هذا ليس حلما ، وليس إفراطا فى التفاؤل ، ولكنه حكم يستند إلى سببين رئيسيين: أولهما فوز المنتخب فى فترة الإعداد على فرق قوية مثل السنغال وجنوب افريقيا والسويد ، واكتساحه لفريق متواضع مثل رواندا بخمسة أهداف ، وهو الذى كان يجابه صعوبات هجومية وتهديفية من قبل.
السبب الثانى هو سوء حالة معظم الفرق الكبرى فى البطولة. فباستثناء المنتخب الكاميرونى ، المرشح الأول للفوز باللقب ، تعانى معظم الفرق الكبيرة من مشاكل قد تؤثر على أداءها فى النهائيات.
فمنتخب نيجيريا يعانى الأمرين مع لاعبيه المحترفين بسبب طلباتهم المالية ، وهو ما أدى الى اعتذار لاعب مهم مثل فيكتور أجاهوا عن عدم الانضمام لمعسكر المنتخب بسبب سفره على تذاكر طيران بالدرجة السياحية ، كما أن أداء الفريق فى العامين الماضيين لم يكن مبشرا ، فخرج من الدور الأول لنهائيات كأس العالم بعد عروض ضعيفة ، وتأهل للنهائيات الإفريقية بصعوبة بالغة.
وفريق السنغال ، وصيف البطولة الماضية الذى بلغ ربع نهائى كأس العالم عام 2002 ، ليس بأحسن حالا بعد رحيل المدرب الفرنسى برونو متسو وتولى مواطنه جى ستيفان المسئولية عقب المونديال.
نتائج الفريق خلال عام 2003 لم تكن مبشرة ، فخسر مباريات ودية أمام مصر وتونس والمغرب فى ظل تراجع مستوى معظم نجومه وعلى رأسهم الحاجى ضيوف المصاب "بانفصام فى الشخصية" لأنه يلعب فى السنغال مهاجما ، ومع ليفربول الانجليزى جناحا أيسر. كما سيفتقد الفريق لجهود نجمه خليلو فاديجا فى البطولة لعدم تعافيه الكامل من متاعب فى القلب.
أما منتخب جنوب افريقيا ، فحدث ولا حرج لأن مشاكل الفريق قد وصلت إلى "المحاكم" بعد قرار الاتحاد ايقاف المدير الفنى افرايم ماشابا تمهيدا لإقالته بدعوى إخلاله ببنود العقد ، والفريق سيلعب فى النهائيات دون أبرز نجومه مارك فيش وبينى ماكارثى وكوينتن فورتشن ، علما أنه تعرض لخسارة "مخزية" أمام موريشيوس فى كأس كوسافا الاقليمى بهدفين دون رد قبل نحو أسبوعين على انطلاق البطولة ، وهو ما يعنى أن حالة الفريق "لا تسر عدو ولا حبيب."
حتى ترشيح تونس للفوز باللقب لا يأتى سوى بسبب تنظيم فريقها للبطولة ، على اعتبار أن عاملى الأرض والجمهور سيساندان المنتخب ، رغم أن تونس استضافات النهائيات مرتين من قبل ولم تفز باللقب ، بل خرجت من الدور الأول فى نسخة عام 1994 دون تحقيق فوز واحد.
غير أن استبعاد تونس من المنافسة على الكأس ليس له علاقة بكتب التاريخ ، فالفريق ليس مؤهلا من الناحية الفنية للفوز بالبطولة. فرغم قوة دفاعه ، وتمتعه بنجم على مستوى حاتم الطرابلسى ظهير أياكس الهولندى ، فإن خطى الوسط والهجوم ليسا بنفس القوة.
كل ماتقدم يشير أن هناك فرصة أمام المنتخب المصرى لتحقيق إنجاز فى البطولة ، كما أن هناك فرصة لمنتخبات أخرى فى السطوع ، مثل منتخب مالى الذى استفاد من قانون الجنسية الجديد الذى أقره الفيفا وضم فريدريك كانوتيه مهاجم توتنهام الانجليزى ، ومحمد سيسكو لاعب فالنسيا الأسبانى.
هذا لا يعنى أن منتخب مصر لا يعانى عددا من المشاكل الفنية و النفسية قد تؤثر على فرصه فى المنافسة. وعن هذه المشاكل....نكمل غدا.