علاء شاهين

كو - رع!

لا اعرف كيف يمكن القول بأن منتخب مصر لم يستحق الخسارة فى لقاءه امام كوت ديفوار ، علما انه اضاع عددا كبيرا من الفرص المؤكدة التى كانت كفيلة بخروجه فائزا ، فى حين "زار" الضيوف مرمى عصام الحضرى اربع مرات اكرم وفادتهم فى مرتين منها.
الثلاثاء، 22 يونيو 2004 - 20:24
لا اعرف كيف يمكن القول بأن منتخب مصر لم يستحق الخسارة فى لقاءه امام كوت ديفوار ، علما انه اضاع عددا كبيرا من الفرص المؤكدة التى كانت كفيلة بخروجه فائزا ، فى حين "زار" الضيوف مرمى عصام الحضرى اربع مرات اكرم وفادتهم فى مرتين منها ، اى ان نسبة فاعليتهم على المرمى كانت 50 بالمائة طوال اللقاء ، فى حين لم يأت هدف المنتخب الوحيد من هجمة منظمة او فرصة حقيقة ، ولكن من رمية بدون رام.

نعم المنتخب كانت له السيادة الهجومية فى معظم فترات اللقاء ، ولكنها كانت سيادة بلا فاعلية بسبب التسرع تارة ، وسوء الحظ تارة ، واللعب الاستعراضى تارة اخرى ، واخص بالذكر هنا النجم العالمى الكبير(هوسنى ابد رابوو) الذى لعب لحسابه طوال المباراة. ولابد انه كان يعتقد ان احد وكلاء اللاعبين يراقبه من المدرجات ، وهى مصيبة كبيرة ، لأنه لو ظن ان اداءه الفردى سيبهر احدا فسيحتاج الى معجزة للاحتراف فى الدورى الليبى الشقيق.

نعم اخطأ تارديللى فى ادارة المباراة وتأخر فى اجراء التغييرات ، ولكن السبب الأساسى وراء الخسارة ، من وجهة نظرى ، يبقى نفسيا من الدرجة الأولى. والحقيقة ان مباراة يوم الأحد ذكرتنى بلقاء المنتخب مع السنغال فى كأس الأمم الافريقية 2002 بمالى ، اى بعد تأهل السنغال لكأس العالم.

وقتها نزل الفريق المصرى ليواجه السنغال مرتعدا ، فهى المنتخب الذى بلغ المونديال عبر مجموعة مصر ، ولم يفكر اللاعبون فى انهم هزموا السنغال بالقاهرة وتعادلوا معها فى داكار خلال التصفيات وبسهولة بالغة ، وكان كل تركيزهم منصبا على عدم تلقى الخسارة فنالوها عن جدارة.

فى لقاء الأحد بالاسكندرية ، لم يتذكر لاعبونا الفارق التاريخى الكبير بين المنتخبين ، ولا أنا منتخب مصر فاز على الأفيال فى كل المواجهات المؤثرة التى جمعت بينهما ، وهم اعتبروا ان وجود ديديه ديروجبا فى صفوف كوت ديفوار كفيل بتحويل الفريق الى منتخب عالمى ، فخاضوا اللقاء بثقة مهتزة ، وتلقوا خسارة مستحقة.

المنتخب يضم مجموعة لا بأس بها من اللاعبين ، والأداء امام كوت ديفوار كان "معقولا" الى حد ما (لا داعى لمقارنة المباراة بما يجرى فى كأس الأمم الأوروبية ، فتلك كرة قدم وما نلعبه نحن لعبة ادخلها الفراعنة اسمها كو رع) ولكنهم بحاجة للتذكير بأنهم يدافعون عن الوان منتخب مصر ، بحاجة لقراءة اسم المنتخب الوطنى على قمصانهم عشر مرات قبل النوم ، وعشر مرات عند الاستيقاظ.

لو استعاد لاعبو المنتخب ثقتهم فى انفسهم ، سيكون للفريق فرصة كبيرة فى التأهل للمونديال ، فالمشوار لا يزال طويلا ، ومنتخبى الكاميرون وكوت ديفوار ليسا بأفضل حال مننا.

والحقيقة اننى اتمنى بالفعل بلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم لأسباب عديدة ، منها انى اتمنى ان يكف الجميع عن ترديد اسم لاعب دأب على محاولة فرض نفسه على كل الأجهزة الفنية التى لعب تحت قيادتها فى الأهلى والزمالك والمنتخب ، وعندما ضمه تارديللى واتفق معه على امكانية جلوسه احتياطيا ووافق ، عاد ليتذمر ويعلن انسحابه ، متخليا عن الفريق فى لحظة حرجة.

هذا اللاعب (وهو اعظم مهاجم انجبته الملاعب المصرية بلا منازع) نسى ان الخطيب جلس احتياطيا فى الأهلى ، وأن اى مدرب محترم لن يسمح له بفرض قراراته ورغباته على الجهاز الفنى والفريق. وما اغضبنى عند خسارة المنتخب هو ان احد سائقى التاكسى جاهر صراحة قبل اللقاء انه يود للمنتخب الخسارة لأن تارديللى استبعد هذا اللاعب ، وفى هذا قمة الجهل والتعصب.