كانت الدقيقة الـ 89 من لقاء الاهلي والمقاولون العرب في نهائي بطولة كأس مصر رقم 73 نقطة فاصلة في عمر اللقاء النهائي لأقدم بطولة كروية في مصر . فيها احتسب عصام عبد الفتاح حكم المباراة ضربة جزاء غير صحيحة لفريق النادي الاهلي وشعر جمهور الاهلي ان الفوز قد اقترب بشدة خاصة وان الموقف عصيب للغاية منذ خروج امير عبد الحميد حارس المرمي للاصابة .

في الوقت الذي فرح فيه جمهور الاهلي بضربة الجزاء كان محمد جودة يطيح بفرصة الهدف التي لن تتكرر مرة اخري لترتد الكرة علي مرمي شادي محمد حارس مرمي الاهلي ليحرز المقاولون العرب هدف البطولة وليضع خنجرا في قلوب الجماهير الاهلوية التي كانت في اشد الحاجة للفوز بالبطولة .

لابد وان نعترف بأن مانويل جوزيه هو المسئول الاول عما لحق بالفريق ولكن في نفس الوقت ليس هو المسئول الوحيد بل ان المسئولية الكبري تتحملها لجنة الكرة " حسن حمدي ومحمود الخطيب وطارق سليم " لانها جاءت بمدرب لا يعترف الا بنفسه داخل اكبر ناد في الشرق الاوسط ولا يضع الجمهور والمسئولين في حساباته ويتعامل بعنجهية مرضية والا كيف نفسر دفعه بثلاث تغيرات مرة واحدة في لقاء محتمل فيه الوصول للوقت الاضافي . ثم ان هذه التغييرات هي اعتراف صريح منه بأنه اخطأ في تشكيل اللقاء من البداية .

عنجهية وغرور مانويل لم ترتكب في لقاء المقاولون العرب فقط بل انه فعلها من قبل في البطولة العربية قبل الانسحاب منها عندما اشرك وائل جمعة في مركز رأس الحربة ويومها وجد من يدافع عن وجهة نظره العبقرية واتهم من انتقده بالجهل لان البروفيسير البرتغالي يفهم في كرة القدم المتطورة اكثر من الجاهلين .

الحقيقة ان جوزيه ليس هو المسئول الوحيد ولكن للجنة الكرة المسئولية الاكبر بعد ان اطلقت يده في الفريق يأمر فيطاع امره دون مناقشة ويجد من يدافع عنه دائما وعلي رأس هؤلاء محمود الخطيب الذي أتي به علي حصان ابيض من البرتغال . نعم اعطاء أي مدرب الحرية في العمل شيء مطلوب ولكن لابد وان يكون هناك حسابا وتقيما كل فترة ومناقشة المدرب ليس تدخل في عمله ولكن واجب تفرضه المسئولية خاصة وان الفريق يمر بمرحلة عصيبة .

بطولة كأس مصر اثبتت ان مانويل جوزيه كان المسئول عن الخروج من بطولة افريقيا وخسارة بطولة الدوري بخسارته امام الزمالك لانه لو حقق الفوز لكان للبطولة شكل اخر بالاضافة الي اصراره علي الانسحاب من بطولة دوري ابطال العرب لان جوزيه منذ عودته لفريق الاهلي يتحجج بأنه لا يمتلك لاعبين قادرين علي الفوز ببطولة وجاءت بطولة كأس مصر لتثبت ان الاهلي به عدد من اللاعبين بشيء من التجهيز الفني والخططي يستطيعون الفوز ببطولة مثل بطولة الكأس .

الجريمة التي ارتكبها جوزيه انه بث في لاعبيه روح عدم الثقة فيهم عندما كان يخرج عقب كل مباراة يؤكد انه لا يمتلك لاعبين وهذه جريمة كان لابد من محاسبته عليها ولكن من يجرؤ علي ذلك داخل النادي . وعندما فتح النادي باب شراء لاعبين جدد علي مصرعيه واشتري حتي الان 9 لاعبين خرج عقب فشله في الكأس ليقول انه في حاجه لـ 25 لاعبا جديدا بما يعني انه غير مقتنع بكل اللاعبين الموجودين وهذا معناه انه لن يتحمل مسئولية أي خسارة قد تحدث للفريق لذا فأن رحيله قد حان قبل فوات الاوان .

المأساه الحقيقية التي سيعيشها النادي الاهلي في الفترة المقبلة انه سيجد من يدافع عن اخطائه في وسائل الاعلام وهي مصيبة الاهلي طوال السنوات الماضية وتلك مصيبة اخري !!

في غمرة الاحزان الاهلوية لابد وان نشيد بفريق المقاولون العرب الذي استطاع ان يسجل اسمه في سجلات الكرة المصرية كأول فريق درجة ثانية يفوز ببطولة كأس مصر بعد ان استمرت لمدة 72 بطولة في حيازة الكبار ولكن لابد وان يعاد النظر في الفريق من قبل مسئولي النادي قبل خوض بطولة الكونفيدرالية الافريقية الموسم المقبل .