وكيف يمكن للمنتخب تجاوز الدور الأول للبطولة فى الوقت الذى يكاد فيه الجميع ممن ينتمون إلى طائفة "خبراء الكرة" أن يقيموا صلاة شكر لأن مباراة الكاميرون هى الأخيرة للفريق فى الدور الأول؟
لقد خلقت هذه الأحكام ، التى لا تستند إلى مبررات كافية ، مناخا من التشاؤم حول مهمة الفريق فى (تونس 2004.) وفى حين أن الإفراط فى التفاؤل خطأ جسيم ، فإن استبعاد أية فرصة لمصر فى المنافسة على لقب البطولة أو بلوغ الدور نصف النهائى خطأ أكثر فداحة.
المنتخب المصرى ليس فى أفضل حالاته كما اتضح من خلال مباراتى الكونغو الديموقراطية وبوركينا فاسو، ولكنه خاض ثماني مباريات دولية مؤخرا لم يخسر أيا منها بل فاز على فرق قوية مثل السنغال وجنوب افريقيا. بيد أن الأزمة هنا أن من يصدر الأحكام التشاؤمية يستند إلى نتائج كأس الأمم الإفريقية عام 2002 بمالى وإلى نهائيات كأس العالم بكوريا واليابان ، وكأن عام 2003 لم يكن له وجود!
وكنت قد أشرت فى السابق إلى بعض المشاكل التى عانت منها فرق مرشحة للفوز باللقب مثل السنغال ونيجيريا وجنوب افريقيا خلال العام الماضى ، وكيف أنها ليست فى نفس المستوى الذى كانت عليه عام 2002 ، إما بسبب تغيير فى الأجهزة الفنية (جنوب افريقيا ، السنغال) أو تراجع فى مستوى بعض النجوم (جنوب افريقيا ، السنغال ونيجيريا) أو مشاكل مادية بين اللاعبين المحترفين والاتحادات الوطنية (نيجيريا.)
كما أن مجموعة مصر فى البطولة ، وإن كانت شائكة إلى حد ما ، فهى ليست حديدية. فالجزائر تعانى من هبوط حاد فى المستوى وظهر ذلك جليا فى آخر مباراة ودية للفريق والتى شهدت خسارته على أرضه أمام مالى بهدفين ، كما أن زيمبابوى لا تتمتع بأية خبرة إفريقية تذكر ، وهو ما يمنح المنتخب المصرى ميزة لا يستهان بها عندما يلتقى الفريقان يوم الأحد القادم.
يا سادة المنتخب ليس بهذا السوء ، وإن كان ، فهو "أعور" مثله مثل السنغال والمغرب وتونس فى بطولة لن تشهد كثيرا من "المفتحين."