كتب : شادي أمير | الخميس، 17 يونيو 2004 - 00:38
انتظروا ألمانيا!
فقبل هذه البطولة خسرت ألمانيا من رومانيا بخمسة أهداف مقابل هدف , ومن المجر بهدفين نظيفين , وهو ما دفعني إلى أن أتساءل : إذا كانت ألمانيا قد خسرت من هذين المنتخبين , فماذا ستفعل أمام هولندا بكل نجومها وترسانتها الهجومية التي تضم رود فان نيستلروي وروي ماكاي وفان دير فارت وبيير فان هيدونك وباتريك كلويفرت؟!
وزاد من خوفي من هذه المباراة قرار المدرب رودي فولر باللجوء إلى الطريقة الدفاعية في مواجهة "الطاحونة" الهولندية , وما أن بدأت المباراة حتى تصورت أن هولندا هي التي ترتدي القميص الأبيض , وأن ألمانيا ترتدي القميص البرتقالي , ولكن بمرور الوقت , بدأت أوقت أن ألمانيا هي التي تلعب بالزي الأبيض فعلا!
وسبب دهشتي هو أنني وجدت فريقا يلعب كرة سريعة والكل يجد زميله بسهولة بالإضافة إلى قوة خط الدفاع , وخاصة الثنائي كريستيان فيرنز وينز نوفوتني , وأمامهما ديتمار هامان الذي أكد أنه واحد من أفضل لاعبي الارتكاز في العالم , باختصار وجدت فريقا قويا غير الذي شاهدته في مباراتي رومانيا والمجر.
أعلم أن الكثير ممن سيقرأون هذا المقال سيقولون إن كاتبه لا يتحدث بالمنطق , نظرا لأن ألمانيا في الأساس منتخب كبير ومهما كان أداؤه فسيظل أحد المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة , ولكن كلامي هذا أكتبه بناء على ما قرأته في الصحف الألمانية في اليومين السابقين للمباراة , فأكثر من 50 بالمائة من الألمان كانوا يتوقعون الهزيمة , والخمسون بالمائة الآخرون انقسموا ما بين توقع التعادل أو الفوز.
حتى أن جميع الاستطلاعات في الصحف الألمانية قبل بداية البطولة أكدت أن ألمانيا ستخرج من الدور الأول "وبفضيحة" في مباراتي هولندا والتشيك.
والحقيقة هي أن أفضل ما رأيته في أداء ألمانيا هو التلاحم والالتزام التام من جانب كل لاعب في الملعب , ووجود العديد من اللاعبين الشباب في المنتخب الألماني وهو ما لم اعتاد عليه أحد منهم , بالإضافة إلى الخطة الممتازة التي لعب بها فوللر , فمهاجم المنتخب السابق لعب بأسلوب "رحم الله امريء عرف قدر نفسه" , فقد لعب المباراة بأسلوب دفاعي "عاقل" أكثر منه هجومي وخاصة في الشوط الثاني , وهو ليس عيبا أن تعرف إمكانيات لاعبيك وتلعب وفقا لها.
فالمنتخب الألماني لا يملك كم اللاعبين الذي يملكه نظيره الهولندي , ولكن فولر نجح في توظيف إمكانيات لاعبيه لتحقيق نتيجة جيدة , والحقيقة أن الرجل كان شجاعا عندما قال قبل المباراة إنه سيقتبس خطته من خطة أوتو ريهاجل مدربه السابق في فيردر بريمن الذي قاد بها المنتخب اليوناني للفوز على المنتخب البرتغالي في افتتاح البطولة.
وبعد المباراة , اعتبر فولر أن النتيجة التي تحققت أعادت فريقه مرة أخرى إلى دائرة الفرق المرشحة للبطولة بعد أن كان مستبعدا بشكل تام , وأعتقد بالفعل الآن أن على الألمان أن يتفاءلوا بإمكانية تحقيق نتائج جيدة في البطولة , وقد نرى ألمانيا تصل إلى المباراة النهائية لو حافظ لاعبوها على هذا الأداء , ولو حدث وخرج المنتخب الألماني من الدور الأول فإنني سأقول : انتظروا الماكينات الألمانية في كأس العالم 2006.
مقالات أخرى للكاتب
-
هل تستحق القمة المشاهدة؟ الثلاثاء، 27 يناير 2015 - 12:51
-
ماكينات لويف نجحت في الاختبار الإثنين، 14 يونيو 2010 - 00:53
-
تحليل - مصر 2 - 1 أنجولا: نجح المعلم وفشل متعب الإثنين، 04 فبراير 2008 - 23:20
-
تحليل - مصر 4 - 2 الكاميرون: زيدان الحقيقي الثلاثاء، 22 يناير 2008 - 22:54