جلاء جاب الله

الكرة المصرية..المزاج والأهواء

الجمعة، 12 ديسمبر 2003 - 00:00
كل شىء فى الكرة المصرية تحكمه هذه الأيام المزاج والهوى ..كل من يملك شيئا فى أمور الكرة يعتقد أنها ملكه ومن حقه أن يديرها بمزاجه وعلى هواه بغض النظر عن أى شىء آخر ..ولا معنى للوائح أو القيم أو المعانى الجميلة للرياضة

اتحاد الكرة يفكر جديا فى الغاء كأس مصر هذا الموسم.. بحجة أنه لا يملك الوقت الكافى لأقامة هذه المسابقة مع ملاحظة أن الأتحاد لا ينظم سوى مسابقتين محليتين طوال الموسم ..وأن الأتحاد أوقف مسابقة الدورى حاليا أكثر من 75 يوما من بينها 40 يوما أوقف خلالها مسابقة الدرجة الأولى ..أى أن حكاية الوقت الكافى تلك ليست حقيقية , وأن هناك أسبابا أخرى وراء الألغاء اذا تم .

الحقيقة الواضحة فىهذه القصة اسمها الانتخابات والمصالح وكراسى الأتحاد لأن أنصار سمير زاهر الذى ينوى ترشيح نفسه لرئاسة الأتحاد فى مواجهة الرئيس الحالى حرب ومعظمهم من أندية الحرافيش والدرجة الثانية والثالثة قرروا المشاركة فى الكأس ودفعوا يالفعل رسم الأشتراك وقدره ألف جنيه وقد يكون أنصار هذه الجبهة هم الذين دفعوا لهم رسم الاشتراك .. وعندما فوجىء أعضاء المجلس الحاكم فى الجبلاية بهذه الهجمة قرروا الغاء الكأس حتى لايشترك هؤلاء الحرافيش فى الأنتخابات طبقا للائحة التى تساوى بين النادى الذى يشارك فى الدورى الممتاز وكل مسابقات الأتحاد ومناطقه .. والنادى الذى يشارك فى مسابقة الكأس وحدها من حيث التصويت فى الأنتخابات ..أى أن الألغاء اذا تم يكون لأهداف انتخابية فقط .

هكذا يدار الأتحاد .. وهكذا تتخذ القرارات المهمة واء اختيارالمدربين أو الخبراء كل شىء بالمزاج ..وليس مهما مصلحة الكرة أو مستقبل اللعبة فلا يوجد حسيب أورقيب .. والمجاملات أصبحت على عينك ياتاجر.

ما يحدث فى اتحاد الكرة لا يختلف كثيرا عما يحدث فى الزمالك او الأهلى ..فكل شىء هنا أو هناك بالمزاج ..مرتضى منصور وكيل الزمالك يرغب فى التعاقد مع ابراهيم سعيد لاعب الأهلى لكن الرئيس كمال درويش يرفض دون مناقشة او دراسة جماعية فالأهداف الأنتخابية وراء هذا الموقف وذاك..وكمال درويش يحاول استرضاء التوءم حسام وابراهيم حسن. لكن الآخرين يرفضون ..ولجنة العقود تتوصل الى لائحة داخلية تنظم العلاقة بين النادى واللاعبين على أسس موضوعية لكن الأخرين يرفضون بحجج غير منطقية تؤكد الخلافات الأنتخابية بما فيها العلاقات مع اللاعبين ومع جهاز الكرة .

واذا تحدثت عن الأهلى فحدث ولا حرج.. الخلافات الأنتخابية بدأت مبكرا والصراع على المناصب كالنار تحت الرماد أو كالفتنة النائمة تنتظر من يوقظها ثابت البطل – شفاه الله – يتعامل بجفاء مع اللاعبين الذين تعاقد معهم طارق سليم أو علاء عبد الصادق .. والكل يتيرأ الآن من قرار اعفاء خوزيه من عمله منذ عامين والكل يتبرأ من قرار التعاقد مع بونفرير ... بل الأدهى من ذلك أن الخطيب الذى سافر الى البرتغال .. وتعاقد مع أوليفيرا يتبرأ الآن من هذا التعاقد ويقول أنه كان مجرد فرد واحد فى لجنة الكرة الثلاثية وأن قرارات اللجنة كانت تؤخذ بالأغلبية أى أنه برىء من كل قرار خطأ واحب كل قرار صائب .

يبدو أن للكراسى بريقا وجمالا لا يستطيع أحد أن يقاومه ومستعد لأن يضحى من أجلعا بالكثير .. أيا كان ....