قضية محسن صالح انه تحمل مسئولية المنتخب الوطني بدون اجماع جماهيري او اعلامي .. فقد انقسم الرأي العام حوله .. بل كان الرأي العام منقسما حول المدرب الوطني والمدرب الاجنبي .. وعندما انتصر الرأي المطالب بالمدرب الوطني انقسم الرأي العام اقسام اربعة اضعفها طالب بعودة الجوهري واخرون طالبوا بأنور سلامه وانحصر التنافس بين محسن صالح حامل لقب الدوري مع الاسماعيلي .. ومنافسه فاروق جعفر .. وانتصر مؤيدو محسن لكن ظل الاخرون ينتظرون الفرصة المناسبة للانقضاض عليه .. وبدلا من ان يحاول محسن صالح كسب الرأي العام خسر في بداية مشوار التصفيات الافريقية امام مدغشقر وفازت مدغشقر علي موريشيوس ليصبح موقفه صعبا للغاية .
ووسط هذا الجو الرمادي جاءت هزيمة الدانمارك الودية لتزيد الطين بله .. ولم يشفع للمنتخب الفوز علي موريشيوس لان الاداء كان ضعيفا .. ثم كانت الهزيمة القاسية امام فرنسا ليرتفع رصيد حزب اعداء المدير الفني للمنتخب ويعلو صوته .. لكن ظل هناك بعض المدافعين عنه سواء لقناعتهم بكفاءته .. او تحديا للحزب المنافس .. او قناعة بضرورة مساندة المنتخب في اي ظروف وتحت اي ضغط !
وامام هذا السيل المهاجم لمحسن يجب ان نعترف ان هناك اخطاء بالجملة وقع فيها سواء عن سوء تقدير .. او بسبب سوء الظروف التي عاشها المنتخب قبل المباراة وكان يجب عليه الاعتراف ويعمل علي علاجها .
ويجب ان نعترف ايضا انه لا يمكن حاليا تغيير محسن صالح والا حكمنا علي المنتخب بالفشل بنسبة 95% والنسبه الحاليه لا تزيد عن 50% بل تقل عن ذلك في تقدير كثير من الخبراء خاصة وان مباراتي موريشيوس ومدغشقر في القاهره يمكن تجاوزهما بسهولة .. والفوز عليهما ليس صعبا بل ممكن جدا حتي لو لعبنا بالمنتخب الاولمبي بشرط ان نعيد الثقة للاعبين والجهاز الفني وان نتعامل بروح الولاء والانتماء لهذا الوطن .
لا ادافع عن محسن صالح والمطلوب منه ان يواجه نفسه والواقع وان يحدد طريقه واسلوبه ودون تدخل من احد لان محسن صالح الذي عرفناه من قبل يختلف عن محسن قائد المنتخب والذي اعتقد ان هناك من يلعب بافكاره ويتلاعب برؤيته الفنيه سواء عن عمد او جهل او بدون قصد لان الاخطاء التي حدثت لا يمكن ان تصدر من مدرب بخبرة محسن صالح التي نعرفها .
واذا كنا نعترف ان هناك اخطاء وقع فيها المدير الفني للمنتخب فأنها ليست خطايا او جرائم لا يمكن ان تغتفر.. بل هي اخطاء في طريقة الاعداد ويمكن علاجها اذا خلصت النوايا ووقف الجميع خلف المنتخب بأخلاص وانتماء ووفاء .. ولاشك ان قضية الانتماء تلك تحتاج الكثير من الجهد لنعيد الاحساس به لدي بعض قيادات الكرة .. واللاعبين وبعض المهتمين بل وبعض الجماهير .. فالولاء والانتماء اصبح عملة نادرة في هذا الزمان الرديء .. ولك الله يا منتخب مصر الوطني .