جلاء جاب الله

دعونا نتفاءل فقد يتكرر ما حدث فى بوركينا فاسو

الجمعة، 16 يناير 2004 - 00:00
يرى محمود الجوهرى المدير الفنى السابق لمنتخب مصر أن فرصتنا كبيرة للفوز بكأس أفريقيا .. ويبدو أن محسن صالح المدير الفنى الحالى للمنتخب يملك نفس التفاؤل .. بل ويتحدى المتشائمين ويقول أنه جاهز باستقالته إذا فشل فى بطولة الأمم الأفريقية المقبلة .

هل يملك الجوهرى وصالح من الرؤية مالا يملكه الكثيرون ؟ أم أن تصريحاتهما تأتى من قبيل التفاؤل ليس أكثر ؟

إذا عادت بنا الذاكرة للوراء ست سنوات فقط سنتذكر أننا سافرنا بوركينا فاسو ونحن نتمنى فقط ألا نعود من هناك بفضيحة .. لكن منتخبنا عاد بالكأس .. بينما كانت أحلامنا مع المنتخب الأوليمبى كبيرة بل وعدنا مدربه شوقى غريب بميدالية أوليمبية فى أثينا وكأنه ضمن التأهل فكانت الهزائم الثلاث التى منى بها فى أول ثلاث مباريات من التصفيات ليعلن الوداع بنسبة 90% مبكرا .

لا أقول ذلك من قبيل التشاؤم .. بل لأشير الى حقيقة غريبة باتت واضحة فى الكرة المصرية وهى أنه لامجال فيها للتوقع ولا ثبات فيها لمستوى وأن ما يتحكم فى النتائج والمستوى أشياء كثيرة خاصة وليس فقط ما تعارفنا عليه مع جميع الفرق العالمية .

المنتخب يسافر الى تونس بدون ظهيرى جنب على المستوى المطلوب ومحسن صالح لديه العذر فلا يوجد ظهير أيمن فى مصر يمكن أن يشار له .. الأهلى يعانى فى هذه الجهة لهبوط مستوى ياسر رضوان وبيع رامى سعيد وأبو المجد مصطفى اللذين لم ينجحا مع الفريق .. والزمالك اشترى اسلام الشاطر ليدعم به هذه الناحية لأن مستوى أحمد صالح وابراهيم حسن لم يقنع فينجادا .. لذلك استعان محسن صالح ببركات وأحمد حسن وأحمد فتحى فى هذه الجهة .. ولاشك أن ذلك سيفقده جهود أحدهم فى خط الوسط حيث يتألق .

طارق السيد فى الجهة اليسرى مجتهد لكن بنيانه أضعف من المواجهات الأفريقية وفى ظل طريقة لعب محسن 3/4/1/2 فقد يعتمد على غيره أحيانا فى الجهة اليسرى مع وجود طارق السعيد وقديستعين ببركات الذى يعتبره ورقة الجوكر .

ميزة خط الوسط وجود أكثر من لاعب جيد يستطيع أن يلعب فى أكثر من مركز أو يستطيع القيام بمهام خاصة .. وإذا كان تامر عبد الحميد وهانى سعيد وحسام غالى وهادى خشبة لاعبى ارتكاز فإنهم يملكون القدرة على مهام أخرى طبقا لظروف كل مباراة .. مشكلة هذا الخط هى سوء التوظيف أحيانا لأن الاعتماد الدائم على حازم امام مثلا خلف رأسى الحربة وحده قد يضر اللاعب والمنتخب خاصة فى ظل وجود لاعب مثل أحمد حسن تألق مع ناديه التركى فى هذا المكان وأصبح هداف فريقه هذا الموسم لكن مع ذلك يبقى هذا الخط هو الأقوى فى خطوط منتخبنا .

أحمد حسام "ميدو " وأحمد بلال فى أحسن حالاتهما الفنية ويمثلان خط هجوم قويا ومعهما عبد الحليم على خاصة أن عبد الحليم وبلال يتصدران قائمة الهدافين محليا الآن مما يؤكد أنهما الأفضل ومن خلفهم مهاجمون مميزون فى خط الوسط مثل أحمد حسن وحازم إمام وبركات مما يطمأننا على هذا الخط بشكل كبير .

يبقى خط الدفاع وهو نقطة الضعف الرئيسية فى المنتخب .. حيث يلعب فى مركز الليبرو وائل القبانى وعماد النحاس وكلاهما يعيبه البطء سواء بالكرة أو بدونها وهى مشكلة خطيرة إذا وضعنا فى الحسبان سرعة الأفارقة خاصة المحترفين منهم وسرعة تصرفهم فى الكرة .. ومازال التفاهم بين بشير التابعى وعبد الظاهر السقا أقل مما يجب مما يسهل من كشف عيوب هذا الخط والبدلاء ليسوا أفضل حالا .. وفى حراسة المرمى نجد أن مستوى نادر السيد برغم خبرته المميزة أقل كثيرا من مستواه فى بوركينا فاسو عندما حصل على لقب أفضل حارس مرمى كما أن مستوى عبد الواحد السيد مصاب بهزة لا ندرى لها سببا مقنعا .

النقطة الأهم فى هذا كله ليست مستوى المنتخب المصرى وحده بل مستوى الخصم الذى سيواجهه .. لا أقول منتخب الكاميرون لأن مباراتنا معهم قد تكون مجرد تحصيل حاصل فى الدور الأول إذا فزنا على زيمبابوى والجزائر .. بل من سنواجهه فى الدور الثانى أو الثالث وهو أحد منتخبات نيجيريا أو جنوب أفريقيا أو المغرب أو بنين وكلها احتمالات جائزة وممكنة فى الدور الثانى ثم منتخب تونس صاحب الأرض فى الدور الثالث .

وأعتقد ان الدور الأول سيكون أصعب من هذين الدورين وإذا نجح المنتخب فى ضربة البداية وهزم زيمبابوى أضعف فرق المجموعة ثم الجزائر .. فإن مشواره نحو المباراة النهائية أو على الأقل الدور قبل النهائى لن يكون مستحيلا .. أما إذا فشل – لا قدر الله – فى الإطاحة بزيمبابوى والجزائر فإننا يجب ألا نندم أو نحزن لأننا ساعتها سنتأكد أن مستوى الكرة المصرية أصبح بهذه الحالة بعد حالات الفشل والإخفاق التى عاشتها الكرة المصرية فى الفترة الأخيرة ويصبح الأمر فعلا أكبر من مجرد استقالة محسن صالح أو عودة الجوهرى .. بل سنحتاج ساعتها لثورة حقيقية على رموز الكرة ونظامها ولوائحها وكل ما يمت للقا