وعلى الرغم من إقامة لقاء الإياب يوم الأربعاء بملعب سانتيجو برنابيو معقل المدريديين ، ورغم خروجهم فى مباراة الذهاب بنقطة غالية من ملعب ميونيخ الاوليمبى ، فإن موقف الفريق في ضوء هذه الغيابات المؤثرة صعب للغاية ، فرونالدو هو هداف الفريق هذا الموسم وأحرز له 21 هدفا فى 27 مباراة ، أما روبرتو كارلوس فيعد أهم أعمدة الفريق ، لانه يؤدى الكثير من الأدوار سواء الدفاعية أو الهجومية.
وبغياب الشق البرازيلى عن الفريق سيضطر كارلوس كويروش المدير الفني البترغالي للفريق إلى الإعتماد فى خط هجومه على الإسبانى راؤول جونزاليس بشكل رئيسى ، ويلعب بجانبه إما افيير بورتيلو أو انطونيو نونيز الذى اشترك فى مباراة الفريق الأخيرة بالدورى المحلى بديلا لرونالدو ، وبالطبع ستزيد مهام زين الدين زيدان الهجومية ، وكذلك ديفيد بيكام , الذى أعتقد أنه سيميل إلى الهجوم أكثر من أى مباراة سابقة ، وإن كنت أشك أن يستطيع راؤول برافو وجوتى أن يتحملا هجمات البايرن الشرسة.
وفى مثل هذه الأجواء يدخل ريال مدريد المباراة وهو يحدوه كل الأمل فى تعويض ما فاته الموسم الماضى ، بعد أن خرج من الدور ربع النهائى لدورى أبطال أوروبا ، كما أنه لم يحصل على أى لقب محلى منذ عام 2001 حين حقق بطولة الدورى ، الأمر الذى يعطى للفريق أكثر من دافع لمواصلة المشوار الأوروبى ، هذا بخلاف العائد المادى بالطبع فى حالة إحراز اللقب.
وفي ضوء هذه المعطيات , يبقى السؤال : هل يستطيع ريال مدريد إنهاء مباراة الأربعاء القادم لصالحه ، أو على الأقل الخروج بالتعادل السلبى؟
من الناحية النظرية : الأمر غاية فى الصعوبة ، بالطبع ريال مدريد يمتلك قافلة من النجوم ذوى الخبرة والمهارة العالية ، إلا أن غياب عنصرى الدفاع القوى ، والهجوم السريع عنه يجعلانه أسدا بلا مخالب ، وإن بقى له العقل المدبر زيدان الذى سيحاول اوتمار هيتزفيلد المدير الفنى لبايرن ميونخ وضعه تحت رقابة صارمة.
ولكن من الناحية العملية , ووفقا لرأيي الشخصي , فإن ريال مدريد سيفعلها .. نعم سيفعلها , وسيتجاوز عقبة بايرن ميونيخ ويصعد إلى دور الثمانية ، بل وأكثر من ذلك أتوقع له الوصول إلى المباراة النهائية ، فالريال فريق بطولات ، ولاعبوه لا يسعون للفوز فقط ، فجميعهم قادوا منتخبات بلادهم إما للحصول على كأس العالم , أو على الأقل ساهموا فى الوصول إلى نهائياته ، كما أن جميع لاعبيه يعيشون على المستوى الداخلى نوعا من الاستقرار بعد قيام إدارة النادى بحسم موضوع تجديد العقود ، وهو ما انعكس بالفعل على أداء زيدان مثلا فى المباريات الثلاث الأخيرة.