كتب : خالد طلعت | الجمعة، 16 مايو 2003 - 00:00

الذكرى السنوية الاولى لبيبو و بشير

اليوم هو 16-5 و هو يوم لن ينساه جماهير الاهلى بسهولة لأن الاهلى حقق فيه أكبر فوز له فى تاريخه على الزمالك بستة أهداف مقابل هدف واحد يتيم

و انا اعلم مسبقا من كثير من الاهلوية انهم سيقيمون اليوم احتفاليات ضخمة احتفالا بالذكرى السنوية الاولى لستة واحد أو كما يفضلون ان يطلقوا عليها الذكرى السنوية الاولى لبيبو و بشير .

من حق الاهلاوية ان يفرحوا بهذا الانتصار الكبير و مما لا شك فيه انه انتصار تاريخى و لكن (و أه من كلمة لكن) يجب ان لا يتمادى جماهير الاهلى فى الفرحة لأن دائما الفرحة الزائدة عن الحد تكون مضرة جدا لأنها قد تنقلب الى نوع من الغرور و الغرور هو أقوى أعداء النجاح فى شتى مجالات الحياة و فى الرياضة عموما و الامثلة كثيرة جدا .

فهذا الفوز التاريخى الذى حققه الاهلى جاء عن طريق غرور الالمانى اوتوفيستر المدير الفنى الاسبق للزمالك حيث كان قد نجح فى الفوز على الاهلى 3 مرات (2-1 ثم 3-1 ثم 2-1) و لم يهزم منه مطلقا فبدأ فى اطلاق تصريحات عنترية من نوعية (الاهلى ده اسهل ماتش بالنسبة لى) و (الفوز مضمون بس المهم الفوز هيكون بكام هدف) و هذه التصريحات كان لها رد فعل سلبى على لاعبيه و على العكس كان لها رد فعل ايجابى على لاعبى الاهلى الذين تحدوا غرور اتوفيستر و لقنوه درسا لن ينساه طيلة حياته .

بعد المباراة و للاسف لم يتعلم لاعبى الاهلى و لا جماهيره من غرور اتوفيستر و أصابهم نفس حالة الغرور و ظنوا انهم بهذا الفوز السداسى اصبحوا ملوك العالم فى كرة القدم و ظلوا يرددون هتافات مثل (ان كنت ناسى انا مش هنسى 6-1 فى شهر 5) و أيضا الهتاف المحبب اليهم (بيبو و بشير بيبو و الجون)

لم يدرك جماهير الاهلى فى وقت المباراة و الكثير منهم لم يدرك حتى الان ان هذه السداسية الجميلة سيكون لها تأثير سلبى كبير جدا على أداء و نتائج الفريق فى المستقبل فبعده مباشرة فشل الفريق فى الفوز على الاسماعيلى و تعادلوا معه 4-4 فى مباراة أسهل نسبيا من مباراة الزمالك كما فشلوا فى الفوز على غزل المحلة المتواضع و تعادلوا معه 1-1 و كان الفريق فى هاتين المباراتين يلعب بنفس تشكيل مباراة الزمالك تقريبا و تحت قيادة نفس المدير الفنى .

فى رأيى الشخصى ان سبب هذين التعادلين كان الغرور الرهيب الذى أصاب اللاعبين و أستطيع أن أجزم (رغم انى لست بقارىء للفنجان و لا ضارب للودع) انه فى حالة فوز الاهلى على الزمالك بهدف واحد فقط كان سيفوز بعدها على الاسماعيلى و المحلة و يحصل على درع الدورى و لكن الفرحة بفوز مباراة الزمالك بستة أهداف أضاع بطولة الدورى و جعل الفوز الكبير بلا قيمة فعلية .

غرور لاعبى الاهلى و جمهوره لم يتوقف عند نهاية الموسم السابق فقط بل امتد حتى الموسم الحالى و لعبوا المباراتين ضد الزمالك هذا الموسم و هم يتساءلون هل سنفوز 6 أم أكثر و لكن حماس لاعبى الزمالك و تركيزهم و تحديهم للموقف جعلهم ينجحوا فى التعادل فى المباراة الاولى رغم ان الزمالك كان ينقصه أكثر من نصف لاعبى الفريق و فى المباراة الثانية فاز الزمالك بثلاثة أهداف مع الرأفة .

هذا على المستوى العام بالنسبة للأهلى و الزمالك أما على المستوى الخاص فكان التأثير على الثنائى (بيبو و بشير) فبيبو الذى أبدع و أحرز أربعة أهداف فى مباراة الزمالك لم يظهر بعدها مرة أخرى و يكفى أن بيبو الذى أحرز 4 أهداف فى مباراة واحدة لم يحرز منذ وقتها (لمدة سنة كاملة) سوى هدف واحد فقط فى الدورى هذا الموسم فى مرمى الاتحاد على مدار 26 مباراة كاملة و المعلن للجماهير ان بيبو مصاب و لكن الحقيقة المستترة التى يعلمها القريبين من الاحداث ان بيبو ليس مصابا اصابة فعلية بل اصابة نفسية لأن الجماهير تطالبه ما فوق طاقته حيث يطالبوه باحراز أربعة أهداف فى كل مباراة و هذا ضرب من المستحيل لا يقدر على فعله سوى كابتن ماجد وبذلك أصبح بيبو يبتعد متعمدا عن مباراتى الزمالك كما انه يبتعد متعمدا عن مباراتى الاسماعيلى خوفا من جماهير الاسماعيلى و بذلك أصبح مبتعدا عن اهم 4 مباريات فى الموسم .

على الجانب الاخر و على العكس تماما كان بشير التابعى الذى تحدى الجميع و أراد أن يثبت نفسه و يثبت انه لم يكن السبب فى هزيمة الستة فأدى فى هذا الموسم مباراتين رائعتين أمام الأهلى خاصة فى المباراة الثانية الذى أصيب فى بدايتها و سالت دماؤه و أخذ 8 غرز و رغم ذلك استكمل المباراة برجولة و أسهم بشكل كبير فى حماية الدفاع الابيض كما أسهم بشكل فعال فى الهدف الثالث من التسديدة الصاروخية الذى سددها ووضع فيها كل غله من جملة (بيبو و بشير) .

أنا لست ضد الفرحة بالانتصارات و لكنى ضد الفرحة الزائدة التى تؤدى للغرور , و طالما تحدثنا عن الغرور يجب أن نوجه تحية خاصة للنجوم العالميين الأفذاذ فاروق جعفر و أنور سلامة و ابراهيم سعيد و حسام غالى و أخر ا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات