كلام منمق وصحيح ، ولكنه يحمل فى طياته ما قد يؤدى لخسارة مصر سباق التنظيم. لماذا؟ لأن ما قاله الوزير كان أحد أسباب خسارة المغرب لثلاث حملات لتظيم البطولة من قبل ، وهذا الكلام ليس من عندى ، ولكنه ما أجمعت عليه الصحف المغربية عقب خسارة سباق الفوز بتنظيم نسخة عام 2006 والتى فازت بها ألمانيا.
فى ذلك الوقت ، قالت الصحف المغربية إن أحد أسباب الفشل فى الفوز يرجع إلى أن ملف التنظيم اعتمد على "ما ستقوم به المغرب فى حال اختيارها لتنظيم البطولة" وليس "ما تمتلكه المغرب من منشآت والتوسعات التى تخضع لها، وما يتم إنشاؤه على الأرض بالفعل ، إضافة لما سيتم إنشاؤه فى حال الفوز بحق التنظيم."
الفارق كبير بين الاتجاهين ، وأشعر ، من خلال ما قاله الوزير فى المؤتمر ، إن مصر ماضية فى الاتجاه الأول ، خاصة وأننا لم نسمع عن أية أعمال توسعية فى الملاعب الموجودة بالفعل ، ناهيك عن الملاعب الجديدة. أما سبب هذا التعتيم الإعلامى فهو أن اللجنة المسئولة عن الملف المصرى تحب أن تعمل فى صمت ، فتطلب منا المساندة عمياء ، دون أن تقدم لنا متا نستطيع الكتابة عنه.
نتيجة هذا التعتيم الإعلامى الغريب هو أننى أصبحت أعلم عن حملة جنوب إفريقيا لنيل حق التظيم أكثر مما أعلم عن الملف المصرى "الغامض" ، وأعلم أن جنوب إفريقيا تعتبر مصر "الحصان الأسود" فى سباق التنظيم ، أى أن فوزنا بشرف استضافة البطولة سيعد مفاجأة.
الموقع الرسمى لحملة جنوب إفريقيا اعتبر أن المنافسة محصورة بين جنوب إفريقيا والمغرب. ورغم أن الأخيرة لا تمتلك منشآت رياضية عالمية إلا فى الرباط والدار البيضاء ، فهى أفضل حالا من مصر التى وصفها الموقع بأنها " تفخر بملعب القاهرة الدولى...ولكنها لا تمتلك أية ملاعب أخرى تصلح لاستضافة أحداث عالمية."
الكارثة أن ملعب القاهرة الدولى ، موضع فخر كرة القدم المصرية ، لا يصلح على الإطلاق لاستضافة مباريات البطولة. لماذا؟ هذا هو موضوعنا غدا ، فقد اكتفيت "بعكننة" اليوم.