والحقيقة أن توقعى أن الأهلى كان الأقرب للفوز قبل اللقاء لم يأت لمقارنة بين الفريقين المتوازنين فنيا إلى حد كبير ، ولكنه كان نتيجة تحليل لتصريحات غير مسئولة لبعض مسئولى نادى الزمالك والتى من شأنها إحداث هزة نفسية فى الفريق. غير أن لاعبى الزمالك ومديرهم الفنى القدير كارلوس كابرال كانوا نجوما فوق العادة خلال اللقاء فلهم نرفع القبعات تحية وتقديرا على الأداء المتميز وعلى إعادة الحياة لبطولة الدورى رغم أن الأهلى يبقى هو الفريق الأقرب للفوز بلقبها.
وأود أن أشير هنا إلى تصريح أدلى به مرتضى منصور نائب رئيس نادى الزمالك عقب اللقاء مباشرة عبر قناة النيل للرياضة هنأ فيه كابرال على الفوز "رغم محاولات البعض الإطاحة به خارج النادى بحجة أنه مدرب فاشلوأكد فى نهاية حديثه أنه قد اتفق على بقاء المدير الفنى فى موقعه لموسم آخر.
ورغم تألق عدد كبير من لاعبى الزمالك فى المباراة ، فإنى أعتقد أن كابرال يستحق أن يكون نجم اللقاء الأول ، بل ونجم الموسم الأول فى الزمالك لأنه نجح فى قيادة الفريق باقتدار لحصد أكثر من بطولة ، وللمنافسة بقوة على لقاب الدورى رغم "الحرب" المعلنة وغير المعلنة التى يتعرض لها فى النادى ويقودها مجموعة من "المنتفعين" الذين يتربصون به ، ورغم تمرد بعض اللاعبين على قرارته والذى أدى إلى خوض الفريق عددا من المباريات دون أبرز عناصره.
كابرال قاد الزمالك أمام الأهلى بدون فلسفة ، وأجرى تغييراته فى أواقت مناسبة ، بعكس نظيره فى الأهلى جو بونفرير الذى تأخر فى الدفع بسيد عبدالحفيظ وأخرج جيلبرتو وأبقى على محمد جودة رغم حالاته "المزرية" وتوتره الملحوظ.
إخفاق بونفرير لا يعفى بعض لاعبى الأهلى من مسئولية الهزيمة والأداء السيئ ، فعصام الحضرى يتحمل مسئولية هدف عبدالحليم على لتقدمه غير المبرر ، ويتحمل مسئولية الهدف الثالث لأنه كان يستطيع الإمساك بالكرة التى سددها بشير التابعى من "طريق صلاح سالم" بدلا من إبعادها بطريقة استعراضية اعتاد عليها لتجد المتابع جمال حمزة ليودع الكرة الشباك بسهولة.
ومن عصام الحضرى ننتقل إلى خط الدفاع الذى استمتع أفراده بمشاهدة الكرات العرضية للزمالك ، ولم يحركوا ساكنين لترحكات مهاجمى الفريق الأبيض ، ويكفى أن عبدالحليم على تسلم الكرة فى الهدف الثانى وبينه وبين وائل جمعة مدافع الأهلى نحو أربعة أمتار. أما فى خط الوسط فحدث ولا حرج ، فياسر رضوان فى "غيبوبة" منذ عودته من ألمانيا وهو نقطة ضعف رئيسية فى الناحية اليمنى للفريق ، وحسام غالى كان سيئا وجاءت معظم تمريراته مقطوعة ، ومحمد جودة تائه ومتوتر ، و..كفاية بقى!
هذا لا يعنى أن الزمالك حقق الفوز لسوء حالة الأهلى ، فمعظم لاعبى الفريق ظهروا بمستوى جيد ، وعلى رأسهم ثلاثى الهجوم حسام وحمزة وحليم ، وتامر عبدالحميد نجم خط الوسط ، وحتى حازم إمام الذى شارك فى منتصف الشوط الثانى ساهم فى تحقيق الفوز لأن نزوله زاد من "خضة" لاعبى الأهلى الذين كانوا يعملون لمشاركته ألف حساب قبل المباراة.
وفى النهاية مبروك للزمالك فوزه المستحق ، ولا يستحق الأهلى عبارة hard luck لأن الحظ لم يلعب أى دور فى هزيمته.