كتب : نصري عصمت | الجمعة، 19 مارس 2004 - 00:00
فيرجسون يدفع الثمن!
ورغم ايمانى بأن فيرجسون هو احد اهم المدربين فى تاريخ كرة القدم , فإن ابتعاد مانشستر حاليا عن المنافسة على لقب الدورى وخروجه من بطولة اوروبا ما هو إلا نتيجة لقرارات خانه فيها التوفيق.
واعتقد ان بداية التراجع كانت الموسم الماضى عندما قرر فيرجسون الاستغناء عن ديفيد بيكام اهم لاعبى الفريق ليذهب الى منافسه المباشر فى اوروبا ريال مدريد , والكل يعرف اهمية بيكام ليس فى الملعب فقط بل فى قيادة زملائه وبث الرهبة فى قلوب منافسيه , وهو ما يبدو واضحا فى منتخب انجلترا الذى يحمل اللاعب شارة قيادته.
وبدلا من شراء نجم جديد يملأ فراغ غياب بيكام , فوجئنا بفيرجسون يبيع الارجنتينى خوان سباستيان فيرون لتشيلسى , رغم ان اللاعب اعلن تمسكه بالفريق مبدئيا , وقال المدرب ان الصفقة كانت رابحة للفريق ماليا , رغم ان مانشستر هو احد اغنى اندية العالم وأعلاها دخلا.
واشترى فيرجسون البرتغالى الشاب كريستيانو رونالدو ليلعب فى الناحية اليمنى التى لعب فيها بيكام , ودفع بالصاعد الاسكتلندى دارين فليتشر فى المكان نفسه بالتبادل طوال الموسم , ورغم ايمانى الشديد بموهبتهما ومستقبلهما الواعد , إلا ان كلاهما كان يمكن الدفع به تدريجيا فى صفوف مانشستر العريق.
إن الاندية الكبرى مثل مانشستر وريال مدريد وايه.سى.ميلان ليست مطالبة بتربية اللاعبين مع الفريق الكبير , لأن الالقاب التى تنافس عليها لا تسمح بإلتقاط الانفاس و(يا فرحتى) بخروج ميزانية الفريق بأرباح تبلغ مئات الملايين بينما خزينة بطولاته خاوية.
وفشل مانشستر يونايتد فى جلب البرازيلى رونالدينيو وتركوه يذهب الى برشلونة , وخرج علينا فيرجسون وقتها فى غرور ليقول ان غيابه لن يؤثر على الفريق , ثم عاد منذ ايام قليلة ليتهم بيتر كينيون مدير النادى السابق بالتسبب فى فشل الصفقة وحاجة الشياطين الحمر الشديدة لها.
وبعد انطلاق الموسم وضح بشدة ضعف دفاعات مانشستر خصوصا فى مباراة شتوتجارت التى خسرها بدورى ابطال اوروبا وسقط المدافع ريو فرديناند فى قضية المنشطات والتى حرضه فيها فيرجسون على رفض التهمة والعقوبة ليتسبب ذلك فى استعداء كافة مكافحى المنشطات فى العالم مما ضاعف عقوبته وحرم فريقه منه كى يصبح عبرة لمن لا يعتبر.
ولم يستغل فيرجسون فترة الانتقالات بعد ايقاف فرديناند لشراء مدافع جديد وراهن فى غرور على ويس براون العائد من عملية فى ركبته ليتسبب اللاعب -المسكين من وجهة نظرى - فى معظم الاهداف التى دخلت مرمى مانشستر مؤخرا وجاءت الاصابات الاخيرة فى صفوف الفريق لتقصم ظهر المدرب الذى عانى ايضا من صراعه مع جون ماجنير مالك ثلث اسهم النادى لعدة اشهر بسبب نزاع سخيف على احد خيول السباقات.
ولعل الهاجس الذى يشغل بال محبي مانشستر يونايتد الان هو مستقبل الفريق , فهم يشاهدون الارسنال منافسهم المباشر يتقدم فى ثبات محليا واوربيا ويبنى ملعبا جديدا ليرتفع إنفاقه على صفقات اللاعبين ويتابعون تشيلسى يخطف الهولندى ارين روبن والذى كان من المتوقع ان يلعب فى موقع ريان جيجز بعد اعتزاله.
والاهم ان الجيل الذهبى الذى قاده روى كين ومعه بيكام وجيجز وسكولز ونيفيل سوف ينتهى دون حلول بدلاء اكفاء يقومون بنفس ادوارهم.
والان اعتقد ان فيرجسون الذى حصد كل نجاح مانشستر يونايتد فى السابق عليه دفع ثمن قراراته التى شابها الغرور مؤخرا وهو محمل بأزمة قلبية وغضب ملايين المشجعين فى كل مكان ..
.. فهل يستطيع فيرجسون السيطرة على الدفة مرة اخرى وتخطى عثرة هذا الموسم , أم تنتهى اسطورة "الشياطين الحمر" الى غير رجعة؟!
الرأى لكم .. وعلى الأيام القادمة ان تجيب.
مقالات أخرى للكاتب
-
عم "بكر" الأربعاء، 03 فبراير 2016 - 23:06
-
دموع بيرلو الأحد، 07 يونيو 2015 - 13:29
-
لماذا يموت المصريون في ملاعب كرة القدم؟ الأحد، 22 فبراير 2015 - 17:46
-
من أطلق الرصاص على مرتضى؟ .. ومقتلوش! الإثنين، 18 أغسطس 2014 - 11:38