ويشارك فان نستلروي في اول بطولة كبرى له في مسيرته , ويريد تعويض الوقت الضائع , ففي النسخة الأخيرة من امم اوروبا التي استضافتها بلاده مع بلجيكا عام 2000 اصيب الهداف الخطير في ركبته قبل شهر واحد من النهائيات فلم يتمكن من المشاركة فيها , علما بان منتخب بلاده بلغ الدور قبل النهائي وخرج بركلات الترجيح امام ايطاليا.
ثم فشل المنتخب "البرتقالي" في التأهل الى نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان , ففوت على مهاجم مانشستر يونايتد فرصة ابراز موهبته التهديفية على اعلى المستويات.
ونجح فان نستلروي باقتدار في قيادة منتخب بلاده الى النهائيات الحالية فبعد ان خسرت ذهاب الملحق صفر-1 امام اسكتلندا لعب دور المنقذ ببراعة وسجل ثلاثة اهداف من اصل ستة في مباريات الاياب ليتوج هدافا لمنتخب بلاده في التصفيات برصيد خمسة اهداف.
وقبل انطلاق البطولة قال فان نستلروي : "اتطلع بشغف كبير لخوض اول بطولة كبيرة لي وسأبذل قصارى جهدي لتحقيق افضل نتيجة ممكنة مع منتخب بلادي".
ووفى فان نستلروي بوعده حتى الان ففي المباراة الاولى وعندما كان فريقه يواجه صعوبات كبيرة امام جاره الالماني المتقدم 1-صفر سجل فان نستلروي احد اجمل اهداف البطولة حتى الان عندما سدد كرة بطريقة "أكروباتية" وسط الرقابة الشديدة من المدافع الالماني كريستيان فورنز لتعانق شباك الحارس العملاق اوليفر كان مانحا فريقه نقطة ثمينة لان الخسارة كانت مكلفة.
وواصل فان نستلروي هوايته المفضلة في هز الشباك في المباراة الثانية ضد التشيك عندما سجل الهدف الثاني لكن فريقه خرج خاسرا 2-3 على الرغم من تقدمه 2-صفر.
وضرب فان نستلروي بقوة في المباراة الثالثة الاخيرة وسجل هدفين احداهما من ركلة جزاء رافعا رصيده الى 18 هدفا في 33 مباراة دولية وليتساوى في صدارة ترتيب الهدافين للبطولة الحالية مع المهاجم الانجليزي الشاب واين روني برصيد اربعة اهداف والاهم من ذلك حجز بطاقة التأهل الى دور الثمانية.
واعتبر فان نستلروي بانه حاليا في كامل مستواه الفني وقال : "اعتقد بانها افضل فترة اعيشها في صفوف المنتخب وامل ان تستمر" , وتابع "دائما استعد جيدا للاستحقاقات الكبرى وانا الان في كامل تركيزي".
وبدأ فان نستلروي المولود في الاول من يوليو عام 1976 مسيرته عندما كان في الحادية والعشرين من عمره في صفوف نادي هيرينفن وسجل 13 هدفا في موسم واحد علما بانه لعب في مركز الليبيرو فلفت انظار ايندهوفن الذي تعاقد معه مقابل 6 ملايين يورو (رقم قياسي في هولندا) , ولسخرية القدر فان فان نيستلروي سجل اول هدف له مع ايندهوفن في مرمى فريقه السابق هيرينفن قبل ان ينهي الموسم مسجلا 31 هدفا في 34 مباراة.
وسعى مانشستر يونايتد الى التعاقد معه وكان الطرفان في صدد اتمام العقد , لكن إصابة فان نستلروي في ركبته والتي ابعدته عن الملاعب لمدة ثمانية اشهر اجلت التوقيع لمدة عام قبل ان ينتقل رسميا الى صفوف الشياطين الحمر عام 2001.
وسجل فان نستلروي 36 هدفا في موسمه الاول ثم 44 هدفا في الثاني واكتفى بـ 29 هدفا الموسم الفائت بعد ان ابتعد عن نحو 10 مباريات بالاضافة الى خروج فريقه المبكر من دوري ابطال اوروبا لكنه سجل هدفين في المباراة النهائية لكأس انجلترا في المباراة ضد ميلوول التي اسفرت عن فوز فريقه 3-صفر.
ويأمل فان نستلروي في ان يحذو حذو مواطنه الشهير ماركو فان باستن الذي قاد منتخب بلاده الى احراز اللقب الاوروبي عام 1988 في المانيا عندما توج هدافا للبطولة ايضا برصيد 5 اهداف منها ثلاثية شهيرة في مرمى انكلترا في الدور الاول ثم اضاف هدفين في مرمى المانيا في الدور قبل النهائي ومرمى الاتحاد السوفياتي في النهائي.
واذا نجح فان نيستلروي في ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال احراز اللقب واحتلال صدارة الهدافين فسيكون ذلك افضل هدية له في عيد ميلاده الثامن والعشرين كما سيسجل نقاطا كثيرة في السباق نحو نيل جائزة افضل لاعب في اوروبا التي تمنحها سنويا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة في كرة اقدم.