كتب : علاء شاهين | الإثنين، 16 فبراير 2004 - 00:00

حالة قرف (2)

قد أتحول إلى تشجيع الكاميرون فى تصفيات كأس العالم لو اختار الاتحاد المصرى لكرة القدم فاروق جعفر مديرا فنيا للمنتخب الوطنى.

ولا توجد عداوة شخصية بينى وبين جعفر ، وهو على الأرجح لن يكترث بانتقاداتى أو بانتقادات غيرى ممن يتساءلون عن كيفية تولى مدرب واحد تدريب خمسة فرق مختفلة فى أقل من موسم ونصف الموسم دون تحقيق إنجاز يذكر مع أى منها ، ثم يتم ترشيحه ، كما سمعت ، لأكبر منصب كروى فنى فى مصر.

ولن أتطرق هنا للحديث عن الكفاءة الفنية لجعفر فأنا لست بمدرب ، ولكنى سأكتفى باستعراض لمحات من تاريخه التدريبى "غير المشرف" بداية بدوره كمساعد لديف مكاى بالزمالك وتصويره للجميع أنه صاحب إنجاز الفوز ببطولة الدورى مرتين متتاليتين ، مرورا بفشله مع المنتخب الوطنى عندما تولى تدريبه فى منتصف التسعينات ، ونهاية بتقمصه لشخصية "السندباد" بين الأندية المصرية خلال العام الماضى.

وفيما يلى ملخص لسجل جعفر التدريبى:

• مساعد مدرب فى الزمالك لديف مكاى وحصل مع الفريق على بطولة الدورى عامى 1992 و 1993 قبل أن تتم إقالة الجهاز بالكامل عقب خسارة الفريق أمام الأهلى بثلاثية نظيفة فى المرحلة الثالثة لموسم 1993/1994.

• عمل مديرا فنيا لمنتخب مصر فى تصفيات كأس العالم عام 1998 بفرنسا وتصفيات كأس الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو ، وتمت إقالة الجهاز بعد التعثر فى المسابقتين ، فخسر من تونس فى تصفيات المونديال ، وتعادل مع "عيال" اثيوبيا فى تصفيات كأس الأمم الإفريقية وخسر من الكويت وديا بهدفين.

• عمل مساعدا لأحمد رفعت بالزمالك عام 1997 فى الفترة التى امتلك فيها الزمالك ما عرف باسم "فريق الأحلام" وتمت إقالة الجهاز الفنى بعد الفشل فى الفوز بالدورى. وغنى أن الذكر أنه لم يكن هناك حديث فى الصحافة المصرية سوى عن الخلافات بين رفعت وجعفر ومحاولة الأخير التدخل فى عمل وصلاحيات المدير الفنى.

• عمل مدربا لفرق متواضعة المستوى مثل الأوليمبى وغزل المحلة والسويس ولم يحقق معها أى إنجاز يذكر.

• عمل مديرا فنيا للزمالك مع نهاية التسعينات خلفا لرود كرول وقاد الفريق أمام الأهلى فى ختام الدور الثانى ونزل إلى الملعب فى الدقيقة الرابعة بعد طرد أيمن عبد العزيز مما أدى إلى إلغاء المباراة.

• مع بداية موسم 2002/2003 تولى تدريب الاسماعيلى ، وترك الفريق قبل بداية الدورى لتدريب الرياض السعودى ، وعاد بعد إقالته لتردى النتائج وحاول تدريب حرس الحدود وانبى بدلا من "صديقيه" حلمى طولان وطه بصرى ، وعندما فشل فى مساعيه ، درب بلدية المحلة خلفا لعادل طعيمة والفريق فى المركز السادس بالدورى ، ولم ينجو الفريق من الهبوط إلا بعد فوزه على المقاولون العرب فى المرحلة الأخيرة ، وقاد الفريق لدور الثمانية فى كأس افريقيا للأندية أبطال الكئوس وخرج من دور الثمانية أمام جولويس برجر النيجيرى.

• ترك البلدية لأسباب مجهولة ، وتولى تدريب الترسانة ، ثم أعلن فجأة أن ظروف الفريق ليست مستقرة وتولى تدريب المصرى.

• بعد قبول استقالة محسن صالح المدير الفنى لمنتخب مصر ، أعلن أن تدريب منتخب مصر سيكون شرفا كبيرا له.

إذن فالإنجاز الوحيد للرجل طوال أكثر من عشر سنوات كان قيادة بلدية المحلة لدور الثمانية فى البطولة الإفريقية ، وهو إنجاز طيب ، لكنه لا يشفع له لتولى منصب المدير الفنى للمنتخب.

وأذكر أنه بعد انتهاء عقد محمود الجوهرى مع المنتخب فى فبراير عام 2002 ، انقسم أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة على أنفسهم لاختيار مدرب جديد ، ورشح البعض جعفر ، غير أن الأغلبية اختارت محسن صالح. كنت وقتها على صلة وثيقة بإيهاب صالح رئيس نادى جولدى الذى كان يشغل مدير البرامج الرياضية بتلفزيون دريم ، وكان من أكثر المتحمسين لجعفر. وأذكر أننا تحدثنا عن سبل تطوير الكرة المصرية وكان رأيى وقتها – وإلى الآن – أن الحل الوحيد هو فتح باب الاحتراف أمام اللاعبين المصريين والاستعانة بمدرب أجنبى مما يضمن عزل المنتخب عن مشاكل الكرة المحلية.

غير أن صالح أبدى رأيا مغايرا ، وأخرج من أحد أدراج مكتبه وثيقة من ثمانى ورقات وصفها بخطة عمل للنهوض بالكرة المصرية صاغها هو وجعفر فى محاولة لدعم فرص الأخير فى تولى تدريب المنتخب.

قرأت الوثيقة عدة مرات فى محاولة لاستخلاص أية فكرة جديدة فلم أجد سوى رسما لخريطة مصر كتب عليها "مصر التى فى خاطرى" ، وكلام عن ضرورة ممارسة ضغط على الاتحاد الافريقي لكرة القدم (الكاف) لتغيير نظام بطولاته بما يتناسب مع المنتخب المصرى.

تخلصت من الوثيقة بعد اختيار صالح لتدريب المنتخب ، ولكنى أبحث عن الآن فى كل مكان ، وعلى استعاد لمخاطبة كافة "جامعى القمامة" فى مصر للعثور عليها وإرسالها لعبده صالح الوحش باعتباره أكبر المتحمسين لتعيين جعفر ليتفطن إلى الكارثة التى يقودنا إلي

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات