في نفس العام الذي ولد فيه معتز إينو لاعب الزمالك .. كان زميله في الفريق والملعب حسام حسن يقود الأهلي لفوز تاريخي على الزمالك بفريق من الشباب الصاعد يقودهم أحمد شوبير

حدث ذلك عندما تمرد الكباروقتها مثل خالد جاد الله ومحمد عامر وغيرهما مع مدربهم الجوهري فكان قرار إدارة النادي برئاسة صالح سليم مواجهة الزمالك بفريق الشباب وكانت هذه المباراة الإعلان الرسمي والبوابة الملكية لنجم وهداف من طراز خاص جدا اسمه " حسام حسن " .

وعندما سجل حسام هدفه الشهير في مرمى الجزائروالذي تأهلنا به لمونديال إيطاليا كان أكثر من نصف الفريق مازال يحبو أو يتعلم المشي وليس الكرة وكان كل من يحمل شارة الكابتن في الزمالك الآن يتعلم المهارات الأساسية في مدرسة الكرة أو مع فريق الناشئين .

حسام حسن الآن عمره 38 سنة وعندما تراه في الملعب في آخر مبارايات الزمالك في الدوري أمام غزل المحلة ستجده أكثر اللاعبين عطاء ونشاطا وكان صاحب الهدف الوحيد الذي اطمأن به الزمالك على القمة والصدارة بنسسبة كبيرة .

هل يمكن أن يصبح هذا اللاعب أسطورة ؟ وبعبارة أخرى : هل ما يفعله العميد يتفق مع الواقع والمنطق ؟ وهل يمكن أن يتكرر هذا النموذج من الاصرار والتحدي والتميز ؟

في النفس البشرية كوامن وأسرار لا يعلمها إلا الله فهو وحده سبحانه الذي خلقها ويعلم ما بها .. وأعتقد أن هذا الإصرار والتحدي أحد هذه الأسرار التي أودعها الله لدى حسام حسن وأن هذا اللاعب عندما يلعب لا يشعر بنفسه ولا يفكر فيما يفعل بل يترك نفسه على سجيتها فتتولد لديه طاقة لا شعورية كامنة فتمنحه هذه الاصرار .

سألت حسام بصراحة مطلقة : هل تتعاطى منشطات ؟ سكت قليلا ثم قال : هل تعلم أنني أكون دائما أحد اللاعبين اللذين يتم اختيارهما بالقرعة لإجراء اختبار المنشطات بعد كل مباراة دولية أو قارية ألعبها ؟ .

وأضاف العينات دائما تكون سلبية .. ولم أتعاطها يوما .. أما إذا كنت تعتبر التحدي والإصرار والرغبة في اللعب والعطاء بقوة وإيمان .. إن كنت تعتبر كل هذه الأشياء منشطات فأنا بذلك أتعاطى المنشطات " وبكل فخر " .

سألت حسام ثانية : ومتى ستعتزل ؟ فقال بسرعة : بعد أن أقود منتخب مصر في مونديال 2006 ونهائيات أمم أفريقيا في نفس العام بمصر .

قلت له : وهل تضمن أن يتم اختيارك لمنتخب مصر وعمرك وقتها سيكون 40 عاما ؟ قال : ولماذا لا يتم اختياري ؟ إن أي مدرب يسعى للفوز ويسعى لاختيارأفضل العناصر التي تحقق له الفوز فإذا كان أدائي وقتها يرشحني للانضمام فلابد أن يختارني والجماهير قد تفرصني لأنها أفضل ناقد .

هذا هو حسام وهذه هي طموحاته وهي طموحات وأحلام تتفق وتتوافق مع تاريخه وحاضره .. تاريخه الدولي الذي يشير إلى أنه لعب في مونديال 1990 وأحرز مع منتخب مصر كأس أمم أفريقيا 1998 ولعب 157 مباراة دولية وأحرز78 هدفا دوليا " أقل بخمسة أهداف عن بوشكاش صاحب الرقم العالمي للأهداف الدولية كما أنه هداف أمم أفريقيا 98 .

ومع ناديه الأصلي " الأهلي " فاز بالدوري 11 مرة ( الزمالك طوال تاريخه فاز بالدوري 10 مرات منها مرة بقيادة حسام ) وفاز مع الأهلي بالكأس أربع مرات ومع الزمالك مرة .. بل إنه في موسم واحد فاز ببطولة الدوري مرتين في بلدين مختلفين عندما قاد العين الإماراتي للفوز بالدوري وعاد ليستكمل المشوار المحلي مع الأهلي وفاز بالدرع هذا الموسم .

هذا هو حسام حسن الذي غاب عن المبارايات حوالي خمسة شهور بفعل فاعل وتحت ضغط و غضب مدربه .. وعندما عاد قاد فريقه للفوز وكان هدفه في مرمى المحلة هو كلمة السر في الفوز بهذه المباراة الصعبة .

فهل يمكن ان نعتبره أسطورة ؟ أنا شخصيا أرفض ذلك لأن هذا النموذج يمكن أن يتكرر بشرط ............ !!!