فهل هذا معقول ؟ ريال مدريد ذلك الفريق "السوبر" الذى تحدى أصعب الظروف ولعب وانتصر خلال عدة مباريات مصيرية محليا و أوروبيا ، يسقط أمام سراجوزا الذى لم يفز سوى فى تسع مباريات من 28 مباراة طوال ستة أشهر؟!
لقد خاض ريال مدريد عدة مباريات صعبة فى الفترة الأخيرة وتخطاها بنجاح كبير أعطى الجميع منا الثقة في أنه قادر على فعل كل شيء في عالم الكرة ، فلعب مباراة العودة أمام بايرن ميونيخ الألمانى فى دور الستة عشر لدورى أبطال أوروبا بدون هدافه البرازيلى رونالدو الذى اصيب قبل اللقاء بأيام ، كما غاب عن دفاعه فى المباراة ذاتها صخرة دفاعه البرازيلية روبرتو كارلوس ، وعلى الرغم من تعادل الفريقين فى مباراة الذهاب بألمانيا ، وخوض الألمان للمباراة تحت شعار "لا سبيل إلا الفوز" ، فإن لاعبى الريال أثبتوا رغم هذاالنقص أنهم يستحقون الصعود لدور الثمانية لأدائهم الرجولى الذى قدموه حتى اللحظات الأخيرة من المباراة , فأنهوا مباراة العودة لصالحهم.
ولكن من شاهد نجوم ريال مدريد فى هذه المباراة , أمام بايرن , لن يصدق أنهم نفس اللاعبين الذين اتسموا بالعنف والعصبية واللعب العشوائى بعد شعورهم بهروب لقب كأس إسبانيا من بين أيديهم في مباراة سراجوزا.
وفي الحقيقة , بدا لى أن النجوم "الشيك" الذين يلعبون دائما والابتسامة تعلو وجوههم قد ظهروا على حقيقتهم ، وتذكروا أيام "اللعب فى الشارع" ، وبدأوا يلعبون بمبدأ "اللى يفوت يموت" ، و"إللى يغلبنى يتكسر" , وشاهدنا حتى زيدان وهو يرتكب "فاولات" عنيفة وغريبة لم نعهدها عليه من قبل.
والمشكلة ليست في ذلك فقط , ولكن المشكلة في أزمة انهيار ثقة معجبي الريال في فريقهم المفضل الذي سقط أمام أعينهم , بل إنني , وبعد أن كنت متأكدا من وصول الفريق إلى نهائى دورى أبطال أوروبا , أصبحت الأن متشككا من قدرته على ذلك ، لأن مباراة الأربعاء الماضى كان بروفة حقيقية لقدرة لاعبى الفريق على الإحتفاظ بهدوئهم فى المواقف الصعبة أمام فرق أوروبية مثل موناكو والأرسنال وميلان مثلا.
لا أريد أن أتجنى على الفريق , فالفريق ما زال به نفس النجوم الذين نحبهم ، إلا أننى أرى أن البرتغالى كارلوس كويروش ليس هو أفضل من يقود الفريق ، فاللاعبون أعلى كثيرا من إمكانياته , كما أنه يرفض حتى الأن طلب شراء مدافع "محترم" لدعم الفريق ، على الرغم من الأخطاء الدفاعية المرزية التي يقع فيها مدافعو الفريق فى أكثر من مباراة ، والتى لا ينقذهم منها سوى سيزار كاسياس الحارس المحنك رغم صغر سنه.
وفى النهاية تحضرنى كلمة لصديق عن ريال مدريد هذا الموسم كانت محل جدل كبير بيننا لوقت كبير ، نظرا لإيمانه بها ورفضى تصديقها ، فقد كان يصف ريال مدريد بالوحش الذى يبدو من نصفه الأعلى مثل "هيركليز" , في حين أن نصفه الأسفل هو لممثل مصرى راحل معروف هو الضيف أحمد فى أغنية فيلم "أجازة نصف السنة" عندما كان يرتدى المايوه ويغنى أغنية "أركب مراجيح وأنط حبال" , مع أن جسمه كان يدل على أن أقصى رياضة يمكنه القيام بها هى المشى حتى آخر الشارع!
فماذا سيفعل الريال فيما تبقى من الدوري الإسباني؟ وماذا سيفعل في دوري أبطال أوروبا؟
هل سيظهر بصورة الضيف أحمد مجددا , أم سيعود مرة أخرى : هيركليز؟!