كتب : وليد الحسيني | الخميس، 12 فبراير 2004 - 00:00
النظام ...!!!!
الكلام عن اخفاقات الكرة حق مشروع لكل فرد في المجتمع المصري لأن الكرة تمثل له جانبا هاما من جوانب حياته وقد تكون الشيء الوحيد الذي يفرحه اذا تحقق انجازا كل عدة سنوات وكثيرا ما نسمع عن اشخاصا يصابون بالامراض وقد يصل الي حد الموت اذا ما اخفق فريقا مصريا سواء علي مستوي المنتخبات الوطنية أو الفرق المحلية .
الكل افاض في الحديث عن الكرة المصرية والمنتخب الوطني منذ الخروج من الدور الاول لبطولة الامم الافريقية الـ 24 لدرجة انه اصبح من الصعب ان تجد حديثا اخر في المقاهي والمنازل والمكاتب ولكن لم يسأل احد نفسه ... اشمعني كرة القدم المطلوب منها ان تنجح دون ملاحق ؟
بنظرة متأنية علي احوال الشارع المصري بشكل عام سنجد ان الكرة المصرية ليست استثنائا واتحاد الكرة ليس حالة فريدة ولكن هو جزء من كل . فالاتهام طال الجميع دون استثناء لذلك يرفض رجال اتحاد الجبلاية الاستقالة لان احدا لم يفعلها من قبله والاستقالة الوحيدة التي حدثت في اتحاد الكرة لم تكن طواعية وأسألوا سمير زاهر .
مشكلة الكرة المصرية مرتبطة بحالة مجتمع بشكل عام . فالكرة مردود لما يحدث في المجتمع المصري منذ عشرات السنين فالنظام غائب عن الشارع المصري بشكل مستمر منذ سنوات وجاءت الكرة لتفضح هذا الخلل النظامي وتظهره بشكله البشع الذي لا يطيقه احد اذا فكر فيه بهدوء وترو ودون انفعال .
لن اخوض في فشل المنتخب المصري في بطولة كاس الامم الافريقية لان الكلام عنه تسفيه للقضية الاساسية واذا كنا نريد محاسبة اتحاد الكرة والجهاز الفني واللاعبين فعلينا ان نحاسب انفسنا اولا لان المجتمع بنظامه وتصرفاته العشوائية هو الذي وصل بالكرة الي ما هي فيه حاليا .
الحساب يجب ان يطول الجميع دون استثناء لاننا فعلنا ما لم يفعله احد من قبلنا والنظام العام هو المتهم الاول عما هو جار الان . فالقضية اكبر من مدرب اجنبي قادم للمنتخب أو لاعبين لان الفشل تكرر سواء كان المدرب اجنبي أو وطني ومع هؤلاء اللاعبين وغيرهم من اجيال سابقة وتغيير الجميع ألا النظام الذي نعيش فيه .
الانجازات التي حققتها الكرة المصرية علي مدار تاريخها الطويل كانت عشوائية ودون معطيات حقيقية بدليل انه من النادر ان نتذكر بطولة واحدة فاز بها فريق مصري دون ان نقف علي اطراف اقدامنا ونحبس انفاسنا وندعي الله بحناجر الملايين ولم نفز مرة ببطولة ونحن واثقين من الفوز .
اذا كان المسئولين جادين في اصلاح احوال الكرة فعليهم ان يبدأوا بأنفسهم و ان يبدأ الاصلاح من القاعدة وليس من قمة الهرم . فكيف نطلب ان تكون لدينا كرة قدم حقيقية دون ان نوفر اساسيات النجاح ؟ كيف نطالب ان يكون لدينا دوري قوي ونظام احتراف حقيقي والاندية ملك الدولة وليس من حق احد ان يطبق الفكر الاحترافي لان الدولة هي صاحبة توكيل الاندية ؟
ما حدث في اجتماع لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب مساء يوم الثلاثاء الماضي تمثيلية نعيشها مع كل اخفاق للمنتخبات المصرية وليس لها داع لان الامر لا يعد اكثر من محاولة لتهدئة الرأي العام فقط لا أكثر ولن تحل مشكلة الكرة في مصر بمثل هذه المسلسلات المتكررة المتفق عليها سلفا .
ما يحدث الان للكرة المصرية يعجب البعض من المستفيدين لان الاصلاح قد يفتح اعين الناس علي احوال اخري الخلل فيها اكبر بكثير من خلل كرة القدم ... !! وكفاية كده احسن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مقالات أخرى للكاتب
-
رياح التغيير الشكلي تحيط بالكرة المصرية السبت، 11 يونيو 2022 - 17:26
-
منتخب مصر في خطر الإثنين، 07 مارس 2022 - 20:34
-
لماذا نجح كيروش؟ الإثنين، 07 فبراير 2022 - 18:39
-
كيروش يصفع ولا يبالي الجمعة، 04 فبراير 2022 - 16:33