ولم يمض أكثر من 24 ساعة فقط حتى تعرضت لهجوم آخر من المعسكر الأبيض بسبب تقرير مباراة الجيش مع الزمالك ، والذى وصفت فيه أداء الزمالك بـ "العشوائية" ، رغم فوزه 3-1 ، وتعرضت للسب فى العديد من المواقع "البيضاء" بألفاظ نابية من الجمهور الزملكاوى ، الذى لم يردعه - للأسف - كوننا فى شهر رمضان المبارك.
اتهمنى الجمهور الأحمر بمعاداة الأهلى ، وأننى زملكاوى خسيس ، وأننى تفرجت على مباراة أخرى غير المباراة "العظيمة" التى استطاع فيها فريق "الأحلام" أن يفعل المستحيل ويفوز على الاتحاد السكندرى ، الذى يحتل المركز الأخير بدون رصيد ، بعد أن كان متأخرا بهدفين نظيفين ، واتهم الأهلوية الموقع بأنه يحابى الزمالك ، وأنه موقع أبيض!
وتمادى البعض فى تخيلاتهم ، واتهمونى بالرشوة ، وكلام من نوعية أن "الصحافة الرياضية أصبحت مهنة من لا مهنة له" ، وأعطانى أحد أعضاء الموقع درجة (صفر من عشرة) ، واتهمنى بـ "التضليل" ، وطالب مسئولى الموقع بمحاسبتى حسابا عسيرا!
إلا أن اليوم التالى أثبت لى أن جمهور الأهلى يعتبر فى غاية "التهذيب" بعد الذى شاهدته من سب علنى فى عدة مواقع بيضاء "محترمة" ، لأننى وصفت أداء "بطل الدورى" بـ "العشوائية"!
وأعترف أننى لم أكن دقيقا فى كلمة "العشوائية" التى وصفت بها أداء الزمالك ، بل كان من الأفضل وصف الزمالك هو الآخر بـ"السيء" ، حيث أن أداءه فى تلك المباراة كان أسوأ كثيرا من أداء الأهلى فى مباراة الاتحاد!
الزمالك أصبح بقايا فريق ، ولم يعد الفريق الذى يرعب أحدا ، وهو ليس بقوة المواسم السابقة التى كان فيها يستطيع احراز الفوز فى أى وقت ، ولست مطالبا عندما أرى هذا الأداء الذى يثير الغثيان أن أمتدح الفريق لمجرد أنه فاز بثلاثة أهداف.
الزمالك كان سيئا جدا ، وفريق الجيش كان أكثر سوءا ، وساهمت ضربة الجزاء "الوهمية" التى احتسبها حكم المباراة للزمالك بعد أن دخل مرماه هدف بأقل من خمس دقائق فى تحويل دفة المباراة لمصلحة الزمالك ، وبدا أن لاعبى الزمالك قادمون مباشرة من الافطار الى الملعب ، وكانت اللياقة البدنية للاعبين فى حالة يرثى لها ، هل أنا مطالب بعد كل هذا أن أقول أن الزمالك كان ممتازا وكذا وكذا لمجرد أنه فاز!
أما الأهلى فكان مستواه سيئا هو الآخر ، مع اعترافى بأنه ليس بمستوى الزمالك المتدنى ، إلا أن مستواه مقارنة بامكانيات لاعبيه يعتبر سيئا ، خاصة أنه وجد صعوبة بالغة فى الفوز على فريق الاتحاد متذيل اللائحة ، ولو كان يلاقى فريقا قويا مثل إنبى ، لتلقى هزيمة محققة ، إلا أن مستوى الاتحاد الضعيف أعطى الأهلى الفرصة لتدارك الموقف واحراز الفوز ، بل وكان يمكنه تحقيق نتيجة كبيرة ايضا.
بالطبع شئ جيد أن يستطيع الأهلى أن يحول تأخره بهدفين الى فوز بثلاثة أهداف فى نحو ثلاثين دقيقة فقط ، إلا أن المستوى العام للفريق لم يكن مثل مبارياته السابقة ، وللأسف أن من أهم أسباب تراجعنا هو أننا نهلل لأى شئ ، ولمجرد أن الأهلى كان مهزوما وفاز ، دون النظر الى أن المنافس كان ضعيفا جدا ، مع كامل احترامى للاتحاد وجماهيره ، كما أن مستويات لاعبى الأهلى أكبر من هذا بكثير ، لذلك كان يجب أن نوضح ذلك فى تقرير المباراة.
الأهلى احتسبت له 17 ركلة ركنية لم يستفد من أي منها ، واحتسب له 28 ركلة حرة مباشرة داخل ملعب الاتحاد لم يستفد منها ايضا ، ولم يسدد لاعبوه سوى ست تسديدات فقط على مرمى الفريق السكندرى طوال المباراة ، فى المقابل أحرز الاتحاد هدفه الأول مستفيدا من احدى ركلتين ركنيتين احتسبت له طوال اللقاء ، وبعد كل هذا نجد من يقول أن الأهلى قدم أفضل مباراة له هذا الموسم!
الهجوم الكاسح من جماهير الأهلى والزمالك دليل على الحيادية التى يتمتع بها الموقع ، وحرصه على نقد أداء القطبين الكبيرين ، دون التهليل لمجرد الفوز فى مباراة على فريق ضعيف ، أو آخر صاعد من الدرجة الثانية.
وإذا تأنى أعضاء الموقع ، سواء أهلاوية أو زملكاوية ، لوضح لهم أن الموقع يلتزم الحياد دائما ، ويحرص دائما على رفع مستوى زائريه وليس اتباع سياسة التهليل والتطبيل المعتادة في وسائل الإعلام الأخرى ، فعندما يؤدى الأهلى جيدا نشيد به ، وكذلك الزمالك ، إلا أن الغالبية للأسف تريد منا أن نكون مثل الباقين : نهلل للأهلى والزمالك بمجرد الفوز.
.. اللهم إنى صائم!