وليد الحسيني

خلط الاوراق والفقر الفني

الجمعة، 07 مايو 2004 - 00:00
عندما يتولي مدرب – أي مدرب – مهمة منتخب وطني لأي بلد فأنه يعتقد – وهذا بديهي – ان هناك لاعبين يمتلكون كل المقومات والمهارات الاساسية للعبة وكل المطلوب منه هو تطوير الاداء وتغذية اللاعبين بفكرة وتعويدهم علي طريقتة في العمل .

ولكن ان يأتي المدرب فيجد ان اللاعبين في حاجة لتعلم مباديء الاولية للعبة فهي ليست غلطته ولا مسئوليتة وتلك مصيبة .. يزيد حجم المصيبة عندما يكون مطلوبا من هذا المدرب تحقيق نتائج جيدة خلال فترة زمنية بسيطة .

تلك المقدمة الطويلة نسبيا هي تلخيص حالة ماركو تارديللي المدير الفني الايطالي لمنتخب مصر الوطني لكرة القدم بعد اول تجمع للمنتخب والتي من خلاله اوضحت للمدير الفني ان امامه فترة عمل طويلة وشاقة بالرغم من ان تارديللي بؤكد في كل وسائل الاعلام المختلفة ان لاعبية يمتلكون امكانيات طيبة ويتميزون " بالذكاء" وهذا الوصف ليس نكتة .

لاعبو المنتخب الوطني في حاجة ماسة لأكتساب المهارات الاساسية للعبة كرة القدم وهذا ما وضح بعد اربعة وحدات تدريبية في الاسماعيلية بعد ان اكتشف الجهاز الفني ان اللاعبين لا يجيدون مهارات التسليم والتسلم والتصويب والتحركات داخل الملعب وكلها مهارات اساسية بسيطة وليست مركبة .

ما حدث في معسكر المنتخب الاول يؤكد ان قطاع الناشئين خاصة في الاندية الكبيرة في حاجة لأعادة النظر مرة اخري لان ما شاهدتة يؤكد بلا ما لا يدع مجالا للشك ان المدربين في قطاع الناشئين لا يقومون بعملهم بدليل ان اللاعبين لا يجديون المهارات الاساسية .

المتابع لعمل ادارات الاندية يعرف ان اختيار المدربين خاصة في قطاع الناشئين يتم بناء علي المصالح الانتخابية وليس بناء علي صالح العمل فهناك مدربين لا يصلحون لقيادة العمل مع الناشئين ولكنهم يعملون لانهم يمتلكون اصوات انتخابية تفيد ساعة الامتحان الانتخابي .

المتابع لأحوال الكرة المصرية يعرف انها تتراجع يوما بعد يوم مقارنة بنظيرتها القارية والاقليمية ولن تنهض اذا استمر الحال علي ما هو عليه الان فالنجم لم يعد هو اللاعب الذي يعطي ويبذل الجهد ويضحي من اجل الفريق ولكن النجم هو الاكثر شغبا وصاحب الـ " نيو لوك " الامر الذي اثر كثيرا علي حال الناشئين بدليل خروج لاعبين صغار مشاغبين دون ان يقدموا شيئا وبالرغم من ذلك تجد من يدافعون عنهم داخل الاندية .

المؤكد ان الكرة المصرية تعاني فقرا فنيا شديدا وانهيارا اداريا يحتاج لأعادة النظر مرة اخري اذا كنا جادين في اعادة الكرة لمسارها الصحيح لان استمرار الوضع الحالي سيزيد من حجم المشكلة .

التخبط الاداري والفني الذي تعيشة الكرة في المحروسة ظهرت نتائجة خلال هذا الموسم الذي شهد خروج فرق الاهلي والزمالك والاسماعيلي من بطولتي افريقيا للاندية من الدور الاول لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية بالاضتافة الي النتائج غير الطيبة في بطولة دوري ابطال العرب وهو مؤشر خطير لما قد يواجة المنتخب الاول في تصفيات كأس العالم لان اللاعبين استهلكوا بدرجة كبيرة خاصة في ظل عدم اعدادهم بشكل طيب في مراحل التنشئة سواء علي المستوي البدني أو التغذية أو الفنية والخططية .

نحن الان في حاجة الي نقطة نظام دون خلط الاوراق وابعاد من ليس لهم علاقة باللعبة الشعبية الاولي خاصة وان هؤلاء يمتلكون القدرة علي النأثير في الرأي العام .