كتب : نصري عصمت | الثلاثاء، 13 يناير 2004 - 00:00

أريد حلا .. على الطريقة الإنجليزية!

ريو فرديناند

لا ادرى لماذا تذكرت دور سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة فى فيلمها الشهير "أريد حلا" وانا اتابع قضية ايقاف مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند بسبب تغيبه عن اختبار عشوائى للكشف عن المنشطات , حيث تذكرت كيف قضت "درية" بطلة الفيلم عشرين عاما فى المحاكم للحصول على الطلاق من زوجها الفنان رشدى اباظة دون جدوى.

وقصة "درية" تتكرر فى الواقع هذه المرة , ولكن فى انجلترا , وعلى يد اقدم اتحادات كرة القدم فى العالم , حيث لا يزال الاتحاد الانجليزى حتى اليوم عاجزا عن توقيع عقوبة ملائمة على فرديناند منذ غيابه المثير للجدل عن كشف المنشطات فى 23 سبتمبر الماضى بسبب القوانين واللوائح البالية التى تسمح لأى ناد بالتحايل عليها عن طريق الاستئناف فى القرارات وطلب جلسات الاستماع دون امتلاك دليل او سند واضح.

وفى قضية فرديناند , احتاج الاتحاد الانجليزى إلى ما يزيد عن ثلاثة اشهر ليقرر العقوبة المناسبة , وكانت النتيجة هى معاقبة اللاعب بالايقاف 8 اشهر وحرمانه من المشاركة فى كأس الامم الاوروبية القادمة , وهي فى واقع الامر عقوبة لمنتخب انجلترا قبل اللاعب وناديه مانشستر يونايتد.

لقد ماطل النادى فى تقبل عقوبة لاعبه , وانتظر الى آخر يوم فى المهلة الممنوحة للفريق للاعتراض على اتهامه , وحتى بعد قرار ايقافه الاخير الذى كان مقررا له ان يبدأ فى 12 يناير ما زالت المماطلة مستمرة , حيث طالب مسئولو مانشستر بتفسير كتابى للعقوبة من الاتحاد للاستئناف ضدها , وهنا يجب أن نسأل : لو كان عند فرديناند بالفعل الدليل على براءته , فلماذا سكت كل هذه الفترة؟!

وليس هذا فحسب , بل إن تقارير المحللين تشير إلى أن فى إمكان النادى ومحاميه مد فترة مشاركة فرديناند فى المباريات حتى مارس المقبل اذا استغل ثغرات اللوائح" .. و"كله بالقانون يا حبيبى".

وهذه المماطلة من جانب مانشستر - الذى يتحمل جزءا كبيرا من المسئولية على تحريضه اللاعب على التمرد - أثارت حفيظة كل المعنيين بمكافحى تعاطى المنشطات فى العالم , وعلى رأسهم سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) , حبث هدد الانجليز وقال لهم : "أوقفوه بأيديكم , وإلا سنوقفه نحن رغما عن أنوفكم".

أما قصة الان سميث لاعب ليدز المشاغب فلها العجب : لاعب القى بزجاجة بلاستيكية على جماهير فريقه واصاب مشجعة بجرح فى الرأس منذ اكتوبر الماضى , ولا ادرى ما هو نوع التفسير الذى انتظرته لجنة العقوبات لواقعة كهذه كى لا تتخذ قرارا بمعاقبته حتى يوم 6 يناير بدعوى ان الشرطة برأته لعدم توجيه اتهام بواسطة المجنى عليها.

المثير للريبة هنا أن عقوبة سميث كانت الايقاف لمدة مباراتين بدءا من يوم 20 يناير امام استون فيلا وميدلسبره حتى يسمح للنادى بالاستئناف ضد القرار , لكن بسبب حاجة الفريق الى سميث فى المباراتين المذكورتين , قررت ادارة ناديه عدم الاستئناف رغم اعتراضها على العقوبة ليتم ايقافه بدءا من 7 يناير فى مباراتى نيوكاسل وتوتنهام باعتبارهما اسهل , وهو ما يكشف عن ان الاندية صارت تختار الموعد المناسب لتنفيذ العقوبات , ومن يدرى ربما لو تعرض سميث للاصابة لاختار مدربه موعد مباراتى الايقاف اللتين سيغيب فيهما ليتماثل للشفاء .. وكله بالقانون ايضا.

اما اطرف الوقائع فكانت ايقاف جو كول لاعب تشيلسى بسبب تورطه في أعمال شغب العام الماضى مع فريقه السابق وستهام , واستغرق الاتحاد كعادته ما يزيد عن ستة اشهر للفحص والتمحيص والمداولات , ثم اصدر قرارا الايقاف منذ اسابيع قليلة بعد ان ماتت الواقعة و(شبعت موتا) , وطالب تشيلسى بالغاء العقوبة لأنها ببساطة تعنى معاقبة الفريق , وربما لو عرف مسئولوه بأمر العقوبة لما اشتروا اللاعب من ناديه السابق اصلا او حتى دفعوا فيه ثمنا غاليا باعتباره (سوابق).

وبعد ان فاض الكيل بالجميع , لا يزال الاتحاد الإنجليزي يعد بتطوير اللوائح لكي تصدر العقوبات بعد اسبوع من الخروج عن السلوك الرياضى كما يفعل الاتحاد الاوروبى .. ولكن الاتحاد الإنجليزي سيظل كعادته يدرس ويدرس ..

تذكرت هذا , وتذكرت كيف أمد الله فى عمر فاتن حمامة لكي تشهد صدور قانون الخلع الذي أنقذ النساء من متاهة "ريد حلا" بعد 25 عاما من إنتاج الفيلم.

فهل يطيل الله فى اعمارنا لنشهد قانون "خلع" للاتحاد الانجليزى؟

.. قولوا آمين!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات