الدفاع المنظم والانضباط فلسفة ريهاجل الناجحة مع اليونان

نجح مدرب منتخب اليونان لكرة القدم الالماني اوتو ريهاجل نجاحا باهرا في خطته الدفاعية المحكمة والمنظمة وقاد اليونان الى المباراة النهائية لبطولة امم اوروبا 2004 في البرتغال للمرة الاولى في تاريخها.<br>

كتب : وكالات

السبت، 03 يوليه 2004 - 17:07
ريهاجل, داهية كروية
لشبونة (البرتغال)أ.ف.ب.- نجح مدرب منتخب اليونان لكرة القدم الالماني اوتو ريهاجل نجاحا باهرا في خطته الدفاعية المحكمة والمنظمة وقاد اليونان الى المباراة النهائية لبطولة امم اوروبا 2004 في البرتغال للمرة الاولى في تاريخها.

وتلتقي اليونان مع البرتغال الاحد في المباراة النهائية في اعادة الى مباراة الافتتاح بينهما التي انتهت بفوزها على اصحاب الارض 2-1.

ويحسب لريهاجل هذا الانجاز لان المنتخب اليوناني لا يملك تاريخا يذكر في نهائيات البطولات الكبرى ويتضمن سجله مشاركة واحدة في النهائيات الاوروبية عام 1980 ثم مشاركة في نهائيات كأس العالم عام 1994 لكنه خرج من الدور الاول في المناسبتين دون ان يحقق اي فوز.

اعتقد الجميع ان قيادة ريهاجل المنتخب اليوناني الى نهائيات البرتغال بتصدره مجموعته امام اسبانيا كان مفاجأة التصفيات لكن المدرب الالماني المحنك اعد منتخبه جيدا للنهائيات معتمدا اسلوبا دفاعيا محكما تحطمت عنده هجمات المنتخبات المنافسة وابرزها المنتخب الفرنسي ضحية اليونان في ربع النهائي (صفر-1).

ومنذ المباراة الاولى التي فازت فيها اليونان على البرتغال 2-1 وضح ان ريهاجل اوعز الى لاعبيه باحكام اغلاق المنافذ المؤدية الى مرماهم تماما فطبقوا الخطة جيدا من دون اخطاء لافتة كما تميزت خطة ريهاغل بالضغط على حامل الكرة في منتصف الملعب ما افقد المنتخبات الاخرى توازنها وافقدها الكثير من الافكار الهجومية.

وكانت موضوعية ريهاجل عاملا مهما في مباريات المنتخب اليوناني وكأنه كان يكتفي بانجاز كل مباراة ويترك مصير المباراة التالية لما يتحقق على ارض الملعب ورفعت خطته معنويات اللاعبين وزادت ثقتهم بانفسهم فلعبوا باعصاب هادئة وتميزوا بدقة فائقة في التمريرات وبالتمركز ونادرا ما منحوا الكرة الى الخصم عن طريق الخطأ وخير دليل على ذلك هدف الفوز في مرمى فرنسا حيث انطلقت الكرة من قبل منتصف الملعب وتنقلت بسرعة بين نحو خمسة لاعبين قبل ان تنتهي في المرمى.

وركز ريهاجل كثيرا على عدم ترك المنتخبات الاخرى تنفذ ما تريده في الملعب ونجحت خطته تماما لان اللاعبين التزموا بالتعليمات وفاجأوا المراقبين من مباراة الى اخرى مؤكدين انهم يستحقون بلوغ النهائي عن جدارة.

ويقول ريهاجل في حديثه عن المنتخبات الاخرى التي واجهها "الطريقة التي تلعبون بها تعتمد على الفرصة التي يمنحها لكم المنتخب المنافس للعب" ويعترف ريهاجل بان اللاعبين اليونانيين نفذوا جيدا ما طلبه منهم بقوله مثلا بعد الفوز على البرتغال "لقد نفذ لاعبو المنتخب اليوناني التعليمات التي عملنا عليها بحذافيرها ونجحوا في تحقيق فوز ثمين".

كان ريهاجل صبورا ولم يتعجل تحقيق النتائج مع المنتخب اليوناني فبعد توليه الاشراف عليه في سبتمبر عام 2002 عقب فشله في التأهل الى مونديال كوريا الجنوبية واليابان واجه بداية صعبة اذ خسر المباراة الاولى امام فنلندا 1-5 قبل ان ينتزع التعادل من انكلترا 2-2 كما ان البداية في التصفيات المؤهلة الى كأس الامم الاوروبية الحالية لم تكن مشجعة ايضا فلقي المنتخب خسارتين امام اسبانيا واوكرانيا بنتيجة واحدة صفر-2.

لكن الفلسفة الالمانية بدأت تترسخ في اذهان اللاعبين تدريجيا حيث فرض ريهاجل الانضباط والتنظيم داخل صفوف المنتخب فحقق ستة انتصارات متتالية وتصدر ترتيب المجموعة ويؤكد المدرب الالماني "المهم ليس ما يريد اي لاعب ان يفعل بل ما يمكنه فعله للمجموعة".

ويمضي ريهاجل قائلا "تطور المنتخب اليوناني حصل على مراحل لاننا عملنا بجهد ليل نهار لمدة ثلاث سنوات واليونانيون يملكون فنيات عالية لكن كان ينقصها النظام والانضباط والعمل بروح الفريق الواحد فقط".

مسيرة ناجحة

استهل ريهاجل مسيرته التدريبية عام 1974 مع كيكرز اوفنباخ وقاده الى المركز الثامن في اول موسم له قبل ان يتخلى عن تدريبه في ديسمبر عام 1975 ثم تولى الاشراف على فيردر بريمن لكنه سرعان ما اشرف على تدريب بوروسيا دورتموند لموسم واحد 1976-77 ثم قاد فريقي ارمينيا بيليفيلد وفورتونا دوسلدورف ففاز مع الاخير بكأس المانيا موسم 1979-80.

عاد بعد ذلك الى فيردر بريمن حيث امضى 14 عاما وحقق انجازات لا تحصى مع الفريق الشمالي فقاده الى احراز لقب الدوري موسم 1986-87 ثم الكأس المحلية موسم 90-91 وكأس الكؤوس الاوروبية موسم 91-92 والدوري المحلي مجددا موسم 92-93 والكأس موسم 93-94.

وتعاقد بايرن ميونيخ النادي الاكثر شعبية في المانيا مع ريهاجل موسم 95-96 لكنه لم يتفق كثيرا مع نجوم الفريق ومجلس ادارة النادي واقيل من منصبه بعد قيادته الى احراز كأس الاتحاد الاوروبي عام 1996 لينتقل بعدها الى كايزرسلوترن في الدرجة الثانية حيث قاده الى الاولى قبل ان يتوج معه ببطولة المانيا في انجاز غير مسبوق ل