المراقب لحالة الشارع الكروي الان يتأكد من ان اصلاح مسار الكرة المصرية امر مستحيل .. ويكفي القرارات الاخيرة التي اتخذها اتحاد كرة القدم لتكون صورة للفكر الذي يدير الكرة .

قبل خمسة سنوات اتخذ اتحاد كرة القدم قرارا بتخفيض عدد اللاعبين المقيدين بقوائم الاندية الي 25 لاعبا بدلا من 30 لاعبا وقيل يومها ان القرار يهدف الي كسر احتكار الاندية للاعبيها وتخزينهم علي دكة البدلاء أو مقاعد المتفرجين .. ويومها هلل الوسط الكروي للقرار الشجاع .

اليوم يتراجع الاتحاد عن القرار السابق ويعيد قوائم الاندية الي 30 لاعبا منهم 3 لاعبين اجانب علي اقصي تقدير .. وبرر الاتحاد قراره بأن الاندية تصرف علي ناشئيها مبالغ كبيرة ولا تستفيد منهم في النهاية وينتقلون لاندية اخري منافسة .

في الحالتين وضح ان القرار يتخذ ثم نبدأ في التفكير فيه وهو منطق غريب ويعبر ن حالة عامة تعيشها مصر طوال عدة سنوات . فالقرارات تتخذ بناء عن الحالة المزاجية للمسئول بصرف النظر عن المصلحة العامة .

عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة ارسل للاندية يطلب منهم ارسال مقرحاتهم من اجل تطوير اللعبة واخذ اقتراحات الاهلي والزمالك ونفذها لان الاندية الصغيرة لن تطلب زيادة قوائمها لانها لا تجد اصلا 25 لاعبا لتكملة قوائمها في اغلب الاحيان .

لم يكن قرار زيادة عدد لاعبي الاندية هو القرار الوحيد الذي يعبر عن الوجه المترهل للكرة المصرية اداريا - برغم انه لا اعتراض علي القرار ذاته ولكن الاعتراض علي الاهواء الشخصية التي تحكم القرار - بل ان قرار منع الاندية المصرية من المشاركة في بطولة دوري ابطال العرب المقبلة في نسختها الثانية بحجة ضيق الوقت بسبب ارتباطات المنتخب الوطني بتصفيات كأس العالم جاء في اطار تصفية المصالح الشخصية وليس لها علاقة بالمستوي الفني خاصة وان هنا رأي معلن لرئيس الاتحاد في تلك البطولة ومسئوليها .

اما قرار تحويل قضية ابراهيم سعيد لاعب النادي الاهلي مع ناديه الي المحكمة الرياضية فهو قرار يعبر عن عدم الثقة في اتخاذ القرارات ويثير الشبهات حوله قبل صدور القرار لانه من الغريب ان يرفض الاتحاد اتخاذ قرارا في احدي قضاياه ويحولها للمحكمة .

مسئولو الاتحاد تعملوا مع المشكلة بمنطق " يكاد المريب ان يقول خذوني " لان هناك خطوطا حمراء تحت عدلي القيعي سكرتير عام الاتحاد ومدير التسويق بالنادي الاهلي احد طرفي المشكلة بالاضافة الي عصام عبد المنعم رئيس الاتحاد لان له رأي معلن سابق في شكلةاللاعب مع ناديه .

تلك كانت عينه لمستوي القرارات الادارية التي تحكم الكرة المصرية وفكر مسئوليها " وبعد كده زعلانين اننا خدنا صفر واحد بس "