ويبدو أن التغيير لن يتوقف عند تغيير الأشخاص بل قد يطول القوانين " وبدأ ذلك بالفعل " بل قد يصل إلى الدستور و÷و أمر وارد . ولكن الرياضة وبالذات الكرة لم نسمع عنها شيئا ولم نشاهد أي ملمح من ملامح التغيير المأمول .. فلماذا ؟
هل أصبحت الكرة أفضل ويجب أن نحافظ عليها بهذا الشكل ؟ أم أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان .. ولا " يقدر على القدرة إلا القادر " كما يقول المثل ؟ .
الواقع يؤكد أنه ليس في الإمكان أسوأ مما كان وان التغيير أصبح ضروريا وحتميا .. وليس التغيير في الأشخاص فقط هو المطلوب بل أيضا في اللوائح والقوانين والنظام الكروي .. والمناخ العام كله .
أصبح ضروريا الآن أن نحدد المفاهيم الكروية بحدود واضحة وتفق عليها لأن بداية الأزمات تنبع من عدم وضوح المفاهيم والمصطلحات وتغير مضمونها من شخص إلى آخر واختلاف المقصود منها حسب الحالة المزاجية للمتحدث والمتلقي .. وتلك قضية أساسية .. لابد أن نحدد مفهوما واضحا للاحتراف وللدوري الممتاز ولكل المفاهيم والمصطلحات بحيث تكون هذه المفاهيم مكملة للقوانين و اللوائح .
تحديد المفاهيم سيقودنا إلى تحديد هوية النظام الكروي في مصر والمقصود منه .. بعيدا عن الخطب الحماسية والكلمات الرنانة و" المصريين أهمة " .. وأن نحدد شكل المسابقات والعلاقة بين أطراف اللعبة وبعضها البعض بحيث يعرف كل عنصر دوره وواجباته وحقوقه وتكون الأمور واضحة ومحددة وان يكون النظام الكروي هو القيم والمقوم لعناصر وفعاليات اللعبة .
يأتي بعد ذلك ضرورة تغيير اللوائح والقوانين التي عفا عليها الزمن .. فهل يصدق أحد أن القانون الذي يحكم الرياضة المصرية : أندية واتحادات صدر عام 1975 أي منذ 30 عاما تقريبا .. عندما كان النظام العام في الدولة إشتراكيا والقطاع العام هو العصب الإقتصادي والإجتماعي في مصر . ولم يكن هناك احتراف .. بل كانت الهواية الخالصة هي قمة المثالية الرياضية .
القانون الذي يحكم الرياضة ويحدد اللوائح لا يعترف بدور القطاع الخاص في الرياضة إلا على استحياء .. ولا يعرف شيئا اسمه الاحتراف .. ولم يتدخل في أمور كثيرة تعتبر جديدة على الواقع الرياضي في السنوات الثلاثين الأخيرة .
من الواضح أن التغيير قادم .. قادم وسيفرض نفسه لكن أخشى ما نخشاه أن نجد نفس الأشخاص ونفس الأفكار القديمة هي التي تقود التغيير الرياضي والكروي ساعتها سنندم عندما لا ينفع الندم . !!