جلاء جاب الله

لمن يتساءلون : لماذا الكرة المصرية دائما محلك سر ؟

الثلاثاء، 06 أبريل 2004 - 00:00
في موسم 1994 انسحب الأوليمبي من إحدى المبارايات في الدوري وتجرأ اتحاد الكرة وقتها وطبق اللائحة وقرر هبوط الفريق للدرجة الثانية بعدها هاجت الدنيا في الثغر وتدخل أعضاء مجلس الشعب وضغطوا بقوة وأقاموا الدنيا ورفضوا أن تقعد إلا بعد أن يعود الفريق إلى قواعده سالما في دوري الأضواء .

أمام هذا الضغط " النيابي " قرر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها استغلال حقه الذي تمنحه له اللائحة برفض قرار الاتحاد .. وأعاد الأوليمبي للأضواء بقرار رسمي تم فرضه على اتحاد الكرة فرضا .

في الموسم التالي هبط الأوليمبي رسميا إلى دوري المظاليم لاحتلاله المركز الأخير ولم يعد بعدها للأضواء حتى الآن وهو النادي الكبير صاحب التاريخ العريق .. لكن آثار هذا التدخل الرسمي في شئون الكرة واتحادها الشرعي ظلت مؤثرة وكانت أحد الأسباب الكبيرة لتدهور مستوى الكرة المصرية على كافة المستويات في السنوات العشر الأخيرة .

واليوم وبعد عشر سنوات يتكرر السيناريو ولكن بشكل آخر وإخراج مختلف .. قرر اتحاد الكرة إقامة مباراة المصري مع الأهلي في الأسبوع الـ18 للدوري بدون جمهور وهي عقوبة غير مستحدثة وسبق تطبيقها على أندية كثيرة بما فيها المصري نفسه في مباراة له مع الزمالك لنفس السبب إلا أن المصري هذه المرة رفض العقوبة وضغطت الجماهير بكل قوة .

قرار اتحاد الكرة قانوني ويتفق مع اللائحة التي تنص على أنه إذا أثارت جماهير أحد الأندية الشغب يعاقب النادي بالغرامة المالية في المرة الأولى (وتم معاقبة المصري من قبل بالغرامة خمسة آلاف جنيه ) وإذا تكرر الخطأ تكون العقوبة إقامة المباراة التالية للواقعة للفريق بدون جمهور وقد حدثت واقعة الشغب في مباراة المصري مع بلدية المحلة في الأسبوع الـ17 وسجل الحكم في تقريره واقعة الشغب وأتفق معه مراقبا لجنتي المسابقات والحكام اللذان أدانا جمهور المصري الذي كان متواجدا في المكان المحدد له بملعب البلدية وبالتالي قررت اللجنة إقامة المباراة التالية للمصري بدون جمهور .

وتصادف أن كانت المباراة التالية للمصري مع الأهلي وهنا قامت القيامة وهاجت الدنيا ورفض جمهورالمصري القرار وتدخل نواب بورسعيد لمساندة رغبة جماهير المدينة الحرة وساندهم عدد كبير من نواب الحزب الوطني البارزين وطالبوا بإلغاء قرار لجنة المسابقات وطالب مجلس الشعب الحكومة بالتدخل.. وتدخلت الحكومة وأعطى وزير الشباب تعليماته للاتحاد الذي عينه منذ أيام بتأجيل المباراة فنفذ الأمر فورا .

قبل التأجيل كانت التصريحات المنسوبة للأمن ولمحافظ بورسعيد أن الأمن قادر على الخروج بالمباراة إلى بر الأمان لكن الاتحاد برر التأجيل بأنه تم بناء على تعليمات أمنية .. و حاول اتحاد الكرة الحفاظ على ماء وجهه فقرر إقامة المباراة أيضا بدون جمهور في الأسكندرية يوم 17 أبريل وهنا هاجت الدنيا من جديد في بورسعيد لأن المصري وجد أن الاتحاد ضاعف العقوبة وغلظها فالعقوبة كانت إقامة المباراة بدون جمهور أما الآن فقد أصبحت بدون جمهورأيضا وفي ملعب آخر يبعد كثيرا عن بورسعيد أي أن الاتحاد نقل المباراة خارج ملعب المصري وتلك عقوبة أخرى .

ويطالب جمهور المصري بتدخل النواب مرة ثانية لأن مطلبهم كان هو إقامة المباراة بحضور الجماهير لكن الاتحاد عاقب فريقهم عقوبة جديدة ولم يلغ العقوبة السابقة وهدد المصري باللجوء إلى الاتحاد الدولي للكرة " الفيفا " إذا لم ينفذ الاتحاد مطالبه .

القضية ليست في المباراة ونقلها أو إقامتها بدون جمهور بقدر ماهي قضية : من يدير الكرة في مصر ؟ اتحاد الكرة .. سواء كان نتخبا أو معينا ؟ أم وزارة الشباب الذي عين الاتحاد ؟ أم مجلس الشعب الذي يتدخل من خلال لجنة الشباب أو المجلس نفسه في كل مشاكل الكرة بحق أو بدون حق ؟ أم أنه الأمن الذي يجعلونه عادة شماعة ومبررا للهروب من الواقع وما نعرفه جبيدا أنه قادر على المحافظة على النظام مهما كانت الظروف .؟

هذه الواقعة برغم بساطتها في رأي البعض تكشف واقع وحقيقة أوضاع الكرة المصرية وتطرح إجابة منطقية للسؤال الحائر : لماذا تظل الكرة المصرية دائما محلك سر ؟ وتكرر سيناريو الأوليمبي 94 ولكن بشكل بورسعيدي و" سلم لي على أبو العربي " وسلامتها " أم حسن " أقصد الكرة المصرية المظلومة دائما . !!!