بصراحة , أصبت بالغثيان عندما قرأت سلسلة من الأخبار والتصريحات على لسان "العميد" حسام حسن يقول فيها إنه يوجد على ما يبدو "شخص ما" وراء استبعاده من المنتخب الوطني المصري!
وبدلا من أن يضع حسام نفسه في خدمة المنتخب وتحت أمر فريق بلده , وبدلا من أن يحاول خلال المران أن يجتهد ويكافح و"يأكل النجيلة" كما كان يفعل تارديللي عندما كان لاعبا , لارتفع شأنه أكثر ولضمن مكانه في التشكيل الأساسي للمنتخب في مباراة السودان الماضية , ثم أمام كوت ديفوار!
ولكن حسام آثر السلامة , ولجأ إلى الطريقة "البلدي" إياها التي تنتاب أي لاعب مغرور , ليؤكد أنه لا يجب أن يكون احتياطيا لأحد , وأنه إذا أراد تارديللي أن يضمه إلى المنتخب ويستمتع بقيادته "الرشيدة" للفريق , فإن عليه أن يضعه دائما ضمن التشكيل الأساسي , حتى وإن كانت لياقته ضعيفة , وحتى وإن كان مصابا , وحتى إن كان هناك عبد الحليم علي وأبو تريكة ومحسن أبو جريشة ممن يوفون الملعب حقه , ويشعروننا بأنهم بالفعل يلعبون باسم منتخب وطن وليس باسم أنفسهم , ونتمنى أن يظلوا كذلك , كما نتمنى أن يكون أحمد حسام "ميدو" كذلك أيضا أمام كوت ديفوار , وأن يرد في الملعب على تفوق دروجبا عليه طوال موسم كامل.
وإذا كان التعالي على المنتخب قد ظهر بوضوح من لاعب مثل جمال حمزة كل تاريخه عبارة عن "ماتش أهلي وزمالك" , فإن هذا التصرف كان مرفوضا أيضا من أي لاعب آخر ادعى الإصابة لكي يخرج من معسكر المنتخب , ولذلك كان غريبا أن نسمع ما سمعناه عن تامر عبد الحميد لأنه لاعب متميز والمنتخب في حاجة إليه , وأرجو أن يكون الاتهام الموجه إليه غير صحيح , ولكن المؤسف أننا شاهدناه يصول ويجول في مباراة الطلبة , ولا إصابة ولا غيره!
ولكن أن تخرج هذه التصرفات من لاعب في سن حسام وخبرته , رغم أن تاريخه مليء والحق يقال بمثل ذلك , فهذا يستدعي الأسف والحزن على ما وصل إليه النجم الكبير , الذي لم تمكنه حالته البدنية والفنية من الرد عمليا على تارديللي في مباراة الزمالك والطلبة فظهر بصورة أحزنتني لأنه في النهاية لاعب كبير ومتميز أسعدنا كثيرا من قبل.
وكنت , ولا زلت أتمنى , أن يحاول حسام أن يفكر "بطريقة الكاميروني ميلا" , وأن يضع في حسبانه أن المشاركة في ربع ساعة أو نصف شوط فقط في مباراة واحدة ربما تكون أكثر فائدة له ولفريقه من الإصرار على لعب مباراة كاملة , لأن الزمن تغير , ولأن حسام لم يعد قادرا على الجري خلف المدافعين وتنفيذ أسلوب الضغط عليهم "زي زمان" , ولو ركز حسام جهوده في 15 دقيقة فقط وقدم فيها "عصارة" لياقته وروحه القتالية لاستفاد منه فريقنا الوطني كثيرا , وكذلك الزمالك , لأن حسام يجيد قبول التحدي ومواجهته , وروحه القتالية ستمكنه من النزول إلى الملعب في آخر المباراة مثلا فيرهق المدافعين المنافسين الذين أصابهم الإرهاق , وبالتالي يغير نتيجتها , بعكس ما إذا لعب من بدايتها إلى نهايتها , لأنه باختصار "سينكشف"!
أما "العميد" الآخر , اتحاد جدة , فقد أحزنني المستوى الذي ظهر به في دوري أبطال العرب , وجعله يتذيل مجموعته وراء كل من الصفاقسي والإسماعيلي وأهلي جدة رغم كل ما يملكه من إمكانيات , ورغم الهالة الإعلامية التي تحيط بها داخل السعودية وخارجها , وبالتحديد ممن يهوون الإشادة بمستوى الكرة السعودية والأندية السعودية "عمال على بطال" دون أن يشاهدوا شيئا من مباريات الدوري السعودي , ويصورونه لنا على أنه الدوري الإيطالي!
ولكن ما شد انتباهي أكثر , هو ذلك الخبر المضحك الذي ورد على الموقع الرسمي لنادي اتحاد جدة قبل يومين , والذي جاء فيه أن منصور البلوي رئيس النادي قرر صرف مكافأت فوز للاعبي الفريق الملقب أيضا بـ "العميد" بعد هزيمتهم , أكرر هزيمتهم , أمام الصفاقسي التونسي بهدفين لهدف في آخر مباريات المجموعة في البطولة العربية!
والطريف في الأمر أن البلوي , وهو شخصية رياضية مرموقة للغاية يقف بالفعل وراء أي إنجاز حققه الاتحاد حتى الآن , كان يعرف جيدا أن فريقه دخل هذه المباراة وهو "ضامن الخروج" , وكان يعرف بالتأكيد أن فريقه كان الصفاقسي كان يلعب المباراة بأقل مجهود لأنه "ضامن التأهل" , ومع ذلك فقد تقدم التوانسة بهدفين , ولم يحرز الاتحاد هدفه الشرفي إلا في الدقيقة 84 , ومع ذلك قرر البلوي صرف مكافآت فوز للاعبيه ربما لن يحصل لاعبو الصفاقسي على نصفها!!
أمال تفتكروا الاتحاد الفرنسي يصرف إيه بقى لزيدان وهنري وبارتيز بعد مباراة إنجلترا؟!!
ومن عميد إلى عمي