كتب : نصري عصمت
وربما تكون هذه المباراة هى الاولى منذ سنوات عديدة التى يدخلها الفريقان فى الدور الاول والفارق بينهما 11 نقطة لصالح الأرسنال الساعى لبلوغ مباراته الخمسين دون تذوق طعم الخسارة وهو ما يعنى ان خروج "المدفعجية" بنقطة قد يكون مكسبا خاصا فى حد ذاته.
واما مانشستر الذى يلعب امام جماهيره فلا خيار امام مدربه أليكس فيرجسون سوى الفوز لتضييق فارق النقاط مع الأرسنال ، وتعكير صفو حالة النشوة التى يمر بها "المدفعجية" حاليا - وهو الهدف الاهم - بكسر رقمهم القياسى على ملعب اولد ترافورد ، بالاضافة الى ان الهزيمة والتعادل سيبقيان على مانشستر فى المركز السادس فى صراع مع امثال بولتون وايفرتون على حجز احدى البطاقات الاوروبية مع نهاية آماله عمليا فى المنافسة على اللقب هذا الموسم وانحصار السباق بين تشيلسى والأرسنال.
وعلى صعيد اللاعبين تبدو القوى الضاربة فى صفوف الفريقين مكتملة ما عدا غياب قائديهما روى كين وباتريك فييرا اللذين لا تزال الشكوك تحوم حول امكانية مشاركتهما حتى اللحظات الاخيرة قبل بداية المباراة.
وفى الوقت الذى يملك فيه "الشياطين الحمر" ترسانة هجومية نووية مكونة من رود فان نستلروى وواين رونى والان سميث ولويس ساها مدعمة بقطار الشرق السريع البرتغالى كريستيانو رونالدو ونظيره الغربى "الويلزي" ريان جيجز ، يبدو الداهية تييرى هنرى الاقرب لتعكير صفو جماهير اولد ترافورد بتكشيرته الشهيرة فى وجوه الخصوم عقب تسجيله للاهداف مستغلا حالة التناغم الهائلة التى تجمع "المدفعجية" بدءا من مواطنه روبرت بيريس ونهاية بالاسبانى فرانسيسك فابريجاس احدث انتاج "مناجم فينجر للكشف عن الجواهر".
وبعيدا عن فارق النقاط ، تكتسب المواجهة بين الفريقين أبعادا نفسية عديدة على صعيد الصراع الشرس الدائر بين فيرجسون والفرنسى ارسين فينجر مدرب ارسنال منذ قدوم الاخير الى انجلترا منذ ثماني سنوات.
ولا شك ان موقف فيرجسون هو الاضعف خلال هذه المواجهة وهو ما دعا جيمس لوتون من صحيفة إندبندنت لوصف المباراة بـ"موعد إسدال الستار على سيطرة مانشيستر على الكرة الانجليزية" فى حالة تعرض فريقه للهزيمة.
اما الناقد المخضرم آلان هانسن فيعتبر "الشياطين الحمر" اصحاب الحظوظ الاوفر لحسم المواجهة فى حالة قدرتهم على تقليل سرعة المباراة واغلاق المساحات امام الأرسنال الذى لا يستطيع فريق فى بريطانيا كلها - حسب رأيه - مجاراته فى حالة اللعب السريع.
كما وصف رودنى مارش لاعب مانشستر السابق فى فترة السبعينيات المباراة بـ"المعركة الحربية" نظرا للاحداث المؤسفة التى شهدها لقاؤهما العام الماضى على ملعب اولد ترافورد.
ولا يستطيع لاعبو الفريقين نسيان وقائع هذه المواجهة بعد نشوب معركة بين لاعبى الأرسنال والهولندى رود فان نستلروى نتيجة تسببه في طرد فييرا قائد "المدفعجية" وحصوله على ضربة جزاء مثيرة للجدل قبل صافرة النهاية بثوان ، ثم اهدارها برعونة ، مما دفع "المدفعجية" لمحاولة ضربه فى واحد من اسوأ المشاهد التى يمكن مشاهدتها فى الملاعب الرياضية والتى شارك فيها البرتغالى كريستيانو رونالدو وجارى نيفيل على الجانب الآخر.
وتسببت المباراة فى اتخاذ الاتحاد الانجليزى لكرة القدم قرارا بايقاف اربعة من لاعبى الأرسنال وتوقيع غرامة كبيرة على الفريق بالاضافة الى انذار لاعبى مانشستر بعدم تكرار مثل هذه الوقائع.
ولكن روبرت بيرس نجم ارسنال نفخ فى النار عندما اكد ان ما فعله زملاؤه فى ذلك اللقاء كان مفتاح فوزهم بالدورى ، وان الايقاف كان ثمنا بخسا مقابل حرمان مانشستر يونايتد من الحصول على نقاط المباراة الثلاث ، وهو ما دعا فيرجسون قبل اسبوع من الان للتأكيد ان المدفعجية "لم يحصلوا على عقابهم الكافى بعد ان سرقوا فريقه" فى محاولة معتادة منه للتاثير النفسى على مايك رايلى حكم مباراة يوم الاحد.