وللأسف , فاننا نجد ان الكثير من مشجعى الفرق فى مصر وخاصة فريقى الاهلى والزمالك ينتمون الى فرقهم أكثر من لاعبى الفريق أنفسهم , والعاملون فى الوسط الرياضى هم اعلم الناس بما أقوله , فاللاعب لا يهمه أى شىء سوى المادة فقط ولا يحزن اذا خسر فريقه فى أى مباراة مهما كانت أهميتها , ولو حزن سيكون لخسارته المكافأة المالية فقط , اما غير ذلك فتجده يخرج فى يوم المباراة ويسهر مع اصدقائه وكأن شيئا لم يكن.
وشاهدنا أمثلة كثيرة لبيع الانتماء مقابل المادة فى الفترة الأخيرة , فشاهدنا التوأم اللذين باعا الأهلى وانتقلا للزمالك منافسه الأوحد , ورغم ان البعض التمس العذر للتوأم عندما انتقلا للزمالك لأن الاهلى هو الذى تركهما , فإن انتقالهما من الزمالك برغبتهما لا يوجد لهما أى اعذار , فالزمالك أعطى الكثير للتوأم , كما أنهما أعطيا له , ولكنهما تركاه بسهولة , وكان يجب على التوأم الانتظار حتى يعلن الزمالك موقفه الرسمى من التجديد لهما , ولكنهما وقعا للمصرى الذى ضمن لهم مقابلا ماديا أكبر رغم الفارق الرهيب فى المستوى الفنى والجماهيرى بين الزمالك والمصرى , ولكن "مش مهم" , المهم المادة.
المثال الآخر القريب هو اسلام الشاطر الذى ذهب للزمالك من الاسماعيلى وظهر فى أكثر من حديث تلفزيونى يؤكد انتماءه للزمالك وحبه الشديد للزمالك منذ الصغر , ثم قرر ترك الزمالك ستة شهور اعارة لأنه تلقى عرضا مغريا من اتحاد جدة , ووافق مسئولو الزمالك على الاعارة لتأمين مستقبل اللاعب ثم عاد اللاعب سريعا ليبيع ناديه ويبيع مبادئه ويبيع نفسه مقابل المادة لأن الأهلى عرض عليه مبلغا أكبر.
مثال آخر هو ابراهيم سعيد الذى كان دائما ما يثير المشاكل مع لاعبى الزمالك وجماهيره وكان يعلن ذلك من خلال تصرفاته خلال مباريات الفريقين أو من خلال أحاديثه الصحفية أو التلفزيونية وكان يتضح من تصرفاته وأحاديثه أنه يكره الزمالك وجماهيره ولكن فجأة وبعد مشاكله مع الاهلى أصبح يعشق الزمالك ويصرح بأنه أفضل نادى فى مصر ويتمنى اللعب له والانضمام اليه منذ الصغر , "وكل ده عشان المادة".
مثال آخر هو محمد بركات الذى شاهدت معه مباراة للاهلى والزمالك ورأيت مدى حبه وتشجيعه للزمالك , وصرح لى شخصيا بأنه زملكاوى صميم الا أنه أكد لى أنه لن يلعب للزمالك ولكنه سينضم للاهلى لأن الأهلى "فلوسه أكتر ومضمونة" حسب تعبير اللاعب بالنص ! ولا أعرف كيف سيلعب فى الاهلى وهو ينتمى بقلبه الى الزمالك؟!
الأمثلة التى ذكرتها قبل ذلك كلها للاعبين معروف عنهم الى حد ما عدم الانتماء والبحث عن المادة , الا ان الغريب بالفعل والذى تعجبت له شخصيا هو أفعال أحمد بلال الأخيرة , فبلال وأنا أعرفه شخصيا لاعب خلوق الى أقصى درجة وكنت أعتقد أن حب الأهلى يجرى فى دمه ولكن ما حدث أخيرا لا يدل على ذلك أبدا , فبلال قام بلى ذراع مسئولى الاهلى حتى يرحل عن الفريق.
فى بادىء الأمر تكلم بلال وقال إنه مظلوم لأنه يحصل على 75 الف جنيه فقط فى الموسم الواحد بينما باقى زملائه تتراوح أسعارهم بين 400 الى 500 الف جنيه فى الموسم , ورغم ان العقد شريعة المتعاقدين ورغم أن بلال وافق على هذا التعاقد من البداية ولذلك لا يحق له أن يطلب ترضية , ولكنى مثل الكثيرين تعاطفت معه بعض الشىء لأن الفارق بينه وبين زملائه كان كبيرا جدا , وظل بلال يثير المشاكل مع مجلس ادارة الاهلى ويهدد بالرحيل رغم ان عقده مستمر ثلاث سنوات أخرى , وفى النهاية رضخ مسئولو الاهلى لبلال وتم رفع عقده الى الفئة الأولى بالنادى ليحصل على اعلى مقابل مادى فى الفريق.
رغم هذا كله فإن بلال لم يرض بذلك وعاود مرة أخرى محاولات الرحيل والاحتراف وأكد بلال أنها فرصة رائعة للاحتراف فى نادى تيريك الروسى الذى وصفته وسائل الاعلام المصرية ووصفه بلال نفسه بأنه من أقوى الاندية فى روسيا وانه سوف يشارك فى كأس الاتحاد الاوروبى وهى فرصة رائعة لبلال للتألق وبالتالى الانتقال الى فريق أكبر , ولكنى فوجئت بان فريق تيريك الروسى هو أحد فرق الدرجة الثانية فى روسيا وينافس للتاهل للدورى الممتاز الروسى ورغم انه متصدر دورى الدرجة الثانية الا انه لم يضمن التأهل لان البطولة مازالت فى منتصفها الان , اى ان بلال سيحترف فى فريق درجة ثانية فى روسيا والمعروف أن روسيا من أضعف البلاد الاوروبية سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى بطولات الدورى ولذلك فلن تكون هناك متابعة لبلال من أى نوع سواء من الفرق الكبيرة او حتى من الجمهور المصرى كله , أما مشاركة تيريك فى كأس الاتحاد الاوروبى فهى صحيحة لحصوله على كاس روسيا فى الموسم الماضى ولكن تلك المشارك