إذا كان من حق الأربعة الكبار أن يتنافسوا على لقب الدورى الإنجليزى , فمن حق فرق الوسط أن تتصارع هي الأخرى على تحقيق مركز متقدم يمنحها فرصة المشاركة فى كأس الاتحاد الأوروبى , بل وربما تستطيع استغلال عثرة واحد من الكبار لتدخل المربع الذهبى وتحقق حلما مشروعا باللعب فى دورى أبطال أوروبا الموسم القادم.

وعلى رأس قائمة هذه الفرق يأتى نيوكاسل ممثل الشمال الانجليزى بمدربه المخضرم بوبى روبسون وقائده آلان شيرار الذى سيلعب موسمه الاخير مع الفريق ليحافظ على لقب كبير الهدافين فى تاريخ انجلترا , وترجح التوقعات توليه منصب المدير الفنى للفريق بعد تنحى روبسون بنهاية الموسم.

وكان الفريق قد فشل الموسم الماضى فى احتلال أي من المراكز الأربعة الأولى , وهو ما حرمه من المشاركة فى دورى أبطال أوروبا كما كان يطالب رئيس النادى فريدى شيفرد , وهو ما دفع الاخير للتعاقد مع جيمس ميلنر احد مواهب انجلترا الواعدة فى الناحية اليسرى قادما من ليدز والمهاجم الهولندى باتريك كلويفرت ولاعب الوسط الدولى نيكى بات والمدافع الايرلندى ستيفن كار.

ورغم ان اكبر سلبيات الفريق هو عدم قدرته على الفوز خارج ارضه امام الفرق الانجليزية فإن استقرار نيوكاسل قد يهتز فى حالة حدوث خلاف بين ثلاثى الهجوم شيرار وكلويفرت والويلزى كريج بيلامى حيث اعتاد ثلاثتهم على لعب دور "حسام حسن" فى الفرق التى لعبوا لصالحها مع الوضع فى الاعتبار روبسون سيضطر لوضع احدهم احتياطيا بصورة شبه دائمة.

ومن بعد نيوكاسل , يعد فريق ميدلسبره احد ابرز المرشحين لتقديم موسما مميزا وذلك بعد ما انفتحت شهية ادارته لتدعيم صفوف الفريق بلاعبين مميزين عقب فوز الفريق بكأس رابطة المحترفين الموسم الماضى وهى اول بطولة تدخل دولاب بطولات ميدلسبره , وذلك فى حال وجود الدولاب من الاصل! فتم التعاقد مع المهاجمين جيمى فلويد هاسلبانك من تشيلسى ومارك فيدوكا من ليدز والدوليين الهولنديين بودوين زندن ومايكل ريزجر والمخضرم راى بارلور لاعب الارسنال السابق , ويتميز جميعهم بالخبرة بالاضافة لقدرتهم على العطاء عندما يشارك ميدلسبره فى كأس الاتحاد الاوروبى الموسم القادم.

وفى استون فيلا صاحب المركز السادس قام المدرب ديفيد اوليرى بالتعاقد مع الدنماركى مارتن لاورسن قادما من ايه.سى. ميلان , ثم استعار كارلتون كول مهاجم تشيلسى الشاب بعد ما قضى موسما رائعا مع تشارلتون العام الماضى على سبيل الاعارة ايضا.

ولا يبدو حلم المشاركة فى دورى ابطال اوروبا بعيدا عن بولتون الذى احتل المركز الثامن فى الدورى الموسم الماضى بفارق سبع نقاط فقط عن ليفربول صاحب المركز الرابع وحل وصيفا لميدلسبره فى كأس رابطة المحترفين.

ولعل هذا النجاح هو ما شجع المدرب البارع سام ألارديس على مواصلة سياسته للتعاقد مع النجوم "ارباب المعاشات" فحاول اقناع البرازيلى ريفالدو باللعب لصالحه دون جدوى ثم أعاد قائد ريال مدريد السابق فرناندو هييرو من صحراء الجزيرة العربية فى قطر الى صقيع اوروبا مرة اخرى ليلعب تحت قيادة النيجيرى جاى جاى اوكوشا محور اداء الفريق , بالاضافة لضم التونسى راضى الجعايدى والويلزى جارى سبيد من نيوكاسل.

اما كريس كولمان مدرب نادى فولهام - لمالكه المليونير المصرى محمد الفايد - فكان الاذكى فى سوق التعاقدات حيث ضم المهاجم الكندى توماس رادزنيسكى لاعب ايفرتون السابق وتعاقد مع المهاجم اندى كول من بلاكبرن ثم دعم خط وسطه بالدنماركى الخطير كلاوس ينسن والعملاق السنغالى بابا بوبا ديوب.

ويستحق برمنجهام سيتى عن جدارة لقب نادى "رابطة اللاعبين المغضوب عليهم" , ويبدو هذا اللقب ملائما للغاية اذا عرفنا ان الفريق تعاقد مع اميل هيسكى مهاجم ليفربول الدولى السابق والهولندى ماريو ملكيوت والدنماركى ياسبر جرونكاير , وكلاهما ممن رحلوا عن تشيلسى هذا العام , بالاضافة لتجديد استعارة زميلهم الفنلندى ميكائيل فورسيل رابع هدافى الدورى الانجليزى الموسم الماضى.

كما حرص مدربهم ستيف بروس على ضمان خدمات موزى عزت افضل صانع اهداف فى الدورى الانجليزى الموسم الماضى بعد ما هبط فريقه ليستر سيتى الى دورى الدرجة الاولى وضم دارين اندرتون لاعب وسط توتنهام ومنتخب انجلترا السابق.

اما ساوثمبتون فهو اكثر فرق الدورى ارتباطا بمنطقة الوسط حيث اعتادت جماهيره على ابتعاده عن المنافسة على المراكز الاولى فى الترتيب بينما يظل يبقى فى مأمن من منطقة الهبوط ويعتمد دائما على جهود مهاجمه جيمس بيتى.