علاء شاهين

حالة قرف (1)

الأربعاء، 04 فبراير 2004 - 00:00
كانت مباراة المنتخب المصرى الأخيرة فى كأس الأمم الإفريقية بين فريقين: أحدهما يخشى الخسارة ، والثانى بدا وكأنه يخشى اللعب من أجل الفوز ، معتبرا أن التعادل مع أقوى فرق القارة إنجازا ، حتى وإن كان فريقا بلا أنياب ، وحتى وإن كانت نتيجة هذا التعادل هى توديع البطولة.

وقد يعتبر البعض أن خروج المنتخب من الدور الأول للبطولة للمرة الأولى منذ عام 1992 أمرا جيدا بصورة غير مباشرة A blessing in disguise ، على اعتبار أن القائمين على شئون الكرة والرياضة فى مصر سيتخذون خطوات جادة لإصلاح ما أفسده الفكر المتخلف ، والعشوائية وغياب النظام ، غير أن هذا أمر مستبعد ... إن لم يكن مستحيلا.

لماذا؟ لأن القائمين على شئون الكرة فى مصر هم أنفسهم ورثة وأصحاب هذا الفكر العشوائى ، وهم أنفسهم من أرجعوا خروج المنتخب لسوء الحظ ، وهم من سيخرجون علينا بتصريحات تتحدث عن التخطيط والعمل على تطوير القاعدة وتعديل شكل الدورى إلى نظام المجموعات ...وأبوك السقا مات!

هؤلاء ، ومعهم المدير الفنى ، كانوا ملئ السمع والبصر قبل البطولة يتحدثون عن آمال وأحلام المنتخب وهم جميعا يعلمون أن أى إنجاز سيحققه الفريق ستلعب فيه الصدفة دورا كبيرا ، وهم من ستشاهدهم فى الأيام القليلة المقبلة فى التليفزيون والراديو والصحف والبوتاجاز يبررون ما حدث ويتجادلون فيما بينهم حول هوية المدير الفنى الجديد ، وهل سيكون مصريا أم من بلاد الفرنجة.

لكنك لن تشاهدهم وحدهم ، فسيكون معهم من يعترض على الدولارات التى (سيلهفها) هذا المدرب ، ويؤكد على أن المحروسة – لم أعد أراها كذلك – مليئة بالقادرين على قيادة المنتخب ، وأن معهد كوم امبو للبحوث الزراعية أولى بهذه الأموال ، وستجد معهم إعلاما مهووسا بالعناوين الفضائحية لجذب الناس وزيادة المبيعات ، وجماهير تتلهف على قراءة وسماع (وصلات الردح) هذه.

ألا يبدو كل هذا أمرا مألوفا؟

نحن ، يا سادة ، أمام أزمة..أزمة وعى وثقافة تجعل المناصب الرياضية فى مصر تطوعية وقاصرة على (حفنة) من الأشخاص لا يعرفون من اللغة الإنجليزية سوى صباح الخير ، ولا تزيد معلوماتهم عن الانترنت عما أعرفه عن طائر البطريق ، ولا يفقهون شيئا فى علوم الإدارة..وتجعلنا نحقر من شأن الإعداد النفسى ، بل ونصف من يطلب مشورة طبيب نفسى مجنونا (قالها أحد النقاد تعليقا على وصف مدرب بالأهلى إصابة خالد بيبو بالمشكلة النفسية.)

نحن أمام أزمة كوادر (جاء حرب بعد زاهر وسيأتى زاهر بعد حرب ، ومحسن بعد فاروق وآلدو بعد شاهين) نحن أمام أزمة إعلام رياضى يكتب ويقول ما تريد الناس أن تقرأه وتسمعه ، وليس ما يجب على الناس قراءته وسماعه ، والفريق كبير بين الحالتين.

ولكن مهلا...ألا تعانى معظم الدول الإفريقية هذه الأزمات؟ ألم تصل درجة التلاعب بعواطف الناس فى الكاميرون إلى حد تدخل رئيس الجمهورية لضم باتريك مبوما للمنتخب رغم معارضة المدرب وذلك لدعم موقفة الانتخابى؟ أليست بطولات الدورى فى إفريقيا ضعيفة وفقيرة؟ لماذا ينجحون ونفشل نحن؟

أترك الإجابة لكم....وأكمل لاحقا!