أثينا 2004 : العراق على موعد مع التاريخ والارجنتين مرشحة فوق العادة
الإثنين، 23 أغسطس 2004 - 17:29
كتب : وكالات
وهي المرة الاولى التي يخوض فيها المنتخب العراقي الدور نصف النهائي لدورة الالعاب الاولمبية في تاريخ مشاركاته في الالعاب الاولمبية ، وهو خاض ربع النهائي للمرة الثانية بعد عام 1980 في موسكو وشارك ايضا في دورتي 1984 في لوس انجيلوس و1988 في سيول وخرج من الدور الاول.
ويسعى المنتخب العراقي الى تخطي الدور نصف النهائي لضمان احراز الميدالية الاولى لبلاده منذ 44 عاما بعد برونزية عبد الواحد عزيز في رفع الاثقال للوزن الخفيف وهي الوحيدة للعراق في الاولمبياد حتى الان.
ويدرك المنتخب العراقي ان تعثره قد يحرمه من احدى الميداليات الثلاث برغم انه يملك فرصة المنافسة على برونزية في حال الخسارة وبالتالي فهو يطمح الى تخطي دور الاربعة ليصبح اول منتخب عربي يصل الى نهائي احدى الدورات الاولمبية.
وأكد المنتخب العراقي تواجده على خارطة الكرة العالمية برغم الاحداث المميتة التي تشهدها بلاده جراء مخلفات الحرب الامريكية للقضاء على نظام الرئيس صدام حسين ، لكن لا ينسى هموم شعبه ويقدم الافضل من أجل بلسمة جراحه على حد قول مدربه عدنان حمد.
وقال حمد في تصريح لوكالة فرانس برس : "ارجو اولا ان يكون الفوز بلسما لجراح كل العراقيين وان يسهم في عودة الامن والاستقرار الى شعب العراق ومدنه وقراه ويساعد كذلك في ازالة الاحتلال وتقليص مآسي الشعب العراقي التي طال امدها".
واعرب حمد عن تمنياته "بان يتكلل ما تحقق حتى الان بميدالية اولمبية وهو امر ممكن لكنه في حاجة الى بذل المزيد من الجهود امام البارغواي في نصف النهائي".
وقدم المنتخب العراقي عروضا رائعة منذ انطلاق المسابقة في أثينا ، فحقق انتصارا مدويا في الجولة الاولى على حساب البرتغال بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو 4-2 ، ثم تغلب على كوستاريكا 2-صفر ، وكان ثاني المتأهلين الى الدور ربع النهائي بعد الارجنتين ، قبل ان يخسر امام المغرب 1-2 في الجولة الثالثة الاخيرة ، لكن في غياب بعض لاعبيه الاساسيين الذين فضل المدرب عدنان حمد اراحتهم لضمان جاهزيتهم في ربع النهائي.
وتخلص العراق من الضغوطات التي كان يلعب تحتها في عهد رئيس الاتحاد العراقي واللجنة الاولمبية العراقية سابقا عدي صدام حسين الذي كان يلجأ لتعذيب اللاعبين والمسؤولين في حال الاخفاقات او الهزائم او تحقيق النتائج المخيبة.
وانتزع العراق بطاقته الى دور الاربعة عن جدارة على حساب استراليا 1-صفر بعدما كان الافضل طيلة المباراة وكان بامكانه الفوز باكثر من هدف.
ويسود انسجام كبير بين لاعبي المنتخب العراقي الذي استفاد كثيرا من مشاركته بالمنتخب الاولمبي في بطولة امم اسيا الاخيرة في الصين حيث خرج من الدور ربع النهائي امام منتخب البلد المضيف.
ولا يعتمد العراق على نجومية لاعب او أكثر في تشكيلته بل يلعب باسلوب جماعي يقدم من خلاله كرة قدم حديثة من خلال هجومه ودفاعه باكبر عدد من اللاعبين . كما ان خطوطه الثلاثة المنسجمة والانتشار الجيد للاعبيه على ارضية الملعب يساعده كثيرا في السيطرة على مجريات المباراة بالاضافة الى اللعب بقتالية وعدم الاستسلام حتى الصافرة النهائية للحكم.
ويملك المنتخب العراقي الاسلحة اللازمة لمواصلة نتائجه الرائعة بدء من حارس مرماه نور صبري الذي تألق في الذود عن مرماه في المباريات السابقة مرورا بصخرتي الدفاع قصي منير وحيدر جبار والمنسقين بين خطي الدفاع والهجوم عبد الوهاب ابو الهيل ونشأت أكرم ووصولا الى خط الهجوم بقيادة يونس محمود وعماد محمد صاحب هدف الفوز في مرمى استراليا في ربع النهائي.
كما يملك المدرب حمد ورقة رابحة ممثلة في رزاق فرحان الذي يحتفظ به دائما الى الشوط الثاني لتعزيز خط الهجوم واعطاء دم جديد لتشكيلته بفضل خبرته الكبيرة وقدرته على اقتناص الاهداف الصعبة.
في المقابل عانى المنتخب البارجوياني الامرين لبلوغ ربع النهائي وانتظر حتى الجولة الثالثة الاخيرة لضمانه بفوزه الصعب على ايطاليا 1-صفر بعدما تغلب بصعوبة ايضا على اليابان 4-3 في الجولة الاولى وخسر امام غانا 1-2 في الثانية.
ولم يختلف الامر في ربع النهائي عندما حقق فوزا بشق النفس على كوريا الجنوبية 3-2 ليبلغ دور الاربعة وبالتالي تبدو فرص العراق كبيرة لتخطيه غدا.
وفي مباراة نصف النهائي الثانية يبدو المنتخب الارجنتيني مرشحا فوق العادة لمواصلة زحفه نحو احراز اللقب الاوليمبي الذي ينقص خزائنه عندما يلتقي نظيره الايطالي غدا أيضا.
وحقق المنتخب الارجنتيني انتصارات مدوية وهو الوحيد الذي حقق 4 انتصارات متتالية