أقول هذا بعد أن كشفت كل من المغرب وجنوب إفريقيا ونيجيريا عن تفاصيل خططها فى حال فوزها بحق التنظيم ، فقال المغرب إنه سينفق نحو 2،4 مليار دولار أمريكى لتطوير بنيته التحتية ومنشآته الرياضية ، فى حين أعلنت جنوب إفريقيا أنها اعتمدت نحو 240 مليون دولار أمريكى لتطوير الملاعب ، وأن استضافة البطولة ستوفر نحو 160 ألف فرصة عمل.
أما آخر أخبار استعدادات المنافسين فجاء من نيجيريا التى أعلنت اليوم أنها ستبدأ فى تطوير سبع ملاعب لاستضافة البطولة ، بتكلفة تقدر بنحو 140 مليون دولار أمريكى.
ماذا عنا نحن؟ نكتفى بالتأكيد على أن مصر قادرة على استضافة البطولة استنادا للتاريخ والجغرافيا والكيمياء والجيولوجيا ، إضافة إلى تصريحات ناقصة المعلومات على شاكلة أن تنظيم البطولة سيعود على مصر بمكاسب اقتصادية (لا ما هو كان ناقص نخسر فلوس كمان) وأنه سيوفر العديد من فرص العمل (فعلا؟) دون تدعيم هذه الحقائق (البديهية) بالأرقام أو الإحصاءات ودون مايشير إلى أن العمل على إنشاء ملاعب جديدة قد تم بالفعل.
والمشكلة أن أخبار الملف المصرى لا تجد أى صدى خارج حدود الوطن العربى لأن وسائل الإعلام العالمية لا تعبأ بمثل هذه البيانات ، ولا يهمها سوى المعلومات التى يمكن أخذها بصورة جدية ، وقد شعرت بشئ من الإحباط عندما قالت لى المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط بإحدى وكالات الأنباء العالمية الكبرى (نحن لم نرسل أيا من محررينا إلى المؤتمرات الصحفية السابقة لمصر لأننا نعلم مسبقا أنهم لن يقدموا أية معلومات هامة الآن.)
ما أقوله ليس تقليلا من شأن الإعلام المصرى والعربى ولكنه حقيقة واقعة ، فتخصيص صفحات كاملة عن الملف فى الصحف المصرية والعربية لن يفيد بشئ لأن العرب ليس لهم دور مؤثر فى عملية اختيار الدولة المنظمة فى مايو القادم ، فما أهمية أن يعلم محمد وابراهيم وعبدالله أن مصر قادرة على تنظيم البطولة ، إذا كان جاك وجون وستيف (وهم من سيحسمون أمر الاختيار فى النهاية) بالكاد يعلمون أن مصر أحد الدول التى تقدمت بطلب الاستضافة.
ومع كل هذا ، أتمنى أن (يكسفنى) مسئولو الملف المصرى ، وأن تخرج زيارة وفد الفيفا بنتائج إيجابية لأننا جميعا نود أن نرى كأس العالم يقام تحت سماء مصر...بدلا من الانتظار حتى عام 2030 عندما يحين الدور على إفريقيا لتنظيم البطولة مرة أخرى!