كتب : أحمد ماهر | السبت، 27 ديسمبر 2003 - 00:00

الإنتر .. وذنب كوبر !

كنت قد ذكرت فى مقال سابق أن إنتر ميلان خسر جهود المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر بسبب اقالته المتسرعة ، وقلت إن المدرب الجديد ألبرتو زاكيرونى لن يأت بجديد مع الفريق , سواء عاد الفريق إلى الانتصارات أو استمرت الكبوة.

وأعتقد أن الإنتر بدأ الآن يدفع ثمن إقالته لكوبر ، فالفريق خرج من دورى أبطال أوروبا ، وأفلت بأعجوبة من الخروج من الدور الأول لكأس إيطاليا.

والإنتر قبل إقالة كوبر فاز على الأرسنال الانجليزى بثلاثية نظيفة فى لندن ، وهزم دينامو كييف الأوكرانى ليتصدر مجموعته منفردا فى دورى الأبطال.

وبعد إقالة المدرب الأرجنتينى ، بدأ مستوى الفريق فى التدهور على المستوى الأوروبى ، وخسر بثلاثة أهداف نظيفة أمام لوكوموتيف موسكو ، وبالخمسة أمام الأرسنال بملعبه فى ايطاليا ، وتعادل مع دينامو كييف ولوكوموتيف ، أى أن الإنتر لم يفز بأى مباراة أوروبية منذ اقالة كوبر ، وودع البطولة مبكرا.

وفى كأس ايطاليا , تأهل الفريق بشق الأنفس الى الدور ربع النهائى ، وفى اللحظة الأخيرة من مباراته أمام ريجينا المتواضع وبهدف من الأرجنتينى خوليو كروز به نسبة توفيق غير عادية وبأداء سيء لا يليق بفريق بحجم إنتر ميلان.

قد يقول البعض من مشجعى الإنتر إن الفريق يحقق نتائج جيدة فى الدورى , وهو الشئ الأهم ، غير أننى أرى عكس ذلك.

فالإنتر لعب ثماني مباريات فى الدورى تحت قيادة زاكيرونى ، فاز فى ست منها وتعادل فى واحدة وهزم فى مثلها , ومباراته الأولى أمام روما تعادل فيها سلبيا ، وهى المباراة التى جاءت بعد توليه المهمة رسميا بيومين فقط ، لذلك من الصعب محاسبته عليها سواء فاز أو خسر , وبعدها حقق الإنتر ستة انتصارات متتالية منها فوز تاريخى على اليوفنتوس فى عقر داره بثلاثة أهداف مقابل هدف ، وهى المباراة التى أعتبرها الأفضل بالنسبة للإنتر فى السنوات الأخيرة ، لكنها للأسف لم تعبر عن تطور مستوى الفريق بشكل عام وكانت مجرد استثناء ، وقد خسر بعدها أمام لاتسيو فى مباراة لم يصل فيها الإنتر إلأى المرمى سوى مرة واحدة طوال المباراة .

وكانت انتصارات الإنتر الأخرى على فرق المؤخرة أنكونا وبيروجيا وريجينا وبولونيا ، وهى بالطبع لا تعتبر اختبارات حقيقية للفريق الذى انكشف على المستوى الأوروبى.

ولا يمكن لأحد أن يقول أن زاكيرونى مدرب ضعيف ، فقد فاز مع الميلان بالدورى وقبلها حقق مع أودينيزى نتائج رائعة ، لكن برأيى أن كوبر كان هو الأنسب للفريق ، خاصة وأنه تولى المهمة قبل موسمين ويعرف كل شيء عن الفريق ، بالإضافة الى كفاءته الفنية غير العادية.

مشكلة الإنتر لم تكن ابدا فى المدرب الأرجنتينى القدير الذى عاد بالفريق الى موقعه ضمن الكبار منذ توليه المهمة ، لكننى أكرر مرة أخرى أنها مشكلة إدارية فى المقام الأول ، ومشكلة لاعبين لا يملك معظمهم طموح البطولة.

الإنتر يحتاج بشدة الى صانع ألعاب مهارى بحجم توتى أو ديل بييرو أو روى كوستا ، فالفريق يفتقد بشدة الى قائد فى وسط الملعب الذى يزخر باللاعبين من أصحاب الميول الدفاعية ، كما أن أداء الفريق الجماعى لا يعوض غياب صانع الألعاب كما هو الحال فى لاتسيو على سبيل المثال.

كما يحتاج الفريق الى تدعيم خط وسطه بلاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة ، حيث قام النادى قبل بداية الموسم بشراء العديد من اللاعبين من أصحاب المستوى المتوسط الذى لا يرقى لمستوى فريق مثل إنتر ميلان ، فى الوقت الذى استغنى فيه النادى عن لويجى دي بياجيو وهو من أصحاب الخبرة فى الفريق.

وأؤكد فى النهاية أن مشكلة الإنتر لم تكن فى الخسارة من ميلان ، أو التعادل فى بعض المباريات ، وسيواصل الفريق عثراته فى الدور الثانى عندما يواجه اختبارات حقيقية أمام الميلان و روما وغيرهما.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات