قلت محاولة المنافسة وليس المنافسة لان النتيجة النهائية توكد انه لم تكن هناك منافسة بالمعني المفهوم ولم يعد هناك فرصة للكلام عن كل ما سمعناه من مسئولي الملف الذين نصبوا علي كل الشعب المصري الذي عاش وهم وصول كأس العالم لمصري بعد ستة سنوات من الان لذلك كانت الصدمة عنيفة .
عنف الصدمة اسكت الاغلبية بعد سماع النتيجة النهائية للتصويت خاصة وان الخروج كان بلا اصوات بعد ان نصب علينا بعدد من مسئولي السباق حتي قبل السفر مياشرة الي زيورخ بساعات برغم ان الايام اثبتت ان هؤلاء المسئولين كانوا يتوقعون النتيجة خاصة وانهم يعلمون خطواتهم السابقة التي ادت الي هذه النتيجة المهينة والمذلة .
نعم النتيجة التي خرج بها الملف المصري من سباق تنظيم المونديال الافريقي كانت مهينة بكل معني الكلمة لان مصر بلد لا تستحق من مسئوليها ما يحدث فيها لان بلد بكل هذه العظمة والتاريخ لا تستحق ممن يدعون انهم ابنائها ما حدث لها في زيورخ والمؤكد ان هؤلاء المسئولين لا يستحقون ان يتحدثوا بأسم من اهانوها .
لا اعرف لماذا تذكرت الفنان جمال اسماعيل في مسرحية " السكرتير الفني " خلال حواره مع فؤاد المهندس بعد ان حصل ابنه علي صفر في المدرسة عندما قال له " صفر واحد بس ياراجل .. طب خليهم اثنين طب خليهم ثلاثة " بعد ان سمعت نتيجة التصويت . فقد رفض كل اعضاء المكتب التنفيذي للفيفا الـ 24 منح مصر ولو صوت واحد يحفظ ماء الوجه مما اصاب الجماهير المصرية بحالة من الذهول وعدم التصديق .
اذا كان هناك شيئا ايجابا في التجربة المريرة فهي اننا عرفنا قدرنا مقارنة بالاخرين وعلمنا حجمنا الطبيعي ورأينا وجهنا بشكله الحقيقي بدون مكياج واذا اردنا ان نستعيد مكانتنا المفقودة فيجب ان نعيد تقيم امورنا بموضوعية وعلي اساس احترام الاخرين دون تضخيم في ذاتنا أو تحقير من حجم الاخرين . فأذا كنا نعيش وهم ان مصر صاحبة الريادة في المنطقة العربية والقارة الافريقية فأن تجربة محاولة تنظيم كأس العالم عرفتنا قدرنا الذي كنا دائم نتجاهله ونغض البصر عنه .
لايجب ان ننظر للفشل الاخير علي انه فشل في سباق رياضي أو ان الامر كله مجرد" لعب كورة" بل ان الحقيقية هي فشل لنظام رياضي كامل ترهل منذ سنوات لان الفشل في مثل هذه الامور لا يقاس بالشكل الذي يحاول البعض ايهامنا به لان الدبلوماسية والتدخلات السياسية لها دور اساسي وحيوي في هذا الامر . فالمغرب حصلت علي صوتي فرنسا واسبانيا بقرار سياسي بعد ان اعلن قصر الاليزية ومجلس الوزراء الاسباني انهما سيصوتان لصالح المغرب . في الوقت الذي فشلنا فيه في اقناع تركيا التي تمتلك صوتا في المكتب التنفيذي بالتصويت لصالح مصر رغم ان وزير الخارجية طلب ذلك صراحة .
ابعاد طلعت جنيدي رئيس قطاع الرياضة واحد مسئولي الملف المصري والتحفظ علي اوراق مكتبه هي خطوة في طريق البحث عن كبش فداء " يشيل القضية علشان المعلم يخرج براءة " كعادتنا دائما وكأن مسئولينا يصرون علي عدم اهالة التراب علي كل قضية حتي تضيع معالمها والله يرحم محمود المليجي صاحب احد اشهر افيهات السينما المصرية " اهم حاجة شرف المهنة " !