الانهيار الذى شهده اليوفى الموسم المنصرم على الصعيدين المحلى و الأوروبى ، و خروجه خالى الوفاض من الدورى و الكأس ، و خسارته أمام ديبورتيفو لا كورونيا الاسبانى فى دورى أبطال أوروبا و توديعه البطولة مبكرا ، دفع ادارة النادى الى التحرك سريعا من أجل انقاذ سمعة الفريق صاحب الأرقام القياسية فى الكرة الايطالية .
و جاء تحرك المسئولين فى اليوفى مثيرا بحق ، فبعد أن اقتنع الجميع بأن مدرب "البيانكونيرى" القادم هو إما تشيزارى برانديللى مدرب بارما ، أو ديدييه ديشان مدرب موناكو ، فاجأ اليوفى الجميع و تعاقد مع كابيللو ، الذى يعتبر برأيي أحد أفضل مدربى العالم ، إن لم يكن أفضلهم على الاطلاق .
سجل كابيللو لا يخلو من الانجازات ، فقاد ميلان الى الفوز بالدورى أربع مرات 1992 ، و 1993 ، و 1994 ، و 1996 ، بالاضافة الى دورى أبطال أوروبا عام 1994 ، كما فاز بالبطولة نفسها مع ريال مدريد الاسبانى عام 1997 ، ثم قاد روما الى الفوز بالدورى عام 2001 ، ليكتب لنفسه تاريخا عريقا فى عالم التدريب .
أما على مستوى اللاعبين ، فقد دعم اليوفى دفاعه بالتعاقد رسميا مع المدافع الفرنسى جوناثان زيبينا من روما ، مع بعض التحفظ حول مستواه ، و مواطنه أوليفييه كابو فى الوسط ، كما يتحرك المسئولين من أجل تدعيم بقية صفوف الفريق بالتفاوض مع المهاجم الأوروجويانى إرنستو شيفانتون لاعب ليتشى المتألق ، و الهداف ألبرتو جيلاردينو ، و ثنائى دفاع بارما دانييلى بونيرا و ماتيو فيرارى ، كما اقترب اليوفى من التعاقد مع لاعب الوسط البرازيلى الكبير إيمرسون من نادى روما .
الضربات المتتالية التى تلقاها اليوفى هذا الموسم دفعت ادارة النادى الى التحرك سريعا من أجل اعادة الفريق الى وضعه الصحيح دون مكابرة ، و أقالت المدرب الكبير مارتشيللو ليبى على الرغم من الانجازات التى حققها مع الفريق و كان آخرها الفوز بالدورى مرتين متتاليتين ، كما شرعت فى التفاوض مع عدد كبير من اللاعبين الأكفاء أصحاب المواهب فى الكرة الايطالية ، و أعطت ادارة السيدة العجوز درسا لجميع الأندية فى كيفية اعادة الفريق الى طريق البطولات مرة أخرى ، على عكس ادارة النادى الأهلى على سبيل المثال ، التى كابرت كثيرا ، و أجرى النادى العديد من الصفقات الفاشلة على مستوى اللاعبين و المدربين مما أدى الى تدهور مستوى الفريق و فقدانه هيبته على المستوى المحلى الذى احتكر بطولاته لزمن طويل .
و أستطيع أن أؤكد أن اليوفى سوف يعود قويا بقيادة المحنك كابيللو ، و بفضل ادارة النادى الواعية التى تقود الفريق الى الطريق الصحيح ، و سوف تكون المنافسة فى غاية الشراسة الموسم القادم بين اليوفى بقيادته الفنية الجديدة القوية و لاعبيه الكبار ، و بين الميلان المتألق هذا الموسم و الذى لن يفرط فى لقبه الموسم القادم بسهولة .