لم يكن يحلم أكثر المتفائلين من أنصار الأهلى أن يحقق الاهلى ما حققه من الانجازات فى الشهرين الماضيين على الصعيدين المحلى والعربى تحت قيادة الساحر مانويل جوزيه , ليس على مستوى النتائج فقط بل وأيضا الأداء الفنى الرائع الذى يؤديه الفريق , بل والروح القتالية والحماس الذى دب فى لاعبى الفريق بعد ان كانوا يتسموا بالبلادة وانعدام المسئولية منذ اسابيع قليلة .

الانتصارات الحمراء تعود فى المقام الأول الى جوزيه , فالبعض بقول ان الثلاثى الجديد هو المؤثر فى اداء الفريق ولكنى لست مع هذا الرأى , فالثلاثى لم يشارك فى البطولة العربية ومع ذلك حقق الاهلى المعجزة وتأهل لدور الثمانية , كما يقول البعض ان غياب بلال سوف يؤثر على اداء الاهلى فى الفترة القادمة ولكنى ايضا لست مع هذا الرأى فقد سحق الاهلى فريق البلدية بملعبه بثلاثة اهداف نظيفة بدون بلال , فالأهلى اصبح فريق متكامل يلعب بجماعية ولا يتأثر بغياب لاعب او اتنين او حتى خمسة لاعبين .

المتابع لمباريات الأهلى فى الفترة الأخيرة يجد ان الاهلى دائما ما يحقق الفوز فى شوط المباراة الثانى بعد ان يكون العبقرى جوزيه قد قرأ المباراة بذكاء وأجرى تغييراته السحرية التى دائما ما تقلب سير المباراة لمصلحة الفريق الأحمر .

جوزيه تسلم الفريق فى البطولة العربية وهو يملك نقطة واحدة من مباراتين ويقبع فى قاع مجموعته الا انه قاده للتاهل بعد الفوز فى مباراتين على الاسماعيلى 1-0 ثم الفوز التاريخى على نصر حسين داى 1-0 والتعادل سلبيا مرتين مع النجم الساحلى وكان التعادل فى المباراة الثانية بفعل فاعل هو الحكم التونسى عبد الحكيم الشلمانى الذى تغاضى عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للاهلى كما الغى هدف صحيح ايضا , ولو فاز الاهلى فى هذه المباراة لتصدر مجموعته عن جدارة .

اما فى الدورى فحدث ولا حرج , فقد تسلم جوزيه فريق مهلهل من المدعو اوليفيرا الذى خاض الفريق تحت قيادته 8 مباريات فى الدورى فاز فى 3 منهم فقط وتعادل فى واحدة وهزم فى 4 مباريات , وحصد الاهلى فى المباريات الثمانية 10 نقاط فقط وفقد 14 نقطة كاملة ووصل ترتيبه الى المركز الثامن فى الدورى , ولكن مع قدوم جوزيه تبدل الحال تماما حيث قاد الفريق فى 7 مباريات فى الدورى فاز فيها جميعا ولم يفقد اى نقطة وجمع 21 نقطة وبدأ يزحف متقدما شيئا فى شيئا حتى وصل للمركز الثانى خلف الزمالك بعد نهاية الاسبوع الخامس عشر , وفى نفس الفترة فقد الزمالك المنافس التقليدى للاهلى 6 نقاط كاملة من ثلاث تعادلات ليضيق الفارق بين الفريقين الى 8 نقاط فقط بعد ان كان 14 نقطة .

ان اذكى شىء فعله جوزيه هو تصريحاته عندما استلم الفريق انه جاء ولا يعد بأى بطولات هذا الموسم وان بطولة الدورى اصبحت بعيدة المنال عن فريقه وهو تصريح يعكس مدى ذكاء هذا الرجل الذى يبحث عن البطولات ولكن بدهاء شديد .

اخيرا من حق جماهير الاهلى ان تفرح وتسعد بفريقها الجديد ومن حق جماهير الزمالك ان تقلق من ضياع بطولة الدورى فى اى لحظة , واعتقد ان جماهير الاهلى من الممكن ان تهتف باسم هذا الرجل الذى اسعدها كثيرا وبدلا من النداء الأوروبى الشهير الذى يقول :

أوليــه ..أوليــه

فيجب على جماهير الأهلى ان تهتف :

جوزيـــــــه ..جوزيـــــــه