كتب : شادي أمير | السبت، 08 نوفمبر 2003 - 00:00

فرق السما عن الأرض!

الإمكانيات الهائلة التى وضعها الألمان من أجل تنظيم رائع لكأس العالم لكرة القدم 2006 تستحق أن نقف عندها لكي نقارنها بما تفعله الدول الأفريقية حالية , ومن بينها مصر , لنيل شرف تنظيم الحدث العالمي في عام 2010.

ولا يجب أن يفهم هذا على أنه تقليل من شأن الدول الأفريقية المختلفة المترشحة لتنظيم المونديال , كما أننا عندما نتحدث عن إمكانيات دولة مثل ألمانيا , فإننا بذلك لا نقارن بين إمكانيات هذه الدولة الجبارة بإمكانيات اي دولة أفريقية , ولكننا نود فقط الاستفادة مما فعله الآخرون من أجل الإعداد الجيد لاتخاذ قرار بتنظيم بطولة كبيرة كهذه , فقد فعلوا كل شيء مطلوب لتنظيم البطولة , ونفذوا كل شيء قبل أن يقدموا على هذه الخطوة , والشيء الوحيد الذي لم يفعلوه هو الكلام والوعود , فماذا فعل الألمان ؟ :

اولا : فى البداية , اختارت ألمانيا واحدا من أشهر لاعبى الكرة فى العالم هو القيصر فرانتس بيكنباور لتولى مسئولية الدعاية للملف الألمانى , وطاف القيصر بالفعل أنحاء العالم للقيام بهذه المهمة , ولم يلجأ الألمان إلى اختيار أي من رجال السياسة أو الأدب كما فعلت الدول الأفريقية , لأن الحدث أصلا حدث رياضي.

ثانيا : في الوقت الذي اكتفى فيه اتحاد الكرة المصري بالكلام وإطلاق الوعود عن أشياء ستنفذ , سنجد أن ألمانيا بها بالفعل ملاعب وفنادق تكفى لأن يقام عليها كأس العالم للكبار والناشئين والأوليمبياد فى الوقت نفسه , بينما فى مصر لا توجد سوى مدينتين أو ثلاث تتوافر فيها الملاعب والفنادق , وفي هذا الإطار نتساءل : هل يعقل أن تكون مدينة مثل الإسكندرية لا يتوافر بها إلا ألف غرفة فندقية فقط وملعب يحتاج إلى كثير من الإصلاحات والتوسعات ؟.

ثالثا : يوجد فى الدورى الألمانى 18 فريقا يلعبون على 17 ملعبا كلهم مجهزون لاستضافة أى مباراة فى أي وقت , فالأرضيات سليمة , وكل ملعب منهم يتسع لـ 30 ألف متفرج على الاقل ومجهز بشاشة إليكترونية , وبالرغم من كل هذا , شرع الألمان فى بناء ثلاثة استادات اخرى منها ملعب ميونيخ الذى يتقاسمه كل من بايرن ميونيخ وميونيخ 1860 , وقد تكلف بناؤه 280 مليون يورو (أي ما يوازى 320 مليون دولار أمريكي) , وملعب مونشنجلادباخ , وهو ملعب غير مرشح لاستضافة مباريات المونديال , وقد تكلف بناؤه 90 مليون يورو (أي مايوازى 103 مليون دولار أمريكي) , وقاموا بتجديد خمسة ملاعب هي : برلين الأوليمبى وفرانكفورت ودورتموند الذي تمت زيادة سعته لتصل إلى 88 ألف متفرج وملعب كولن وأخيرا ملعب هانوفر 96.

أما فى مصر فلدينا 14 فريقا فى الدورى يلعبون على 11 ملعبا معظمها لا يصلح للاستخدام الآدمى , بل إن ملعب القاهرة نفسه يحتاج إلى إعادة ترميم , فالمدرجات غير مريحة , والكراسى غير مرقمة , ولكى تدخل الملعب فعليك ان تذهب قبل المباراة بثلاث ساعات لتضمن مكانك وإلا ...

رابعا : بالرغم من أن تعداد ألمانيا السكانى يتجاوز الـ80 مليونا ومساحة البلد هى ثلث مساحة مصر , فإنه لا يوجد عندهم ما نسميه نحن بمشكلة مواصلات , فعندهم من الصعب أن تجد شارعا مغلقا أو تجد اختناقات مروريه فى أي وقت , بينما فى مصر السيولة المرورية حدث نادر!

خامسا : تعتبر مصر من أكثر الدول التى يوجد تلوث في مناخها , فماذا يمكن أن يحدث إذن عندما يأتى لاعبو 32 منتخبا ليلعبوا فى جو ملوث ؟ أعتقد أن صدورهم سوف تكون قبل انتهاء البطولة مثل السيارات المنتهية اجلها!

سادسا : بالرغم من كل هذا , فإننى أجد الشعب المصرى أكثر حماسة من الشعب الألمانى عند التقدم لنيل شرف تنظيم المونديال العالمى , فالشعب المصرى يحاول بكل ما أوتى من قوة أن يصل صوته إلى العالم الخارجى ليساعد الاتحاد المصرى , ولكن اتحاد الكرة لا يعجبه الأمر ويجعل من ملف التنظيم سر حربى يجب ألا يطلع عليه أحد ولا يعرف عنه أحد أي شيء.

بالرغم من كل هذه التعقيدات , فإنني أجد أن مصر امامها مهمة سهلة إلى حد ما لتنظيم المونديال مقارنة بالدول الأفريقية الأخرى , فنحن نتمتع بالأمن والأمان أكثر من جنوب أفريقيا التى تسجل معدلات عالية للجريمة وهي دولة ليست على استعداد مستعدين استعداد لدفع مليارات الدولارات كتأمين على المنتخبات المشاركة فى كأس العالم , وهذا هو ما حدث فى كولومبيا فى آخر بطولة لـ"كوبا أمريكا" عندما انسحبت البرازيل من البطوله بسبب عدم تمتع كولومبيا بألأمن.

اما المغرب فملاعبها ليست جيدة إلى حد التقدم بطلب تنظيم كأس العالم , ولكن ما يميز جنوب افريقيا والمغرب هى الجولات التى يقوم بها مسئولو البلدين فى إنجلترا وفرنسا والخليج العربى للدعاية لملفهما.

ولكنى على اي حال , أعتقد أن الاتحاد الدولى عندما يرى المستوى الذي ستنظم به أفريقيا كأس العالم عام 2010 فسوف يتخذ قرارا مؤكدا , مفاده أن هذه هي أول وآخر مره ت

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات