جلاء جاب الله

ألف مبروك للزمالك .. وكل العزاء للأهلي

الأحد، 16 مايو 2004 - 00:00
لأول مرة في تاريخ الزمالك يحقق الفوز بدرع الدوري قبل نهاية المسابقة بأربعة أسابيع .. وبدون هزيمة ليؤكد أنه الأحق والأجدر باللقب وأن تاج الكرة المصرية هذا العام لابد أن يتزين باللون الأبيض للمرة الحادية عشرة في تاريخ البطولة .

الفوز بالدرع هذا الموسم كان غاليا لأن مسك الختام كان بتوقيع الفوز على الأهلي الخصم اللدود وفي مباراة صعبة وبفوز غال يختلف كثيرا عن الدور الأول ولا يقلل من هذا الانجاز أن الأهلي لعب ناقصا فالمهم أن الزمالك خرج فائزا وحقق ما أراد وهوانجاز مزدوج .

الزمالك في مباراته مع الأهلي حقق أكثر من إنجاز في وقت واحد .. فاز بالدرع .. وبالبطولة الخاصة مع الأهلي .. وبدون هزيمة .. واستعاد ثقته بلاعبيه وجهازه الفني .. وأرضى جماهيره التي آزرته من بداية الموسم وحصد 60 نقطة بفارق 13 نقطة عن الأهلي وانفرد عبد الحليم علي بلقب الهداف ( 16 هدفا ) .

في المقابل كل العزاء للأهلي .. فالفريق كان ندا وأكثر.. وكان يمكنه التعادل بل والفوز.. ومن بداية المباراة وهو مكشر عن أنيابه ولديه الرغبة في أن "يعكنن " على البطل ويؤجل تتويجه لكن تأتي الرياح " بما لا تشتهي السفن الحمراء " .

الأهلي تحسن في الفترة الأخيرة .. تلك حقيقة لكنه خسر قدرة وامكانية المنافسة على الدرع من بداية الموسم بأربع هزائم .. وبتدهور وتذبذب مستواه حتى كانت الحركة التصحيحية بعد عودة جوزيه لكن بعد أن فات الآوان .

كل العزاء للأهلي لأن الحكم الإيطالي ظلمه ــ بدون تعمد ــ سواء عندما شرب مقلب وتمثيلية حسام حسن وطرد أحمد السيد بعد أقل من ربع ساعة ليربك حسابات الفريق تماما .. أو عدم احتساب ضربة جزاء صحيحة " لم يرها " من لمسة يد .

كل العزاء للأهلي لأنه حاول ولم يستسلم وأضاع فرصا عديدة برغم النقص الواضح في صفوفه وهو يلعب بمهاجم واحد .. وبظهير أيسر " مصاب " ويلعب بلا بديل .. وظهير أيمن أقل كثيرا من اسم الأهلي .. ومدافعين تقدموا مع المهاجمين لا ليسجلوا من الفرص المتاحة بل ليدافعوا عن مرمى الزمالك مع بشير والقباني .

كل العزاء للأهلي لأنه بدأ محاولات جادة للتصحيح من خلال الدفع بالناشئين وأولهم هذا الموهوب الصغير حسام عاشور وهو ما يجب أن يهتم به من الآن .

وإذا كنا نقول ألف مبروك للزمالك " البطل " والعزاء للأهلي " المهزوم " .. فهذا هو الإقرار بالواقع .. لكن دعونا نتخيل ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن فرصة أسامة حسني في بداية المباراة جاء منها هدف مبكر ماهو السيناريو الذي كان يمكن أن يحدث ؟

أعرف أن مشجعي الزمالك سيغضبون ويقولون : لماذا تتخيل أشياء أنقذنا الله منها ؟ وهذا صحيح لكن السؤال ضروري ولا يختلف عن سؤال آخر بعيد عن المباراة وهو : ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الاتحاد الدولي " الفيفا " قرر تنظيم مونديال 2010 في مصر ؟ .

الإجابة واحدة وهي أن الكرة في مصر لها ألف وجه ولدينا خبراء" يحللون ويحرمون " كل شيء وعلى أي لون والتبريرات جاهزة والتفسير في كل مرة واحد .. لأننا كنا سنسمع إذا فاز الأهلي من يتحدث عن حق الكرة الحمراء في الدرع وقدرته على خطفه من الزمالك الذي لالا يستحقه وأن مدربه فينجادا هو السبب ولابد أن يرحل فورا .

عندما يفوز الفريق يقولون أن الفوز طبيعي في ظل الإيجابيات الرائعة .. وإذا خسر الفريق تراهم وبنفس المبررات يؤكدون أن الهزيمة منطقية وكانت ضرورية كما نقول الآن أننا خسرنا قرار استضافة مونديال 2010 لأسباب منطقية وهي نفس الأسباب التي كنا سنتغنى بها لو كان الفيفا منحنا هذا الشرف ولكن بعد أن " نقلب " الكلمات والمعاني لإن في لغتنا العربية كلمات كثيرة تقرأها من اليمين كما تقرأها تماما من اليسار مثل "خوخ " و "باب " وسوس " وهي وغيرها يمكن استخدامها أيضا في التبرير والتحليل الكروي .