علاء شاهين

بلاتريوس وحده لا يكفى!

الأحد، 05 أكتوبر 2003 - 00:00
ظلمت وسائل الإعلام الغربية مصر فى تغطيتها لوقائع تسليم ملفات استضافة كأس العالم 2010 للفيفا بأن سلطت الضوء على جنوب إفريقيا والملفات الأخرى ، فى حين لم يكن من نصيب مصر فى تلك التغطية سوى الإشارة إلى كلمة الفنان عمر الشريف ، وقد كانت رائعة بالفعل ولكن تقديم الملف تم بصورة مشرفة تستحق الذكر.

غير أن وصف وسائل الإعلام المصرية لما حققه الوفد فى زيوريخ حفل بمبالغات من الصعب أن يتم تجاهلها ، ناهيك عن تصريحات "غير مسئولة" لمحمد السياجى رئيس لجنة إعداد الملف قال فيها إننا قد بالغنا فى الإشادة بالملف الجنوب إفريقى قبل عرضه "رغم أنه عادى" ، فبدا الملف المصرى ، مع الإشادة المبالغ فيها بمحتواه ، والتصريحات التى لا تستند على أساس واقعى أفضل كثيرا من بقية المنافسين ، وبدا كما لو كنا قد فزنا بحق التنظيم دون الحاجة للانتظار حتى موعد اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا فى مايو القادم ، وفى هذا تضليل للرأى العام.

عرض الملف المصرى تم بصورة احترافية سلطت الضوء على أهم المزايا التى تتمتع بها مصر كبلد ، وعلى الملاعب التى "سيتم توفيرها لاستضافة البطولة" ، وهو وضع مصر على خريطة المنافسة الجادة للفوز بحق التنظيم ، ولكن هذا لا يمنع أن جنوب إفريقيا تغرد وحدها خارج السرب حتى هذه اللحظة.

السبب فى ذلك هو أن جنوب إفريقيا تمتلك بالفعل نحو ثمانين بالمائة من المنشآت الرياضية المطابقة لمواصفات الفيفا والجاهزة لاستضافة البطولة ، وستشرع فى إكمال باقى الملاعب فى حال فوزها بحق الاستضافة. أما نحن ، فلا نملك ملعبا واحدا جاهزا بنسبة مائة بالمائة ، وكل ملاعبنا المخصصة لاستضافة البطولة قيد الإنشاء أو التطوير.

نقطة التفوق الثانية لجنوب إفريقيا (والمغرب أيضا؟) هى الاتصالات القائمة بأعضاء اللجنة التنفيذية منذ عدة أعوام ، وهذا الأمر أكده لى دانى جوردان المسئول عن حملة جنوب إفريقيا ، فى حين أضعنا نحن نحو عامين (منذ أن أعلن الفيفا إسناد تنظيم البطولة لإفريقيا عام 2001 ، وحتى عام 2003) دون أن نبدأ تحركا مماثلا ، وهو ما يضعنا فى سباق مع الزمن لمحاولة استمالة الأصوات ، بل وتغيير قرار من حسم أمره بالفعل.

هل معنى ذلك أننا خسرنا سباق التنظيم قبل أن يبدأ؟ بالقطع لا ، ولكن ينبغى علينا التحرك فى اتجاهين للحاق بركب السباق: الأول هو الإسراع فى استكمال المنشآت ليجد وفد الفيفا الذى سيزور مصر عقب عيد الفطر مؤشرات إيجابية تشير أن العمل قائم بالفعل وأشرف على الانتهاء. أما الاتجاه الثانى فهو الاتصال بأعضاء الجنة التنفيذية ، واستغلال حدث هام مثل كأس العالم للشباب بالإمارات فى نوفمبر القادم للتأثير عليهم واستمالتهم ، ليس لأن مصر صاحبة تاريخ طويل فى الكرة الإفريقية ، وليس لأن مصر نظمت بطولة للكرة الخماسية وبطولة أوروبا للبيلياردو (فتنظيم "دورى المجموعة الشمسية للكرة الخماسية" و بطولة "مجرة درب التبانة فى البلياردو" لن يجدينا نفعا عند الحديث عن تنظيم المونديال) بل لأن مصر جادة فى سعيها لاتضافة المونديال وتعمل بالفعل على مطابقة معايير الفيفا اللازمة لذلك.

ونكمل وقت لاحق ،،،