-العرض الفني الرائع الذي قدمته جماهير برشلونة في المدرجات بالأعلام واللافتات قبل المباراة لتحية فريقها على أنغام الأغنية الرسمية للفريق كان أكثر إبداعا من أي حفل افتتاح بطولات كثيرة عالمية!
-لم يكن هناك أي سباب جماعي ، أو ربما فردي ، من جماهير البارسا ضد نجوم الريال ، ومن بينهم لويس فيجو لاعبهم السابق ، وكان كلما استلم الكرة امتلأت جنبات الملعب بصفافير الاستهجان ، فقط!
-عدد الضحكات والابتسامات التي شاهدناها على وجوه لاعبي الفريقين على مدار التسعين دقيقة في مواقف عديدة ، بعضها صعبة أو عصيبة ، كانت لا تعد ولا تحصى ، وتعبر بحق لا عن بلادة واستهتار اللاعبين بالمباراة ، بل عن عقلية احترافية رفيعة المستوى.
-على رأس الضاحكين والمبتسمين دائما كان رونالدينيو "ساحر" برشلونة ، الذي كانت ضحكته واضحة على وجهه دائما حتى وهو يراوغ أو يستعرض مهاراته ، وواضح أن ضحكته هذه هي "خلقة ربنا" ، وهي موجودة فقط لدى أولئك الذين يلعبون الكرة باستمتاع ، ورونالدينيو كذلك ، ولهذا أمتعنا في هذه المباراة وفي غيرها.
-الحكم الذي أدار المباراة عمره بدا صغيرا مثل "الكتكوت" وكانت بعض قراراته خاطئة ، ولكن اللاعبين تعاملوا معها بكل احترام حتى وهم متأكدون من أنها خاطئة ، ربما لأنهم يحترمون أنفسهم ، واللاعب الذي يحترم نفسه هو فقط الذي يحترم قرارات الحكم حتى وإن أخطأ ، أما حكاية "الشحتفة" التي نشاهدها من بعض لاعبينا ورفع الفانلة إلى أعلى والصراخ ناحية الجماهير لاستجداء شتيمة الحكم دفاعا عن اللاعب ، فلم نجدها!
-مقاعد مدرجات الدرجة الثالثة كانت من الجلد الفاخر ، وأشبه بتلك المقاعد الموجودة لدى الصالونات الرجالي الفاخرة في المهندسين والزمالك ، وعندما اقتربت من التليفزيون لمشاهدة أحد هذه المقاعد عن قرب ، في الدرجة الثالثة ، وجدت ، والعياذ بالله ، رقما مثبتا أعلى المقعد ، بما يشير ، والعياذ بالله أيضا ، أن الذي يجلس على هذا المقعد حجز مكانه مقدما وعرف رقم المقعد الذي سيجلس عليه!
-أعضاء مجلسي إدارتي ريال مدريد وبرشلونة جلسوا بجوار بعضهما البعض في المقصورة الرئيسية ، ولم نشاهد أي ملامح "تهليل" و"تهييص" و"تشنجات" غير طبيعية من السادة أعضاء مجلس إدارة برشلونة عند إحراز فريقهم أي هدف ، فقط كانوا يعبرون عن الفرحة بالتصفيق أو التلويح بقبضة اليد بسعادة ، أما أعضاء الريال فلم يقف أحد من مكانه ، ولكن لم تغب الابتسامة عن وجه أي منهم ، ولم نشهد أيا منهم يقف "على حيله" ليرد على سباب أحد المشجعين الغاضبين ، باعتبار أن أحدا من المشجعين لم يكن يفعل ذلك أصلا ، فالكل تقبل الهزيمة!
-وبالمناسبة ، رأيت ، والعياذ بالله أيضا ، جماهير ريال مدريد الكبيرة التي زحفت خلف فريقها وقد جلست في المدرجات بكل احترام بدون أي فاصل أمني بينها وبين جماهير البارسا ، ولم يحدث خلال المباراة أو قبلها أو بعدها أي هتاف من جماهير الفريقين من قبيل "العلقة برة" أو "اقعدوا مؤدبين يا مش عارف مين" أو "ها تولع" أو أشياء من هذا القبيل ، كما لم يحدث إلقاء لأي حجارة أو زجاجات بلاستيكية أو يوستفندي أو أكياس بواقي سندويتشات الفول والطعمية وعلب الطرشي!
-ملاحظة نسائية تتعلق بوجود العديد من المشجعات اللاتي حضرن المباراة وهن يرتدين ملابس السهرة ، أي والله العظيم ملابس السهرة ، وقد زينن أنفسهن بالمكياج الكامل وارتدين حليهن ومجوهراتهن وكأنهن ذاهبات إلى "كتب كتاب" ، وهذا شيء طبيعي لأن كل سيدة ذهبت إلى الملعب ضمنت أنها لن تقابل من الجماهير بـ"زفة" رجالي من نوعية "البت بيضة بيضة بيضة"!
-رونالدينيو كل لعبه وتمريراته كانت إلى الأمام ولم أشاهده في أي وقت من أوقات المباراة يلعب إلى الخلف أو إلى الجانبين.
-المباراة شهدت حوالي 4 لعبات "كوبري" كان رونالدينيو بطل معظمها ، ومع ذلك لم تنقلب المدرجات رأسا على عقب بالهتاف والصراخ لهذا البطل إللي عمل كوبري ، رغم أن أحد هذه "الكباري" انتهى بالهدف الثاني.
-تألق صمويل إيتو في هذه المباراة وإحرازه هدفا وصناعته هدفا آخر جاء في وقته تماما لإنكار تهمة العنصرية عن الجماهير الإسبانية بعد تصرفاتهم المشينة في مباراة إنجلترا وإسبانيا الأخيرة في ملعب سانتياجو برنابيو بمدريد ، فقد تلقى اللاعب تحية حارة من الجماهير بعد إحرازه الهدف ، وبعد المباراة.
-رونالدينيو صفق في إحدى المرات لحامل الراية بصدق ودون "تريقة" لأنه "ضبط" تسلل اللاعب في إحدى الهجمات ، ألم أقل لكم إن اللاعب المحترم ي