النجم المصرى محمد بركات المحترف بنادى أهلى جده السعودى كان هو أشهر مشهور فى الشهر الماضى فى جميع وسائل الاعلام المصرية المختلفة و جاءت هذه الشهرة لسبببين السبب الأول هو أخبار انتقال اللاعب من أهلى جده الى الأهلى المصرى و احتلت هذه الأخبار صدارة معظم صفحات الرياضة فى جميع الجرائد و المجلات و أصبح بركات هو بيكهام العرب حيث أن حديث الشارع الكروى فى الغرب كان و مازال ينصب عن بقاء بيكهام فى مانشستر أو رحيله الى برشلونة بينما كان الحديث هنا عن بقاء بركات فى أهلى جده أو انتقاله الى الأهلى المصرى .

للأسف الشديد أجمعت أغلب وسائل الاعلام المصرى على ان انتقال بركات للأهلى هذا الموسم قادم لا محالة و بدأوا فى كتابة عناوين بركات يقترب من الأهلى ثم فى اليوم التالى بركات يقترب أكثر من الأهلى و هكذا و كل هذه العناوين هى نوع من الفبركة الصحفية لغرض البيع و المكسب المادى فقط .

من خلال متابعتى الشخصية للدورى السعودى و الأحداث الرياضية فى السعودية كنت أعلم علم اليقين ان بركات لن ينتقل الى الاهلى المصرى هذا الموسم لأسباب كثيرة و ذكرت فى أكثر من مرة ان أهلى جده متمسك باللاعب و بشدة

فاللاعب أبلى بلاء حسنا طول الموسم مع فريقه و احتل صدارة هدافى فريقه فى الدورى برصيد 11 هدف متفوقا على هدافين كبار مثل طلال المشعل و المغربى بوشعيب لمباركى رغم ان بركات يلعب كلاعب وسط و ليس مهاجم صريح كما احتل بركات المركز الخامس بين قائمة هدافى الدورى السعودى و بالطبع لم يكتفى بالاهداف الاحدى عشر التى سجلها و لكنه قام بصناعة مثلها او أكثر للاعبى فريقه بتمريره لهم كرات سهلة جدا و كأنه و هو يمرر الكرة يقول للاعب زميله "خد هات جول " , كما ان بركات حصل على لقب أفضل لاعب محترف بالدورى السعودى هذا الموسم متفوقا على اسماء لاعبين عالميين لن اذكر اسمائهم خوفا من الاطالة .

من خلال ذلك الأداء الرائع لبركات كان من المستحيل أن يتركه ناديه أهلى جده هذا الموسم و لو بملايين لأن هناك ادارة واعية تبحث عن البطولات و ليس عن المادة و جماهير غفيرة لن ترحم ادارتها فى حالة التفريط فى لاعب عالى المستوى و ذلك بعكس ادارة الاسماعيلى و جماهيره التى فرطت فى اللاعب نفسه فى الموسم الماضى , و لعل من أطرف التعليقات التى رأيتها مكتوبة فى الجرائد و ضحكت منها كثيرا تلك المقولة التى تقول ان عملية انتقال بركات للأهلى المصرى ستكون سهلة جدا نظرا لعلاقة الود التى تسود بين الأمير عبد الله الفيصل الرئيس الشرفى لنادى أهلى جده و بين مسئولى الأهلى المصرى و حب الأمير عبد الله للأهلى المصرى !

هل يعقل يا سادة أن حب رئيس نادى لأى نادى أخر فى العالم سيفوق حبه الشخصى لناديه و حبه لصنع الانجازات و البطولات للنادى الذى يرأسه و ستكتب باسمه فى التاريخ حتى يفرط فى لاعب مميز عنده لنادى أخر !

فى يوم 6 مايو الماضى عقد بركات مؤتمر صحفى فى جده و أكد فيه بقاؤه مع ناديه للموسم القادم كما أكد مسئولى النادى بتمسكهم باللاعب و قمت بنشر هذا الخبر على الموقع و بعدها و فى يوم 2 يونيو نقلت على الموقع تصريحات للدكتور عبد الرازق أبو داوود رئيس نادى أهلى جده لجريدة الرياض السعودية يؤكد فيها رحيل خالد بدره و بوشعيب لمباركى عن الفريق و قاء محمد بركات لنهاية الموسم القادم و رغم هذين الخبرين الا ان الاعلام المصرى استمر لمدة تزيد عن شهر و نصف فى ترديد خبر انتقال بركات للأهلى .

أما عن اللاعب نفسه فواجهته مشكله كبيرة فقد عرض عليه مسئولى الأهلى المصرى الانتقال لصفوف الفريق و قد رحب اللاعب بالعرض و أكد أنه ليس لديه مانع و طلب منهم التفاوض مع مسئولى أهلى جده و انتظر اللاعب نتيجة المفاوضات و لكن فى تلك الفترة لاحقته مكالمات الصحفيين بمعدل" تليفون كل خمس دقائق" فكل منهم يريد خبر السبق من اللاعب لنشره أولا مما اضطر اللاعب لتغيير رقم تليفونه "عشان يريح دماغه" خاصة انه يريد التركيز مع المنتخب و أن يقضى أيام أجازته مع أسرته و ابنته الوحيدة مرام .

كل هذه الشائعات و تفكير اللاعب نفسه فى البقاء بالسعودية أم الانتقال للأهلى اثرت على تركيزه و بالتالى أثرت على مستواه بالسلب مع منتخب مصر و هو السبب الثانى الذى جعل الحديث يزداد عن بركات و هاجمه بعض النقاد و للأسف الكبار منهم بأنه يؤدى مع المنتخب "بدون نفس" و يوفر مجهوده لمباريات أهلى جده و هو اتهام عار من الصحة تماما خاصة أن الموسم فى السعودية قد انتهى و لكن هبوط مستوى بركات يرجع الى عاملين اساسيين العامل الأول هو العامل النفسى الذى ذكرته من قبل وهو عدم التركيز و تفكيره فى عملية انتقاله و أصبح اللاعب مشتت و بالتالى تأثر مستواه الفنى فى الملعب أما العامل الاخر فهو عامل فنى بحت و هو أن طريقة لعب بركات تعتمد على الانطلاق فى المساحات الواسعة حيث يعتمد على سرعته ا