هذه المادة ، الموجودة على الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم (الفيفا) منذ شهر يناير الماضى ، تعنى أن تواجه مصر الأرجنتين ، وليس بوركينا فاسو ، فى الدور الثانى بعد حلولها ثالثة فى المجموعة الرابعة ، وهو ما يجعلنى أتعجب من اتهام صحف عربية مرموقة بحجم الحياة الدولية والأهرام الفيفا بـ "التلاعب فى جدول المباريات" وإدارة البطولة على طريقة "المافيا."
أعترف أننا هنا فى Filgoal.com قد وقعنا فى البداية تحت تأثير تأكيدات الزملاء براديو وتليفزيون العرب (ايه.آر.تى) ، أن مصر ستواجه بوركينا فاسو فى الدور الثانى ، وأعترف أن أول ما جال بخاطرى بعد وضع مصر فى مواجهة الأرجنتين هو أن الفيفا أراد تجنيب الإمارات لقاء حامل اللقب ، غير أن العودة إلى اللائحة كشفت الخطأ فقمنا بتصحيحه فورا.
البعض لم يفعل ذلك ، وفضل الجوء إلى "نظرية المؤامرة" التى اعتدنا عليها نحن العرب واتهم "مافيا بلاتر" بتغيير جدول المباريات ، مما أعطى الناس انطباعا أن "أموال الخليج" جعلت الفيفا تجنب الإمارات مواجهة الأرجنتين.
ولست أدافع هنا عن الفيفا أو الإمارات ، ولكنى أقف ضد الانسياق وراء العواطف فى العمل الإعلامى وتحول بعض الصحفيين إلى "كتاب بدرجة مشجعين" ، فهذا لم يفعل شيئا سوى إذكاء نار التعصب بين الجماهعير فى ملاعبنا العربية.
وليست هذه المرة الأولى التى يتعامل فيها الإعلام الرياضى العربى مع موضوع حساس بمثل هذه "السطحية" ، فهناك قضية وائل القبانى الذى وقع لكل من الأهلى والزمالك ، فانشغلت الصحف بالحديث عن احتمال إيقافه فى حال قرر الأهلى إحالة الأمر للقضاء أو اتحاد الكرة ، ناسين "أو متناسين" أن الأهلى خالف لوائح الفيفا بأن فاوض اللاعب قبل أكثر من ستة أشهر على انتهاء عقده ودون علم ناديه الحالى ، وهو ما يضع النادى أيضا تحت طائلة العقوبة إن هو قرر ملاحقة اللاعب قانونيا.
هذا كله "كوم" ، والأوصاف التى يتم "خلعها" على لاعبينا "كوم" آخر ، فهدف عماد متعب فى مرمى إنجلترا والذى سجله بعد "تعاون مشكور" من الدفاع الانجليزى أصبح مثل هدف مارادونا فى مونديال 1986 والذى راوغ فيه الفريق الانجليزى وحارس مرماه ، والمهاجم السعودى ناجى المجرشى أصبح النجم المنقذ بعد هدفه فى مرمى المكسيك.
ماهى النتيجة؟ انفصام فى الشخصية مع أول نكسة للفريق ، فيتحول النجوم إلى أشباح والمدرب العبقرى إلى قارئ سيئ للمباراة لأن من كتب تبنى وجهة نظر الجماهير الغاضبة..وقديما قالوا: صوته أعلى من الطبل...لأنه فاضى!