أعلم جيدا حجم مسئولياتك فى هذا الوقت من العام ، وأعلم جيدا أنك تعطى الأولوية لتلبية احتياجات الأطفال حول العالم وأنك تبذل جهدا جهيدا للحصول على كل "سكوتر" و "بلاى ستايشن" يحلم بها الأطفال المرفهون فى نيويورك ، قبل أن تعود أدراجك لتسد أفواه الجياع فى جنوب السودان.
ورغم كل هذا ، فإنى لم أترد لحظة واحدة فى كتابة هذا الخطاب إليك لعلمى أنك ستقدر مدى حاجتنا إلى المساعدة فى مثل هذا الوقت بعد "الكوارث" التى حلت على كرة القدم المصرية خلال عام 2003 الذى يلملم أوراقه استعدادا للرحيل "غير مأسوف عليه."
وقبل أن أعرض طلبى "البسيط والمتواضع" عليكم ، سألخص لك مآسى كرة القدم المصرية فى العام المنصرم والتى دفعتنى لكتابة هذه الرسالة.
على مستوى الأندية ، خرج نادى الزمالك من الدور الثانى لدورى أبطال إفريقيا الذى يحمل لقبه أمام فريق من تنزانيا يدعى سيمبا ، وفشل الاسماعيلى فى تعويض هذا الإخفاق فخسر فى النهائى أمام انيمبا النيجيرى.
أما الأهلى ، فحدث ولا حرج ، فقد خرج الفريق من دور الثمانية لكأس الاتحاد الافريقى "بفضحية رباعية" على يد فريق نيجيرى يدعى اينوجو رينجرز ، ثم عاد ليلقى خسارة مذلة بنفس النتيجة أمام الاسماعيلى بدورى أبطال العرب ، ناهيك عن عروضه المتواضعة فى الدورى والتى أدت أإلى خسارته لقب الموسم الماضى فى المرحلة الأخيرة ، واحتلاله المركز السابع فى مسابقة هذا العام.
وننتقل من "خيبة" الأندية إلى "وكسة" المنتخبات ، فشهد عام 2003 خمس هزائم متتالية للمنتخب الأوليمبى ، ثلاثة منها فى دورة الألعاب الافريقية بنيجيريا وهزيمتين فى تصفيات دورة أثينا الأوليمبية خرج بهما الفريق من السباق بصورة عملية رغم تصريحات شوقى غريب "قبل بداية التصفيات" بأنه سيلعب على ميديالية أوليمبية فى النهائيات عام 2004.
ولم يكن منتخب الشباب بأسعد حظا ، فخرج من الدور الثانى لبطولة العالم بهدف ذهبى أمام الأرجنتينى. ورغم عروض الفريق الجيدة فى البطولة ، فإنه لم يسجل سوى هدفين من الفرص العديدة التى أتيحت للاعبيه ، فى حين تلقت شباكه أربعة أهداف.
أما المنتخب الأول ، فقد تأهل بنجاح إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية ولكن "بشق الأنفس" بعد أن استهل مشواره فى التصفيات بخسارة أمام مدغشقر.
أرأيت فى حياتك هذا الكم من الإخفاقات فى عام واحد؟ لا أعتقد ذلك ، وهو ما يجعلنى واثقا من أنك ستبذل قصارى جهدك للمساعدة.
وأنا لن أطلب شيئا لنفسى (الآن على الأقل) ، ولن أطلب أن تساعد المنتخب الأوليمبى فى التأهل للأوليمبياد فهذا أشبه بتحقيق معجزة. كل ما أتمناه ، هو فوز المنتخب الأول ببطولة كأس الأمم الإفريقية بتونس ، أو بلوغ المباراة النهائية.... أو حتى نصف النهائى!
كما أتمنى تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم 2006 التى ستبدأ تصفياتها العام القادم ، علما أننى لن أثقل علي وأطلب تحقيق إنجازات على مستوى الأندية لمعرفتى أن ما طلبته حتى الآن ليس بالأمر الهين.
هل من الممكن تحقيق ما طلبته؟ لتسعدنى وتسعد 70 مليون "مهووس" بكرة القدم؟
وفى النهاية أتمنى أن تصلك هذه الرسالة وأنت فى أحسن حال.
المخلص – علاء شاهين