كتب : شادي أمير
هذه الكلمات جاءت في حوارات مجلة شبورت بيلد مع أحد المشجعين الألمان بعد خروج الماكينات الألمانية "المخزي" من بطولة كأس الأمم الأوروبية بالبرتغال , والحقيقة أن المنتخب الألماني بالفعل استحق الخروج المبكر من البطولة لأنه لم يقدم ما يؤهله للمشاركة في دور الثمانية , ما عدا الشوط الأول في مباراة هولندا.
فمنذ عام 1998 , وقت خروج "المانشافت" من كأس العالم بفرنسا بفضيحة أمام كرواتيا بثلاثية نظيفة , حذر الخبراء المسئولون عن الكرة الألمانية , بأن الماكينات في حاجة إلى تجديد الدماء , ولكن الاتحاد الألماني بقيادة نائب الرئيس جيرهارد ماير فوفلدر ( المتحكم في شؤون الإتحاد في ذلك الوقت ) رفض الاستماع إلى تحذيرات الخطر , وقام بتعيين المدير الفني ايريك ريبيك.
ومع بدء بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000 ببلجيكا وهولندا خرجت "الماكينات" الألمانية لأول مرة من الدور الأول , وقامت الدنيا ولم تهدأ في ألمانيا , وطالب الجميع فوفلدر وزملاءه بالرحيل , ولكن الأخير لم يستمر فقط في منصبه و لكنه أصبح رئيس الإتحاد الألماني , وتم تعيين رودي فولر مدير فنيا للمنتخب , وشارك في تصفيات كأس العالم 2002 في مجموعة ضمت إنجلترا و اليونان وفنلندا وألبانيا.
وبدأت ألمانيا التصفيات بتحقيق فوزين على اليونان بهدفين وإنجلترا بهدف في آخر المباريات على ملعب ويمبلي , وبدأ الجميع يثق في قدرات فولر , ولكن في مباراة العودة أمام إنجلترا في ميونيخ تلقى المنتخب الألماني صفعة قوية فخسر بخمسة أهداف مقابل هدف , ليخسر بطاقة التأهل المباشرة , ويصعد المنتخب إلى نهائيات كأس العالم عن طريق "الملحق" عندما فاز على أوكرانيا.
وقبل المشاركة في البطولة , توقع الجميع أن تخرج "الماكينات" الألمانية مبكرا , ولكن الأداء "البطولي" للاعبي المنتخب كان السبب في الصعود إلى النهائي , لأن فولر لم ينجح في أن يزرع لدى الألمان أن الوصول إلى النهائي كان تنفيذا لأفكاره , فالمنتخب واجه طريقا سهلا في البطولة , وبالرغم من ذلك فإن الفريق فاز في مباريات دور الستة عشر ودور الثمانية والدور قبل النهائي بهدف وحيد وبأداء ضعيف على كل من باراجواي والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية , وفي النهائي , وعندما قابل منتخبا قويا هو البرازيل التي كانت في أسوأ حالتها خسر بهدفين دون رد.
وعاد الألمان ليتحدثوا عن فولر , ولكن فوفلدر دافع عنه لأن الرجل قاد الماكينات الألمانية إلى النهائي بعد 12 عاما عندما فاز المنتخب بكأس العالم بإيطاليا عام 1990 , و أضطر الجميع إلى السكوت , و في تصفيات كأس الأمم الأوروبية , واجه الألمان وقتا عصيبا في مجموعة ضعيفة وصعدوا إلى البرتغال بعد فوزهم في أخر مباراة على اسكتلندا.
وفي المباريات الودية قبل البطولة تلقت ألمانيا الهزيمة من رومانيا بخمسة أهداف والمجر بهدفين , بالإضافة إلى أن المنتخب الألماني منذ عام 2000 لم يستطع الفوز على أي من المنتخبات الكبيرة مثل فرنسا وإيطاليا وهولندا والأرجنتين والبرازيل.
وفي البرتغال حدثت المأساة وخرجت ألمانيا من الدور الأول بعد تعادلها مع لاتفيا وهولندا والهزيمة من الصف الثاني للمنتخب التشيكي , وجاءت عناوين تسخر من منتخبها , فكتبت مجلة كيكر "وداعا أوروبا , المنتخب يعود للمنزل" , ومجلة شبورت بيلد : "النهاية الحزينة" , وفوكاس "حفلة البرتغال تستمر بدون ألمانيا للمرة الثانية" , وفرانكفورت الجامين "الصف الثاني للتشيك قوي على المانشافت العقيم" , وابندتسايتونج "24 مليون ألماني شاهدوا فضيحة المنتخب في البرتغال".
المشكلة في ألمانيا حاليا ليست في الاعتماد على "العواجيز" كما حدث في فرنسا 98 وهولندا وبلجيكا 2000 , ولكن بسبب مدرب لا يعرف كيفية الأخذ بزمام المبادرة , ولكنه قادر على الرد على ما يحدث في الملعب.
فالفريق الحالي يملك العديد من اللاعبين الممتازين صغار السن مثل شفاينشتيجر , 19 عاما , ولوكاس بودولسكي , 18 عاما , وفيليب لام , 20 عاما , وأندرياس هينكل , 22 عاما , وكيفن كوراني , 22 عاما , وارني فريدريتش , 25 عاما , والحارس تيمو هيلدبراند , 25 عاما , وهذا العدد من اللاعبين الصغار لم نتعود أن نراه في المنتخب الألماني , ولكن هؤلاء اللاعبين يريدون من يستطيع توظيفهم بشكل صحيح , وهو ما أشارت إليه الصحف الألمانية قبل بداية البطولة , حيث قالت