط بأراض صحراوية ، أو غرفة مبنية "بالطوب" كما هو الحال بالنسبة لستاد مبارك الدولى.

وفى حين أن تلك العلامات ، كاللافتات والسور ، قد لا تثير أكثر من الفضول لدى المار فى البداية أو قد تدفعه إلى تخيل صورة المشروع عند اكتماله ، فإنها لا تلبث أن تثير علامات استفهام حائرة كلما مررت بنفس الطريق دون أن ترى ما يشير إلى أن هناك نية لاتخاذ خطوات عملية للبدء فى تنفيذ أى منها.

المشكلة أن المسئولين عن تنفيذ تلك المشاريع ، وأعنى بذلك الأهلى والزمالك والاتحاد المصرى لكرة القدم ، يخرجون علينا بتصريحات "مضحكة إلى درجة الاستفزاز" حل هذه المشروعات تجعلنى أؤمن تماما بأن الفرصة لن تسنح أمامنا لمشاهدة نهائيات كأس العالم بمصر قبل عام 2030 ، وهو موعد عودة البطولة لقارة إفريقيا وفقا لنظام التبادل بين القارات الذى سيبدأ الفيفا العمل به اعتبارا من عام 2010.

وتعالوا نقرأ بعضا من تلك التصريحات.

يوسف الدهشورى حرب رئيس اتحاد كرة القدم صرح فى شهر مايو من عام 2001 لصحيفة "أخبار اليوم" عشية زيارة جوزيف بلاتر رئيس الفيفا لمصر أنه فى حال فازت مصر بحق تنظيم كأس العالم فإنها ستحصل على 300 مليون دولار أمريكى، مما سيعفى الدولة من أية أعباء مالية. وفى شهر مارس الماضى صرح محرم الراغب مدير عام النادى الأهلى لصحيفة الأهرام أن ناديه بصدد إطلاق قناة فضائية خاصة سيستخدم عوائدها فى بناء ستاد النادى بمدينة السادس من أكتوبر.

أما آخر التصريحات المضحكة والمستفزة أيضا فصدرت عن الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك الذى قال منذ عدة أيام فى جوهانسبرج أن النادى سيستخدم التعويض المادى الذى حصل عليه من جنت البلجيكى نظير احتراف أحمد حسام "ميدو" ، وهو مبلغ لا يزيد عن سبعة ملايين جنيه ، فى بناء ستاد النادى الجديد.

هذه التصريحات تثبت أن معلومات أصحابها عن تكلفة إنشاء ملاعب كرة القدم الحديثة لا تزيد كثيرا عن معلوماتى الشخصية عن اللغة الصينية ، لأن تكلفة بناء الملعب الذى يتسع لـ 80 ألف مشاهد تتجاوز الـ 80 مليون دولار أمريكى (نحو 480 مليون جنيه) وهو ما يعنى أن ملايين الدكتور درويش السبعة قد لا تكفى لبناء مجمع دورات المياه بالاستاد ، لمؤاخذة!

ليست هذه آخر الأسرار التى يبوح بها طريق القاهرة/السادس من أكتوبر ، فهناك المشروع الخاص ببناء مجمع للمنتخبات الوطنية والذى وضع بلاتر حجر أساسه فى السادس من مايو عام 2001 ولم يتم البدء فى إنشاءه حتى الآن ، علما أن بلاتر فى اليوم ذاته وضع حجر الأساس للمقر الجديد للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) الذى يقف الآن شامخا بجوار جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

ويكفى أن نعلم السبب فى عدم الشروع فى بناء مجمع المنتخبات لندرك مدى معاناة التخطيط الرياضى فى مصر ، فالأرض التى يقع عليها المشروع ملك لوزارة الإسكان والتعمير ، والمفاوضات حول نقل ملكية الأرض لوزارة الشباب دائرة منذ أكثر من عام دون الوصول لأية نتائج ملموسة.

كل هذا ويأتى الدكتور على الدين هلال وزير الشباب ليصرح الشهر الماضى بأن مصر جادة فى طلب استضافة نهائيات كأس العالم من منطلق "ريادتها فى الرياضة الإفريقية،" علما أن الدكتور هلال كان حاضرا فى المؤتمر الصحفى لبلاتر والنجم الفرنسى ميشيل بلاتينى عقب وضع حجر أساس مقر الاتحاد الإفريقى ، فرحب فى بداية المؤتمر برئيس الاتحاد الدولى "جوزيف بلاتينى."

أخيرا ، كنت أود الحديث بالتفصيل عن ملف مصر لتنظيم كأس العالم وفرصها الحقيقية فى مواجهة الدول الإفريقية الأخرى التى تقدمت بطلب التنظيم ، ولكن يبقى لحديثنا بقية!